الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • قولوا ما تشاؤون فحبل الكذب قصير

  • ذكرى معركة الضياء الخالد ذكرى حقيقة قائمة كالشمس لا يمكن تغطيتها بغربال
قولوا ما تشاؤون فحبل الكذب قصير
محمد الموسوي  

ذكرى معركة الضياء الخالد تتجلى فيها الحقائق كل عام لمن يريد أن يعرف الحقيقة ويقف عندها منصفا معلنا حقيقة وجوده كإنسان حر، وتتزامن هذا العام مع اقتراب الذكرى السنوية لتأجج الثورة الوطنية الإيرانية.

يدير النظام العالمي وجهه عن الحقيقة لسر سيفتضح أمره قريباً.. عندما يُسقِطُ الباطلَ ادعاءاته باعترافاته فلا داعي للخصوم أن يتكبدوا العناء في الإيضاح، فالحقائق تتجلى على لسان الباطل نفسه دون عناء فمتناقضات العدو تفضح ذاتها وتفضحه، وعين الشمس لا تغطى بغربال.. والدليل يوم الـ 26 من يوليو عام 1988 في ملحمة الضياء الخالد التي سطرت أسمى معاني الوجود والتصميم على أقوى أنواع المنازلة من أجل أحقاق الحق واستعادة الثورة المسلوبة.

يُنكر نظام ولاية الفقيه وجود معارضة ووجود بديل له، وقد يستند في ذلك على دعم تيار الاسترضاء والمهادنة الغربي له، وكذلك ضعف المواجهة العربية لتدخلاته ونفوذه المُخل في المنطقة العربية حتى بعدما وصلت تدخلات إلى نشر السلاح والفوضى والفتن والقتل والعمل والإسهام في تفكيك الدول، وتصنيع وترويج المخدرات من داخل بعض الدول العربية وتصديرها منها إلى الدول العربية الأخرى، وبمرور الأيام ومع الدعم الغربي الصريح للملالي ولجماعاتهم هنا وهناك وكذلك السكوت العربي أو سموه ما شئتم؛ يتعاظم دور الملالي، وكما أنكر وجود معارضته وأنكر أهمية الإنسان وحقه في الوجود الكريم فقد أنكر شرعية وجود الدول العربية وسيادتها على أراضيها ولذلك يبرر تمدده فيها تحت مسميات عديدة غير آبهٍ بردود أفعال لطالما خبرها، ويعرف إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الردود؛ لكن ما يخشاه حقا هو المعارضة الوطنية الإيرانية وفي مقدمتها المقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية منظمة مجاهدي خلق، ولذلك يقيم الدنيا ويقعدها من أجل القضاء التام عليها، وقد حاول ذلك داخل إيران وفشل، وفي العراق وفشل، وفي أوروبا وفشل، وما تزال مؤامراته قائمة وهداياه وتضحياته قائمة حلال كانت أم حرام فالمهم لديه هو القضاء على المقاومة الإيرانية ولن يتمكن فالله ناصرٌ للحق ولو بعد حين.

فلول الشاهنشاهية المخلوعة التي ارتضت أن ترتمي في أحضان من هب ودب هي الأخرى تناصر الملالي كعادتها وتُبرز حجم كراهيتها وشوفينيتها البغيضة ولا تعترف بثورة الشعب الإيراني ولا بمقاومته الأصيلة التي قُتِل الكثيرين من أبطالها قبل قيام الثورة عام 1979 على يد تلك الفلول ونظامها الدكتاتوري الدموي، ولم تكتفِ فلول الشاهنشاهية تلك بمناصرة الملالي فحسب بل راحت تنال من المقاومة الإيرانية الأصيلة وتصفها بأنها غير موجودة وتطرح نفسها بديلا للملالي أو ربما شريكا مباشرا لهم في مرحلة من المراحل فبمجرد قيام دوائر النظام العالمي الغرب بتلميعهم ودعوتهم إلى بعض المحافل وظهورهم في بعض القنوات يعتقدون بذلك أنهم بديلا وقد يعودون مرة أخرى كجلادين للشعب الإيراني بدعم غربي على افتراض أن الشعب الإيراني تركة مطوبة للجلادين سواء نادر شاه أو ابنه المخلوع أو الملالي أو ابن الشاه المخلوع الذي لا يجلد بالشعب الإيراني من منفاه فعدم الاعتراف بثورة الشعب جريمة وممارسة ثقافة الشاهنشاهية البغيضة في المنفى أيضا جريمة واستمرار لسياسة جلد الشعب الإيراني.، أما المقاومة الإيرانية التي لا يعترفون بها فلا تقيم وزنا وتتعامل معهم بمنطق إن حضروا لا يُعدوا وإن غابوا لا يفتقدوا.. وليس ذلك فحسب بل أن المقاومة الإيرانية ما تزال تُصرّ على أنه من الواجب على ابن الشاه وبقايا حاشية أبيه أن يقفوا أمام الملأ ويعتذروا بصريح العبارة للشعب الإيراني عما اقترفوه في حقه من جرائم وأن يدينوا تلك الحقبة وحقبة الملالي ويعترفوا بحق الشعب الإيراني في إقامة عصر جديد مشرق يقوم على أسس جمهورية ديمقراطية غير نووية؛ علمانية تعزل بين الدين والسلطة وتعترف بحقوق كافة مكونات الشعب الإيراني العرقية والدينية والمذهبية، عندها يحق لهم أن يعملوا كفصيل إيراني معارض له ما له وعليه ما عليه شريطة النقاء وترك العلاقة مع الملالي وغيرهم من أعداء الشعب الإيراني، وإعادة صياغة خطابهم بما يتفق مع اعتذارهم وحسن نواياهم.

