الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • قمة جدة.. هل أعادت الوئام العربي الأمريكي أم وسعت الشرخ؟

  • أكاديميون لليفانت: العرب وضعوا شروطهم بلقاءاتهم مع بايدن.. وأكدوا حقهم بـ"الحياد الإيجابي"
قمة جدة.. هل أعادت الوئام العربي الأمريكي أم وسعت الشرخ؟
زيادة بايدن للسعودية \ ليفانت نيوز

أكد الرئيس جو بايدن يوم السبت للزعماء العرب أن الولايات المتحدة ستظل منخرطة بشكل كامل في الشرق الأوسط، في جولته الأولى بالمنطقة منذ توليه منصبه، وقال بايدن خلال قمة في جدة على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية: "لن ننسحب ونترك فراغًا تملأه الصين أو روسيا أو إيران".

وحضر قمة جدة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن، وكان أحد أهم اهداف السيد بايدن فتح بوابة النفط المتقلبة وتحديد رؤيته لدور واشنطن في المنطقة، حيث التقى سيد البيت الأبيض يوم الجمعة الفائت العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

اقرأ أيضاً: بايدن: نسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي لمواجهة البرنامج النووي الإيراني

وقال بايدن للقادة العرب المجتمعين أن "المستقبل ستفوز به الدول التي تطلق العنان للإمكانات الكاملة لشعوبها ... حيث يمكن للمواطنين استجواب وانتقاد القادة دون خوف من الانتقام"، كما شدد على الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، داعياً بشكل خاص إلى تعزيز قدرات الردع المشتركة "ضد التهديد المتزايد" الذي تشكله الطائرات بدون طيار - في إشارة مرجحة إلى طهران، التي كشفت يوم الجمعة عن سفنها القادرة على حمل طائرات مسيرة مسلحة.

وأقلعت طائرة الرئاسة الأمريكية من جدة بعد ظهر يوم السبت، لتختتم زيارة بايدن التي استمرت أربعة أيام في منطقة الشرق الأوسط التي بدأها في إسرائيل ثم الضفة الغربية وختمها بقاء القادة العرب في مدينة جدة، وعقبة مغادرته بساعات، صدر بيان عربي مشترك تعهد فيه القادة بـ "الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين" وتعميق تعاونهم الدفاعي والاستخباراتي.

أكاديميون يعقبون لليفانت

وفي اتصال "ليفانت " مع عبدالله أحمد الزهراني رئيس تحرير صحيفة مكة الإلكترونية، حول زيارة بايدن والقمم مع الزعماء العرب، قال: "جاءت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للملكة العربية السعودية، واجتماعه بملوك وقادة ورؤساء دول الخليج ودول مصر والأردن والعراق، في قمة جدة للأمن والتنمية، تأكيداً على مكانة المنطقة وتعزيز الشراكة من جديد، بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية في الفترة الماضية، عندما أعلنت خروجها من المنطقة".

وأضاف: "وقد أعترف الرئيس جو بايدن في كلمته بالخطأ، وصرح بشكل علني، لن نترك فراغاً في المنطقة، قد تستغله دولتي روسيا والصين اللتان أصبحتا تشكلان كابوسًا مرعبًا للأمريكان".

وأكد الزهراني إن "قمة جدة شهدت نجاحاً كبيراً في بيانها الختامي، من حيث التوافق والرؤى والتطلعات والأهداف بالنسبة لقادة دول الخليج والدول العربية الثلاث (مصر والأردن والعراق)، وهذا يعود للتخطيط الجيد والاستعداد المبكر والتنسيق المتقن، لا سيما خلال جولات مهندس الشرق الأوسط، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الإقليمية التي سبقت انعقاد القمة، وبالتالي حقق الجميع الأهداف المرجوة من هذه الزيارة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: بايدن حول الشرق الأوسط: سنوفر الدعم لحلفائنا بمُواجهة الإرهاب

وختم حديثه بالقول: "ننتظر من بايدن أن يلتزم بمواقفه تجاه إيران، ومنعها من امتلاك السلاح النووي وأن يكف يدها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفق المعاهدات الدولية، ومكافحة الإرهاب ومعاقبة الميليشيات قولاً وعملاً لاستقرار الشرق الأوسط".

وضمن اتصال ثان لـ"ليفانت " مع الدكتور خالد محمد باطرفي، الأستاذ بجامعة الفيصل، قال الأكاديمي السعودي إن "الزيارة جاءت بلا شك في وقت مهم جداً، وسط التحولات الدولية والإقليمية التي تمر بها العالم والمنطقة، واختيار المملكة للقمم التي عقدت سواء قمة الأمن والتنمية التي ضمت 10 دول، بقيادة ورئاسة المملكة، وتواجد الولايات المتحدة الامريكية، ودول الخليج، وثلاثة دول عربية، أو القمة الخليجية الامريكية، أم القمم الثنائية، التي عقدت بين عدداً من القادة، والولايات المتحدة، أو القمة السعودية الامريكية، تؤكد مكانة المملكة العربية السعودية المحورية في المنطقة، وأهمية حلفائها من دول الاعتدال العربي، تتقدمهم الشقيقة مصر، الإمارات العربية، والعراق والأردن".

