الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • قيود الحرية الصحفية في شمال شرق سوريا.. مراسلون بلا حدود تدين الانتهاكات الأخيرة

قيود الحرية الصحفية في شمال شرق سوريا.. مراسلون بلا حدود تدين الانتهاكات الأخيرة
انتهاك حرية الصحافة/ تعبيرية

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها صحفيون كرد سوريون في التجربة "الديمقراطية" الوليدة في شمال شرق سوريا كما يصفها أصحابها للتهديد أو الترهيب أو التوقيف عن مزاولة المهنة لحساب الوسائل الإعلامية التي يعملون لديها.


في حَزِيران الماضي أوقفت مديرية الإعلام في الإدارة الذاتية وألغت تسجيل مكتب فضائية “كردستان 24″ ومنعت كادرها من العمل بحرية وأمان، واعتقلت الصحفي كاميران سعدون في الرقة ونددت شبكة الصحفيين الكرد السوريين تجاه هذه الانتهاكات.


آنذاك، رأت لجنة حماية الصحفيين أنّ الاتهام الموجه للفضائية بنشرها الكراهيَة والتحريض على العنف لم يذكر في أي تغطية من برامج القناة المذكورة.


وأفاد تقرير للجنة تناقلته وسائل إعلام محلية عن ممثلها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “إغناسيو ميغيل ديلجادو”، قوله: “إنّ القرار يرقى إلى مستوى الرِّقابة ويعتبر بمثابة فرض قيود صارمة على الأشخاص الذين ينقلون الأخبار من المنطقة”.




إحدى الكاميرات المدمرة لفريق روداو مكتب شمال شرق سوريا. مصدر مراسلون بلا حدود إحدى الكاميرات المدمرة لفريق روداو مكتب شمال شرق سوريا. مصدر مراسلون بلا حدود

بينما ما تزال الانتهاكات مستمرة، أدانت منظمة مراسلون بلا حدود الانتهاكات المتعددة ضد حرية الصِّحافة في الأيام الأخيرة في المنطقة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية ودعت المنظمة سلطات الأمر الواقع إلى السماح للصحفيين بممارسة المهنة بحرية وضمان بيئة عمل مواتية لهم.


وشاهد العديد من المراسلين موادهم وعتادهم يدمّر من قبل أفراد يدعمون الحكومة الإقليمية يقول بعض الصحفيين ممن تواصلت معهم ليفانت نيوز إنهم محسوبين على الشبيبة الثورية التي تشرف على تدريبها قيادات في تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وتمارس دوراً ترهيبياً ضد الصحفيين وغيرهم.


وفي سياق متصل، صرّح الصحفي والإعلامي الكردي السوري رواد لالو حيث يقيم حديثاً خارج سوريا لليفانت: أن هذه الشبيبة الثورية أصبحت سلطة ترهيبية ورادعة فوق الأسايش تمارس عمليات ترهيب وبلطجة بحق البعثات الإعلامية والصحفية وقد تعرّض هو شخصياً للتهديد والضغط مراراً كما زملاء آخرين له بالمعتقل مثل برزان حسين.



ويضيف الصحفي الدَّوْليّ والعضو المشارك في رابطة الصحفيين السوريين وعضو الاتحاد الدَّوْليّ للصحفيين بأنه اضطر بعد تهديدات جدّية بتصفيته على خلفية نشاطه الصحفي الاستقصائي للهرب خارج سوريا حيث جرّد من حقه في بيع ممتلكاته ووضعت تحت الحجز.


وفي تصريحه لليفانت، يرى رواد لالو أن بيئة العمل الصحفي "للفري لانسر" أو مندوبي وسائل الإعلامي الأجنبية في شمال شرق سوريا مقلقة وباشتراطات تخرق المهنية والموضوعية على أن تكون خالية من أي نقد أو البحث في ملفات فساد، معرباً عن تضامنه مع زملائه ممن بقي يقاتل باسم الصِّحافة الحرة في شمال شرق سوريا.


وسجّل لالو من خلال تعليقه على بوست تضامني مع الصحفيين لمنظمة مراسلون بلاد حدود على موقع الفيسبوك تضامنه الكامل مع زميله إيفان حسيب العامل منذ ثلاثة أعوام يتعرض فيها للضغوطات وبقية الزملاء، واصفاً بعض المجموعات بأنهم ثلة من الزعران خارجين عن القانون وفوق الجميع.

وتعرّضت مباني مؤسسة روداو لهجوم بزجاجات المولوتوف، وفي أعقاب هذا الهجوم، نشرت صفحة موالية للإدارة الذاتية، قائمة بأسماء صحفيين آخرين تدعو فيها إلى استهدافهم بدورهم. كان من بين الأسماء  إيفان حسيب (مراسل Ruptly)، وفيفيان فتاح (مراسلة روداو) وفهد صبري (مدير مكتب روداو المحلي).

بوست شبكة مراسلون بلا حدود وصورة المراسل الصحفي إيفان حسيب وتعليق تضامني من الصحفي الكردي السوري رواد لالو بوست شبكة مراسلون بلا حدود وصورة المراسل الصحفي إيفان حسيب وتعليق تضامني من الصحفي الكردي السوري رواد لالو (اضغط لتكبير الصورة)

وأهابت مراسلون بلا حدود، بأن إيفان حسيب معرّض للخطر بشكل خاص، وقد عانى لعدة سنوات من حملة كراهيَة عنيفة قادمة من مختلف الجهات الموالية للإدارة الذاتية، تتهمه بأنه مع "الجبهة المعادية للسلطات المحلية"، كما حمّلت مراسلون بلا حدود السلطات المحلية المسؤولية الكاملة على أمنه وأمن عائلته.

يذكر أنّ الإدارة الذاتية أصدرت قانون الإعلام، منتصف شهر أيار الفائت، بعد جهود حثيثة امتدت طيلة عام تضمنت طرح القانون للنقاش العام وعقد ندوات مع صحفيين وناشطين حقوقيين في شمال وشرق سوريا.

بيد أن صحفيين ومراسلين مستقلين انتقدوا تلك الاجتماعات والمداولات فيما يتعلق بقانون الإعلام، بمن حضر فيها، لأنها لم تلحظ بشكل عام إلا مؤيدي الإدارة الذاتية من الإعلاميين والحقوقيين والناشطين.

اقرأ المزيد: بعد اعتقال صحفي وإغلاق مكتب “كردستان 24”.. شبكة الصحفيين الكرد تدين انتهاكات الإدارة الذاتية

ويبلغ عدد الوكالات والوسائل الإعلامية المحلية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حوالي 50 وكالة، وعلى الرغم من حدوث انتهاكات عدة بحق صحفيين خلال الأعوام الأخيرة، إلا أنها ما تزال تعدّ من أكثر المناطق أماناً في سوريا، وَفْقاً لـِ تقارير النقابات والمنظمات الحقوقية السنوية.

 
وائل سليمان

ليفانت نيوز _ خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!