معركة الضياء الخالد شمسٌ لا تغطيها غربال

يقول العرب من فمك أدينك.. وهنا نستعين بقول أحد عناصر النظام وهو الحرسي سعيد قاسمي ضمن حديثه عن معركة الضياء الخالد وباقي المعارك: إن جميع المتسللين في وزاراتنا من مجاهدي خلق؛ ويجب ألا ننسى أن الضربات التي نتلقاها سواء في الفضاء الإلكتروني أو في الساحة هي من مجاهدي خلق... فإن كان هذا قول أحدهم وتصريحهم بما جرى من أحداث هامة فكيف لا تكون المقاومة الإيرانية بديلا حقيقيا على الأرض وفي كل مكان في الداخل والخارج.

معركة الضياء الخالد التي وقعت عام 1988 وانتصر فيها جيش التحرير الذراع العسكري لمنظمة مجاهدي خلق على قوات نظام الملالي من جيش وحرس وبسيج وكانت ضربة موجعة كبدتهم خسائر فادحة ما يزالون في نظام الملالي يتذكرون آلامها وشدة وقعها عليهم؛ وفي حقيقة الأمر أن معركة الضياء التي لم تنطفئ شعلتها إلى اليوم كانت أكبر دليل على حجم وقدرات منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية.. وما تزال هذه المعركة تمثل رمزا تاريخيا لأنصار مجاهدي خلق إذ يزورون موقع هذه المعركة الملحمية في ذكراها من كل عام ويحيون ذكرى الشهيدة طاهرة طلوع التي جسدت صورة من أفضل صور التضحية والفداء من أجل قيمها ومبادئها ومن أجل حماية رفاقها المقاتلين بينما جسدت واقعة شهادتها أيضا مدى وحشية نظام الملالي وبربريته إذ قتلوها وهي جريحة بطعنة خنجر في قلبها ومثلوا بها وعلقوا جثتها في شجرة وجعلوها تتدلى من الشجرة فوق الصخور في مشهد لا يمت للبشرية بصلة وهذا يُدلل على أن نظام حكم الملالي نظام لا يمتثل إلى شرع وحكم الإسلام ولا إلى قوانين وأعراف الدول، وكذلك جاءت الضياء الخالد في حينها كرد قاسٍ على نظام الملالي وجرائمه وامتداداً لصراع طويل مضنٍ بين الملالي والمقاومة منذ الاستيلاء على ثورة الشعب الإيراني عام 1979 على يد الملالي وتسميتها بـ الثورة الإسلامية على الرغم من أن مختلف فئات ومكونات الشعب الإيراني قد شاركت فيها؛ وقد بدأ الصراع بسعي الملالي إلى استبعاد الآخر من العملية السياسية والوجود كله وإبادة كل من لا يوافقهم الرأي والتوجه ولا يسير تحت طوعهم وضمن قطعانهم وأصدروا لأجل ذلك فتاوى الموت كتلك التي أفتى بها خميني بإبادة عناصر منظمة مجاهدي خلق أينما وجدوهم وما ترتب على هذه الفتوى من إبادة جماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين الذين كانوا في معظمهم أيضاً من مجاهدي خلق وقد أمضى غالبيتهم مدة محكوميتهم بالسجن لكنهم أعدموا أيضاً في نهاية المطاف استنادا لهذه الفتوى وكان إبراهيم رئيسي المتعطش للسلطة أحد أعضاء فرق الموت التي نفذت تلك الفتوى التي لا علاقة لها بالإسلام على الإطلاق؛ ربما تكون فتوى لكنها ليست إسلامية ولا من الإسلام في شيء، وكلف هذا الصراع دماء سالت بالباطل في الشوارع والمقرات الحزبية وفي السجون والمعتقلات وفي أشرف في العراق وفي ليبرتي، وفي أشرف3، وكلف مؤامرات أقل ما يمكن وصفها هي أنها كانت دنيئة وقد دُبِرت في الليل بالتعاون مع دوائر تيار الاسترضاء في النظام العالمي وكلفت المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق خسائر وتضحيات جسام أدت في منتهاها إلى خسائر بشرية ومجازر إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وما يزال الغرب يُدير وجهه عن الحقيقة ولا نعلم ما السر في ذلك، وسيفضح ملالي الشؤم هذا السر عاجلاً أو آجلا كما فضح الكثير من الأسرار من قبل وآخرها ما بينه وبين فرنسا وغيرها، والغريب في الأمر أن الغرب لا يكترث لعار الفضيحة بقدر اهتمامه للمكاسب المادية لذلك نجده تارة يصف الملالي بالإرهاب وتارة يضحي بشرفه من أجل الملالي وقطعانهم الإرهابية التي تعيث بالأرض الفساد مخلصة للملالي وفكرهم المتطرف الدموي.