مضيفاً: "هذا التحالف العربي، وهذه الواجهة العربية القوية، استطاعت من خلال هذه القمم مع أكبر دولة في العالم، أن تضع شروطها ورؤيتها للعلاقات بينها وبين المعسكر الغربي، وأن تؤكد على حقها في ايضاً الحفاظ على الحياد الإيجابي تجاه الصراعات القائمة وحقها في أن تحصل على احتياجاتها الامنية والتجارية والمصلحية مع دول المعسكر الشرقي (الصين وروسيا) بدون الدخول في القطبية الدولية، والصراعات الحاصلة اليوم".

تحالف شرق أوسطي

وتبادر تساؤل للكثيرين، إذا ما كان من الممكن إنشاء، بشكل أكثر تواضعاً، تحالف في الشرق الأوسط مماثل للتحالف الأطلسي الذي رد على الحرب الروسية على أوكرانيا؟ هذا هو طموح الولايات المتحدة، فقد أدى التهديد الذي تمثله إيران إلى تسريع تقارب المصالح بين الدول العربية السنية في المنطقة، إضافة إلى اسرائيل وأمريكا.

ويزداد هذا التهديد إلحاحاً لأن المحاولات الفاشلة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني - خطة العمل الشاملة المشتركة) بعد تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 تبدو الآن وسيلة لتأخير زوالها الحتمي، مما سيزيد من احتمالية المواجهة مع إيران.

اقرأ أيضاً: عن بايدن وعودته للقواعد السعودية

وبدأ هذا التقارب منذ عدة سنوات، بتشجيع من إدارة ترامب، بتوقيع اتفاقات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين في سبتمبر 2020. لكن استعداد واشنطن للانسحاب من صراعات الشرق الأوسط كان له نتيجة رئيسية.

الأزمة الأوكرانية

وقد قال جو بايدن إن واشنطن ستخصص مليار دولار كمساعدات غذائية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسط تزايد انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الحرب في أوكرانيا، حيث كشف الغزو الروسي لأوكرانيا عن خلاف لم يكن من الممكن تصوره في يوم من الأيام بين واشنطن وحلفاء الشرق الأوسط الرئيسيين، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عملاقا النفط اللذان يزداد استقلالهما على الساحة الدولية.

اقرأ أيضاً: أكبر مكاسب أمريكا من زيارة بايدن للشرق الأوسط

كما امتنعت دول الخليج الثرية، التي تستضيف القوات الأمريكية ودعمت واشنطن بشكل موثوق على مدى عقود، بشكل ملحوظ عن دعم إدارة بايدن وهي تحاول خنق شريان الحياة في موسكو، من الطاقة إلى الدبلوماسية، ويقول محللون إن الموقف الجديد يكشف عن نقطة تحول في العلاقات الخليجية مع الولايات المتحدة التي لطالما حامية المنطقة ضد جارتها إيران.

عودة الوئام الخليجي الأمريكي

وفي بيانهم المشترك، أقر القادة "بالجهود المستمرة التي تبذلها أوبك + لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية"، ورحبوا بإعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأخير "زيادة المعروض على مدار شهري يوليو وأغسطس"، وجاء يوم السبت، ببعض الإشارات التصالحية، حيث دعا السيد بايدن الزعيم الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لزيارة البيت الأبيض قبل نهاية العام.

وأعرب الأمير محمد في كلمته في قمته عن أمله في أن "تؤسس حقبة جديدة من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا والولايات المتحدة الأمريكية بما يخدم مصالحنا المشتركة ويعزز الأمن والتنمية في هذا المجال الحيوي. منطقة للعالم أجمع ".

وفي الصدد، وقعت الرياض وواشنطن 18 اتفاقية يوم الجمعة في مجالات تشمل الطاقة والفضاء والصحة والاستثمار، بما في ذلك تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس والسادس، حسبما أفاد بيان سعودي، كما أعربت الدولتان في بيان مشترك عن "التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية"، مع الاعتراف بأهمية التعاون "في ظل الأزمة الحالية في أوكرانيا وتداعياتها".

اقرأ أيضاً: أسعار النفط ترتفع من جديد.. ماذا عن زيارة بايدن؟

وقال البيت الأبيض إن السعودية وافقت على ربط شبكات الكهرباء لدول مجلس التعاون الخليجي بالعراق الذي يعتمد بشكل كبير على الطاقة من إيران "لتزويد العراق وشعبه بمصادر كهرباء جديدة ومتنوعة"، كما أن واشنطن تريد من الرياض أن تفتح بوابات النفط لخفض أسعار البنزين المرتفعة، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني/ نوفمبر.

لكن بايدن حاول يوم الجمعة تخفيف التوقعات بأن رحلته ستحقق مكاسب فورية، وقال "أفعل كل ما بوسعي لزيادة الإمدادات للولايات المتحدة الأمريكية"، كما استخدم مسؤولو البيت الأبيض، الرحلة كمحاولة لتعزيز التكامل بين إسرائيل والدول العربية.

ويبدو أن هذه العملية حصلت على دفعة قوية يوم الجمعة، عندما أعلنت المملكة العربية السعودية أنها رفعت القيود المفروضة على شركات الطيران المدنية، وهي خطوة تسمح للرحلات الجوية من وإلى إسرائيل باستخدام مجالها الجوي لأول مرة، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال للصحفيين بعد رحيل بايدن إن هذه الخطوة لا علاقة لها بإسرائيل وأنها "ليست بأي حال مقدمة لأية خطوات أخرى".

ليفانت-خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!