الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • قراءة في بيان رؤساء الكنائس وأبناء الكنائس وبعض المنظمات المشبوهة.

قراءة في بيان رؤساء الكنائس وأبناء الكنائس وبعض المنظمات المشبوهة.
صياغة الدستور

مداخلة أبناء الكنيسة حول دور المسيحيين وضرورة مشاركتهم في كتابة الدستور الجديد .




السادة اصحاب السيادة والنيافة نرفع اليكم رأي الشارع المسيحي في الدستور الجديد :



ما حصل خلال الأزمة من خروقات في بعض مواد الدستور ومن قبل مذهب معين يجعلنا نتخوف من سيطرة بعض التيارات على المؤسسة التشريعية وهذا يجعلنا نقلق نحن والقوى المدنية التوجه من مخاوف من تشكيل اللجان الدستورية بلون ومزاج سياسي أصولي أو سلفي خاصة أننا لم نشارك وليس لنا دور في تشكيل هذه اللجان وبالتالي الخوف من أن يأتي الدستور متأثر بفكر سائد في مرحلة معينة نظراً لظروف معينة ويوضع فيه ما يحظر التحول الفكري السياسي أو يقيده .



غياب الشباب عن الدستور أمر غير صحي أبداً يجب أن يتضمّن الدستور الجديد مواد تفسح الطريق للشباب وتؤدي إلى نزع فتيل صراع الأجيال لسبب شيخوخة نظام الحكم وأشخاص الحكام .



سوريا أيها السادة تستحق دستوراً عصرياً لايبنى على الأغلبية فقط بل دستور يشارك فيه كل أبناء الأمة من مختلف الأطياف ويجب اختيار أفضل العقول لوضع هذا الدستور ثم يترك لعدد قليل لصياغته .



الحرية يجب أن تكون جوهر هذا الدستور وعلى رأسها الحرية الشخصية لكل أفراد المجتمع ولابد أن يتمتعوا بذات القدر من الحرية ولا تفريق اطلاقاً على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو لأي سبب أخر أنها حرية كل شخص بما لا يتعارض مع حرية الآخرين.


سوريا دولة وقّعت على شرعة حقوق الإنسان العالمية ... وقّعت و وافقت ... اذاً لم لا تكون هذه الشرعة مصدر التشريع في الدستور الجديد .



رفع مطلب وشعار إعادة كتابة الدستور السوري أو تعديله جذرياً ليكون على أساس المواطنة لا على أساس المكونات الطائفية والعرقية ؟ .



إن أغلب شعوب العالم التي ابتليت بتجربة الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي وخرجت منها بادرت الى إعادة قراءة وكتابة دساتيرها في ضوء تجاربها الدامية من بعض هذه التجارب نستخلص بعض من المبادئ و الشروط التي تحكم عملية الاختلاف والتنوع الطائفي ومن ذلك :


*الأخذ بمبدأ التصنيف الوطني وليس الطائفي أو العنصري للأفراد في هيئات الدولة والسلطات الثلاث .

*منع الترويج لمذهب طائفي ضد مذهب آخر أو للغة ما ضد لغة أخرى وتحريم الترويج للكراهية وازدراء المذاهب والأديان الأخرى وأصحابها .

*حرية الأفراد والجماعات في اعتناق المذهب الديني الذي يختارونه .

*التسامح الديني والمساواة الواقعية بين الأفراد والجماعات .



أدت هذه النقاط إلى دستور جديد، وضع الأساس المكين لتلافي الوقوع في حروب مدمرة أخرى، ولكننا حين نقارن تحليلياً لنتذكر هاتين الفقرتين (الأخذ بمبدأ التصنيف الوطني وليس الطائفي أو العنصري للأفراد في هيئات الدولة والسلطات الثلاث) و (منع الترويج لمذهب طائفي ضد مذهب آخر) ونقارنهما والأمثلة السورية اليومية على توزيع المناصب والتعيينات الرسمية في دوائر الدولة جميعاً ومن منصب مدير عام فما فوق، ولنتذكر أيضا حالات الترويج لمذهب ما ضد مذهب آخر وطائفة ما ضد اخرى مباشرة أو بشكل مباشر وتخيلوا كم سياسياً ورجل دين يجب أن يُقدّمو إلى المحاكم بتهمة خرق الدستور لو قُدّر لدستورنا أن ينص على مادة كهذه؟ وهل سيبقى نظام المحاصصة الطائفية الذي يلعنه الجميع ولكنهم متشبثون به).


النهج والدستور العلماني الذي طالبنا به السادة رؤساء الكنائس لطمأنة المكون المسيحي في سوريا رغم تجاهلهم في الدستور الذي يحدد الإسلام دينا لرئيس الجمهورية، ويعتبر الفقه الإسلامي مصدراً رئيسياً للتشريع، وغيابه في التطبيق بتشجيع السلطة للتيارات الدينية كالقبيسيات والفريق الشبابي الديني، ودعمها للمعاهد والكليات الشرعية والحسينيات التي لا تؤهل لبناء مجتمع متعايش، ولن تطمئن المكون المسيحي أو غيره من المكونات باتجاه مستقبلهم ومكانتهم في مستقبل سوريا.



المخاوف المشروعة حول تلاشي الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، والذي سيؤدي إلى “تشويه وجه المنطقة” تتطلب النظر إليها بجدية كأحد أهم المخاطر التي تواجهها المنطقة، نتيجة الدور الثقافي الذي يلعبه المسيحيون، كحلقة وصل بين الحضارة العربية والحضارة الغربية، بسبب تأثير وجودهم على رؤية الغرب لهذا الشرق التي تتسم غالباً بالسلبية، وبأنه مصدر للإرهاب، ودورهم في عقلنة التطرف لدى الحضارتين والذي لم ينتبه إليه طيف واسع من الإسلاميين الذين لم يجدوا في جرائم التنظيمات الجهادية من داعش وغيرها جرائم ضد أنفسهم، فحث المسيحيين على الهجرة يوحي بأن الإسلام يضيق ذرعاً بالآخر المختلف، وأنه لا يقبل سوى نفسه، بل لا يقبل نفسه أحياناً.



سوريا التي شهدت مولد عدد كبير من القديسين، لا يمكن تحويلها إلى أوابد أثرية وشواهد على وجود غائب وأن يصير حال مسيحييها كحال اللغة الآرامية التي نطق بها المسيح وانقرضت من جميع أنحائها باستثناء ثلاث قرى شمالي دمشق تنطق بها حتى اليوم، وهي معلولا المسيحية وجبعدين وبخعة المسلمتان.



وهجرة المسيحيين بأسبابها الكثيرة وشديدة العمق لا يمكن إنهاