الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
قطر ودعم الإرهاب مجدداً.. أين ذهبت تعهدات الدوحة؟
قطر \ تعبيرية \ متداول
بالرغم من تعهداتها الكثيرة على مدار الأشهر الماضية، وفي اجتماعات عُقدت على مستوى إقليمي ودولي، بالتوقف الكامل عن دعم الإرهاب ومراجعة سياستها بشأن احتواء عناصر الجماعات المتطرّفة وتقديم دعم مالي ولوجستي لهم، لم تبرح قطر مكانها في هذا الملف الشائك، وربما على عكس التعهدات، قدمت دعماً متزايداً للتنظيمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، وفق ما تؤكده تقارير أمنية واستخباراتية دولية.

وجدّد تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، نهاية الشهر الماضي، الجدل حول الدعم القطري المُقدّم للتنظيمات الإرهابية في العالم، وأورد التقرير أنّ سياسيين قطريين بارزين ورجال أعمال وجمعيات خيرية وموظفين، استخدموا مكتباً خاصاً تابعاً لأمير البلاد، تميم بن حمد، لتحويل ملايين الدولارات إلى "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، وردت هذه المعلومات ضمن وثائق قضائية لدعوى تقدّم بها 9 سوريين أمام المحكمة العليا في لندن، يطالبون فيها بتعويضات عن خسائر مالية، نتيجة تعرّضهم للتعذيب والاحتجاز التعسفي على أيدي مقاتلي النصرة، على حدّ قولهم.

 

التضخم في قطر يرتفع 3.13% في يوليو

وفي التفاصيل، ذكرت معلومات قضائية في القضية ذاتها أنّ قطر، بمساعدة عناصر بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، دبّرت مؤامرة لتحويل ملايين الدولارات عبر شركات وصرافات مالية إلى الجماعات الإرهابية في سوريا، وفي مقدمتها جبهة النصرة.

ويقول الكاتب التونسي المختصّ بالإسلام السياسي، نزار الجليدي، إنّ المال القطري ما يزال يُستخدم في عمليات لتمويل مختلف التنظيمات الإرهابية والمسلحة حول العالم، سواء جماعة الإخوان الإرهابية أو داعش أو القاعدة، وطالبان أيضاً، مشيراً إلى أنّ هذا السلوك أصبح جزءاً أصيلاً من استراتيجية قطرية تركية لتحقيق أهداف وأجندات واضحة يعدّ الإرهاب طرفاً أصيلاً فيها.

سقوط الإخوان وصعود طالبان وتغيّر استراتيجية الدوحة

وفي تصريح لـ"ليفانت"، يقول الجليدي إنّ قطر لم تتوقف عن ممارسات دعم الإرهاب، بالرغم من كافة تعهداتها بشأن هذا الملف، ومحاولة تصدير ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة وشركات الدعاية التي توظفها الدوحة لتجميل صورتها، لكن الواقع دائماً هو قلب الحقيقة، وما يحدث حالياً هو استمرار لدعم التنظيمات الإرهابية من جانب قطر، ربما تغيرت بوصلته أو تغيرت أذرعه خلال الأشهر الماضية بسبب سقوط الإخوان عن الحكم في عدة دول كانت تمثل آخر معاقل التنظيم، مثل تونس والمغرب، وهو ربما ما دفع قطر للدفع بتمويلاتها في عدة اتجاهات أخرى تعمل لصالح نفس الأهداف والأيديولوجيا ذاتها.

ويؤكد الكاتب التونسي أنه وفقاً للمعلومات المتاحة، تعمل قطر في الوقت الحالي على بناء قاعدة مساعدات ضخمة لصالح حركة طالبان في أفغانستان، وتعمل على حشد الرأي العام الأوروبي والغربي للترويج لطالبان، فضلاً عن التحركات المشبوهة للدوحة في الصحراء الأفريقية، والتي تسببت في زيادة معدلات الإرهاب بالساحل الأفريقي.

ويشير الجليدي، إلى عمليات تحدث في أوروبا لغسل السمعة، بدأت في فرنسا، على حدّ قوله، وتتم بإشراف قطري وتنسيق من المكتب الإعلامي للسفارة، وبدفع من جهات معادية لبعض الدول العربية التي تُصنّف الإخوان تنظيماً إرهابياً، بتعبئة لوبيات قانونية ومكاتب محاماة، وشركة مختصّة في الإعلام تديرها سمية الطبوبي ومكرم جبو، والدفع لها من أجل توريط هذه الدول في قضايا تتعلّق بالإرهاب، وحقوق الإنسان لدفع الاتهامات عن الدوحة.

ما علاقة طالبان؟

التقارير الدولية التي تجدّد إدانة قطر تتزامن مع صعود حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بعد نجاحها في السيطرة على كامل الولايات (34 ولاية)، منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي، وسط اتهامات حادة لقطر بدعم الحركة التي سجلت تاريخاً دموياً في بلادها منذ تسعينات القرن الماضي، وتتبنى استراتيجية متطرّفة شديدة التعقيد.

وفي تحذير واضح من الخطر الذي يمثّله التعاون القطري مع طالبان، تقول الكاتبة منى علي المطوع، إنّ التجربة العربية مع قطر مريرة، خاصة فيما يتعلق بملف دعم وتمويل الإرهاب.

وفي مقال لها نشرته جريدة الوطن البحرينية، قالت المطوع: "إن مَن يدّعي أنّ طالبان اليوم تختلف عن طالبان الأمس ويحاول تضليل العالم بالادّعاء أنّها أكثر اعتدالاً وسلاماً وطالبت بتسليم كابول دون مواجهات مسلحة نقول له: أنت مَن عليك التريث وعدم الاستعجال بالحكم وحاول أن ترى الصورة كاملة. أين كان هؤلاء ومع من كانوا يتعاملون طيلة هذه السنوات؟ وأي الدول التي للأسف منا وفينا وتحسب أنها خليجية كانت تدعمهم وأضحت اليوم تدير المشهد معهم وتجتمع مع قادتهم علانية؟ هذه الدولة "قطر" لم نرَ منها يوماً سوى دعم الأعمال الإرهابية وتدمير الدول بالفوضى والصراعات، فعليكم أن تعذرونا إن لم نكن نحمل أي بريق تفاؤل وأمل، بعد كل ما رأيناه من هذه الدولة تحديداً، وموجات الربيع العربي المدمر".

التفاهمات العربية مهددة

وبسبب سياستها في دعم وتمويل الإرهاب منذ عام 2011، وعدم التزامها بالتعهدات والاتفاقيات الدولية على مدار أكثر من عقدين من الزمان، خرجت الدوحة عن محيطها الإقليمي وقاطعتها دول الرباعي العربي لمدة 4 سنوات، ثم عادت العلاقات شريطة تغير سياسيات الدوحة، التي تعهدت بوقف سياستها خلال قمة العُلا التي عقدت في السعودية قبل نحو ستة أشهر، لكنها لم تتوقف، ويبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد الكثير من التحولات في المشهد الإقليمي والتعامل مع الدوحة.

ليفانت - رشا عمار

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!