الوضع المظلم
الإثنين ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
قطر تطرد آلاف العمال من منازلهم في الدوحة
قطر.. عمال أجانب/ أرشيفية

أخلت قطر مجمعات سكنية تضم آلاف العمال الأجانب في وسط العاصمة الدوحة، في نفس المناطق التي سيقيم فيها مشجعو كرة القدم الزائرون خلال كأس العالم. حسبما نقلت رويترز عن عمال، طُردوا من منازلهم.

وذكر العمال أن السلطات أخلت أكثر من 12 مبنى وأغلقتها، مما أجبر العمال، وأغلبهم آسيويون وأفارقة، على البحث عن أي مأوى يمكنهم العثور عليه- بما في ذلك افتراش الرصيف أمام أحد مساكنهم السابقة.

وتأتي هذه الخطوة قبل أقل من أربعة أسابيع من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في 20 نوفمبر، والتي أثارت تدقيقاً دولياً مكثفاً على معاملة قطر للعمال الأجانب وقيود قوانينها الاجتماعية.

وفي أحد المباني الذي قال سكان إنه كان يؤوي 1200 شخص في حي المنصورة بالدوحة، أبلغت السلطات الناس في حوالي الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء أن أمامهم ساعتين فقط للمغادرة.

وعاد المسؤولون حوالي الساعة 10:30 مساء، وأجبروا الجميع على الخروج وأغلقوا أبواب المبنى، على حد قولهم. ولم يتمكن بعض الرجال من العودة في الوقت المناسب لجمع أمتعتهم.

ونقلت رويترز عن رجل في اليوم التالي "ليس لدينا مكان نذهب إليه" بينما كان يستعد للنوم في الخارج لليلة ثانية مع نحو 10 رجال آخرين بعضهم بلا قميص في حرارة الخريف والرطوبة في الدولة الخليجية.

وامتنع هو ومعظم العمال الآخرين الذين تحدثوا إلى رويترز عن ذكر أسمائهم أو تفاصيلهم الشخصية خوفاً من انتقام السلطات أو أصحاب العمل.

وقال مسؤول حكومي قطري إن عمليات الإخلاء لا علاقة لها بكأس العالم وتم تخطيطها"بما يتماشى مع الخطط الشاملة والطويلة الأجل المستمرة لإعادة تنظيم مناطق الدوحة".

وأضاف المسؤول: "جرت إعادة إيوائهم جميعاً منذ ذلك الحين في أماكن آمنة ومناسبة"، مضيفاً أن طلبات الإخلاء "كانت تتم بإشعار مناسب".

ولم يرد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على طلب للتعليق، ووجه منظمو كأس العالم في قطر استفسارات إلى الحكومة.

وأشارأحد العمال إلى أن عمليات الإخلاء استهدفت الرجال غير المتزوجين، في حين أن العمال الأجانب الذين لديهم عائلات لم يتأثروا.

وقال المسؤول القطري إن سلطات البلدية تطبق قانوناً قطرياً صدر عام 2010 يحظر "مخيمات العمال" داخل المناطق السكنية العائلية - وهو تصنيف يشمل معظم وسط الدوحة - ويمنحها سلطة نقل الناس.

وفيما تحدث بعض العمال الذين تم إجلاؤهم عن أملهم في العثور على أماكن للعيش وسط مساكن العمال التي بنيت لهذا الغرض في المنطقة الصناعية وحولها على المشارف الجنوبية الغربية للدوحة أو في المدن النائية، وهي رحلة طويلة عن وظائفهم.

وقال فاني ساراسواثي، مدير المشاريع في منظمة حقوق العمال، التي تنظم حملات للعمال الأجانب في الشرق الأوسط، إن عمليات الإخلاء "تحافظ على واجهة قطر الجذابة والغنية دون الاعتراف علناً بالعمالة الرخيصة التي تجعل ذلك ممكناً".

اقرأ أيضاً: منتخب أستراليا يدين "المعاناة" وراء مونديال قطر

وقال بعض العمال إنهم تعرضوا لعمليات إخلاء متسلسلة، تحدث أحدهم أنه أجبر على تغيير السكن في المنصورة في نهاية سبتمبر، إلا أنه تم نقله من جديد بعد 11 يوماً دون إشعار مسبق، إلى جانب نحو 400 آخرين. وقال: "في دقيقة واحدة، كان علينا أن نتحرك".

وكشف محمد، وهو سائق من بنغلاديش، أنه عاش في نفس الحي لمدة 14 عاماً حتى يوم الأربعاء، عندما أخبرته البلدية أن أمامه 48 ساعة لمغادرة الفيلا التي يتقاسمها مع 38 شخصاً آخرين.

وأضاف إن العمال الذين بنوا البنية التحتية لقطر لاستضافة كأس العالم يتم إبعادهم جانباً مع اقتراب البطولة.

وحوالي 85٪ من سكان قطر البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة هم من العمال الأجانب. ويعمل العديد من الذين تم إجلاؤهم كسائقين أو عمال مياومين أو لديهم عقود مع شركات لكنهم مسؤولون عن أماكن إقامتهم الخاصة - على عكس أولئك الذين يعملون في شركات البناء الكبرى الذين يعيشون في مخيمات تضم عشرات الآلاف من الأشخاص.

ليفانت نيوز_ reuters

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!