بالعودة إلى معركة الضياء الخالد كواحدة من جبهات المواجهة المحتدمة بين نظام ولاية الفقيه والمقاومة الإيرانية يرى نظام الملالي في هذه المعركة خاصة وباقي المعارك كابوساً مرعباً كاد يسقطه في حينها ويصل إلى طهران بكل بساطة لولا أن استدعى النظام واستنفر كل قواه ومرتزقته لصد الهجوم ووفقاً لقول الحرسي سعيد قاسمي كانت جميع معارك المجاهدين بما فيها معركة الضياء الخالد معارك هجومية ولم يستخدموا فيها سياسة دفاعية على الإطلاق وهو ما يؤكد أنها كانت معارك موجعة وبالتالي كوابيس مرعبة وذكريات سنوية لا تنسى تؤكد على وجود البديل الديمقراطي الحقيقي وعلى وجود نظام مرعوب وآيل للسقوط وكلما اقترب من الزوال أغاثه الغرب واليوم أغاثه العرب والغرب معا.

تترافق هذا العام الذكرى السنوية لإحياء مجد معركة الضياء الخالد لدى المقاومة الإيرانية مع اقتراب موعد إحياء الذكرى السنوية لتأجج ثورة الشعب الإيراني ومواجهة النظام الإيراني للشعب بالحديد والنار والقتل والاغتصاب عامل يجدد الضياء الخالد وكأنها تحدث في كل يوم من المواجهات على أرض الشارع، وتحييها وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق في كل وقت وحين لتذكير نظام ولاية الفقيه أن المعركة لم تنتهِ ولن تنتهي إلا بزوال الملالي وفكرهم من الوجود، وعلى صعيد آخر يُعد ترافق كلا الحدثين معا هذه السنة أمراً يُعيد إلى أذهان النظام كابوس الضياء الخالد وكابوس المقاومة الإيرانية وكابوس أشرف التي لم تستسلم ولم تركع أمام كافة الضغوطات والحملات الوحشية الإبادية التي تمت ضدها في كل مكان وما زالت.

اليوم ملحمة الضياء الخالد قائمة هناك في كل مكان في إيران في سنندج وسقز ومريوان والأهواز وسيستان وبلوشستان وطهران ومشهد وأصفهان وخرم آباد وكل شبر في إيران.. إنها ملحمة الشعب الخالدة من أجل الحرية بدأتها وتتمم مسيرتها المقاومة الإيرانية ويحييها كل أبناء الشعب الإيراني وفصائله الوطنية الأصيلة الحرة في مسيرة تاريخية من أجل الحرية والنور.. والغد المشرق آتٍ غد تنتهي فيه معركة الضياء الخالد التي لم تنتهِ بعد بنصر الشعب وإقامة دولته وجمهوريته الديمقراطية الحرة.. وعلى أحرار العالم أن يقفوا مع الشعب الإيراني في معركته المشروعة هذه.. فهل ما زالوا يغطون شمس الحقيقة بغربال؟

ليفانت - د. محمد الموسوي  

المصادر: https://arabic.mojahedin.org/32007

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!