الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قفزات ذبيحٍ مُحتَضِر.. هكذا هو الحال في طهران بدلاً من أن يُكحِلها المُلا عماها

  • العدل أساس المُلك ولم يعدلوا
قفزات ذبيحٍ مُحتَضِر.. هكذا هو الحال في طهران بدلاً من أن يُكحِلها المُلا عماها
د. محمد الموسوي

ادّعى المدعون أنهم من أتباع هذا النص (المقتبس) التالي ومن قاله "أشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك! وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم"؛ ادعوا الأتباع ولكنهم لم ولن يفعلوا؛ فهكذا نصوص ليست إلا للتغني بها لكنها في الواقع تخالف ثوابتهم، ويصعب على المدّعي أن يتعايش مع الحقائق. 

يقول المثل العربي المأثور (جاء يُكحلها عماها) وهكذا فعل المُلا وزبانيته في طهران كمسعى منهم لتشويه الثورة التي أوجعتهم وكسرت عظامهم، ومن هنا هموا بصناعة مسببات قمعها، وقد دلهم وحي الغُراب على قصف الأراضي العراقي بالصواريخ وما كان الغراب دليل قوم حتى دلهم على أرض الخراب. 

كان لفشل عقلية النظام الإيراني وأجهزته في تشويه الثورة من خلال محاولاته لحصرها في فئة وشكل معين مردود عكسي قلب الطاولة على رأسه، وبات في وضع مثير منكسر على كافة الأصعدة، داخلياً وإقليمياً وخارجياً، وقد كان القصف المكثف لـ شمال دولة العراق ذات السيادة بالصواريخ الإيرانية إحدى محاولات النظام لحرف مسار الثورة ليلفت أنظار الإعلام والرأي العام الدولي إلى وقع أكبر وأكثر ضجيجاً كوقع تساقط الصواريخ على أربيل والسلميانية في العراق ليقول للعالم إن هذه ليست ثورة وإنما هي حركة تمرد عابرة يثيرها انفصاليون أكراد إيرانيون يتخذون من إقليم كردستان العراق مركز لهم ونسى النظام أو تناسى أن العالم كله يعلم بأن الثوار الإيرانيين إيرانيون ومن كافة مكونات ومناطق الدولة الإيرانية معتقداً أنه بوابل صواريخ المُحتضر هذه سينهي الأمر وهيهات فها هي الثورة الإيرانية الدامية تقترب من شهرها الأول غير آبهة بصواريخه على العراق ورصاصه الحربي الموجه للصدور العارية وقمعه الوحشي للنساء والشباب.

الحقيقة لمن يريد الحقيقة

يقولون أهل مكة أدرى بشعابها، كما يقولون عند جهينة الخبر اليقين وإليكم من جهينة ومن أهل مكة الخبر اليقين: جاء على لسان وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا بأن النظام أرسل برسالة لمجلس الأمن يبرر فيها دوافع قصفه لما أسماهم بالزمر الإرهابية في كردستان العراق ومما ورد في الرسالة (إن الدبلوماسية لم تضع حداً لوجود الإرهابيين في شمال العراق فاضطرت إيران لاستخدام القوة العسكرية "إيرنا 12 أكتوبر 2022")، أي دبلوماسية صواريخ هذه يا هذا وأي توقيت هذا وأي زمر إرهابية تتحدثون عنها فلقد وصلت صواريخكم لمدارس أطفال وصل صراخها واستغاثتها إلى العالم كله، وصلت صواريخكم إلى أهداف غير التي كنتم تقصدونها، وتقول إيرنا: (وجاء في الرسالة: إن إيران هي من الضحايا الرئيسيين للإرهاب طوال أكثر من 4 عقود وإن الجماعات الانفصالية الإرهابية مثل "الديمقراطي" و"بجاك" و"كوملة" و"باك" المتواجدة في إقليم شمال العراق وتتخذ من أرض العراق منطلقاً للهجمات الإرهابية والمسلحة ضد المواطنين والبنى التحتية الإيرانية). وتعقيباً على هذه المحاولات الفاشلة لتشويه الثورة والحقائق بلغة الصواريخ فإن أغلب هذه الجماعات تتواجد تحت الرقابة الشديدة بعلم ملالي طهران في مناطق كردية عراقية ذات علاقات وطيدة وتعاون كبير مع طهران فتواجد جماعة الكومله، على سبيل المثال، في السليمانية يخضع لرقابة شديدة من الاتحاد الوطني الكردستاني ولا يمكنهم القيام بعمليات عسكرية تهدد أمن النظام أو تقلبهم في أي مصيبة كانت، أما عن الإرهاب فقد تعرضت الكومله نفسها إلى عملية غدر مشينة عام 1996 ما دفع أهل بانه المدينة الكردية الإيرانية إلى استقبال أحد الزعماء الأكراد العراقيين استقبالاً غير لائق في نفس السنة عندما انقلبت الأمور وتزلزلت في ذلك العام الحافل بالعار وقد مات بعض الشهود لكن الحقائق لم تمت، أما إذا كانت الكومله (وهي برأينا جماعة مناضلة لها تاريخها) وراء عملية تخريبية كبيرة لمنشآت نووية إيرانية تم إحباطها بحسب قول النظام في رسالته لمجلس الأمن، فهذا يعني أن بيت نظام خامنئي أوهن من بيت العنكبوت.

لم تعد هناك جدوى للصواريخ وبرامجها ولا لعشرات المليارات من الدولارات التي أُنفِقت على المشاريع النووية وبرامجها بعد ثورة الشعب الإيراني المتأججة، وهذا أمر متوقع في دولة تحصر حق المواطنة والامتيازات الوطنية في 4% من شعبها وتُنكر على الباقين من الشعب حقوقهم، كما تُنكر عليهم ثورتهم المشروعة فتسعى إلى تشويهها بوابل من الصواريخ العدوانية المستهترة ألقت بها على رؤوس الشعب العراقي، وما سلوكيات نظام الملالي منذ تأجج الثورة إلا قفزات ذبيح يحتضر.

 

ليفانت - د. محمد الموسوي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!