الوضع المظلم
الثلاثاء ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
كتاب استراتيجية نزع القداسة
كتاب استراتيجية نزع القداسة

صدر للباحث علي الأمين السويد كتاباً بعنوان "استراتيجية نزع القداسة" نشرته دار بروا للطباعة والنشر. يقع الكتاب في 240 صفحة تقريباً. ويتمحور فحواه حول قضايا تنويرية تتعلق بالدين الإسلامي.

يتميز الكتاب بتقديم استراتيجية جديدة في مقاربة النصوص الدينية تُطرح لأول مرة، أطلق الكاتب عليها اسم "استراتيجية نزع القداسة." ويعرف السويد استراتيجيته بأنها" آلية عملية مبنية على اعتماد معايير العلوم الإنسانية التجريبية والمنطقية لتحليل، وشرح، وتفسير فئة من النصوص المقدسة دون غيرها". وقد أوضح أن هذه الاستراتيجية تُخضع النص المختار للبحث العلمي المجرد بعيداً عن تأثير شروح المفسرين السابقين، أو مفاهيم علماء الدين. وبذلك تكون نتيجة البحث حيادية مدعمة بأدلة علمية، أو منطقية بعيدة عن غلو كلاً من المفسرين المتدينين، والمشككين اللادينيين.

وتعتمد استراتيجيته على توفير أرضية مشتركة يتفق عليها المتدين وغير المتدين بحيث يقبل الطرفان بنتائجها، ولا يستطيعان إنكار الحقائق طالما أنها علمية أفرزتها العلوم التجريبية مما يتفق مع المنطق السليم على الأقل.

 وقد أوضح الكاتب في مقالة تقديمية للكتاب على موقع أمازون حيث تتوفر نسخة إلكترونية، بأن تطبيق نزع القداسة هو إجراء مؤقت، يتعامل مع فئة معينة من النصوص القرآنية المقدسة على افتراض أنها غير مقدسة لغرض الوقوف على الحقيقة القرآنية بعيداً عن سيطرة الأفكار المسبقة المتعلقة بتفسير تلك الآيات، أو المسلمات التي تم افتراضها وتعاهدها، أو الخوف من المخالفة، أو النفاق لأجل حظوظ النفس.

وهي استراتيجية يدعو السويد إلى تطبيقها على كل الآيات القرآنية التي تختص بعلاقة الإنسان مع الإنسان في الدنيا، وكذلك على الآيات التي تتحدث عن كل ما يراه الإنسان من الكون حوله، وعلى نحو محسوس. وهي غير معنية بتطبيق نزع القداسة على ما هو "غيبي مطلق" أو "غيبي مادي مشترك".

ويؤكد السويد كثيراً على أن تطبيق نزع القداسة المؤقت إنما هو إجراء يُتخذ لغرض البحث العلمي. وهو أبعد ما يكون عن التقليل من قداسة الله، أو الأنبياء، أو الإسلام، أو القرآن، أو حتى خدش تلك القداسة، فضلاً عن التشكيك بها لا من قريب، ولا من بعيد. ومن ناحية ثانية، هو ليس معنياً أيضاً بالدعوة إلى الإيمان بما يُقدم على أنه مقدس.

ويعتبر السويد أن تطبيق نزع القداسة المؤقت يمثل ثورة على الانغلاق الفكري الذي يطغى على المعتقدات الإسلامية السائدة التي جعلت من جزئيات الدين مطيات لأصحاب مصالح ضيقة، وعقول منغلقة. فقد أسهم المثقفون في صدر الإسلام، بقصد أو بدون قصد، في خلق منظومة فكرية تقوم على متوالية تقديسية بدأت بتقديس الأشخاص الذين كانوا حول النبي محمد: "الصحابة"، ثم أصحاب الصحابة، ثم أصحابُ من صاحب الصحابة. ثم شملت الباحثين الذين اهتموا بالصحابة وبالرعيل الأول، ومن كتب عنهم، ومن نقل حديثهم. حتى أصبح بعض ما كتبه بعض رموز تلك الدائرة مقدساً بحد ذاته.

وكنتيجة لتطبيق استراتيجية نزع القداسة بشكل مؤقت على الآية 88 من سورة النمل:(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)، تم إثبات أن الجبال تمر مرَّ السحاب الآن، وفي هذه اللحظة، وأثناء قراءة هذا التقديم. وهذا يخالف كل المفسرين السابقين. وقد تم التوصل الى هذه النتائج بطرق علمية بحتة.

وقد شدّد الباحث السويد بأن هذا العمل لا يدخل ضمن ما يسمى الإعجاز العلمي لا من قريب، ولا من بعيد. ولو قُدِّر لهذه الاستراتيجية أن تُستثمر بالشكل الصحيح، فستساهم في تحييد التفسيرات المتطرفة للدين الاسلامي، وتفرغها من محتواها الخاطئ الذي شوه صورة الإسلام، وحرف فهم غير المسلمين عن حقيقة الاسلام كما وردت في القرآن، وخلقت ما يدعى اليوم بالإسلام فوبيا.

ليفانت - خلف محمد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!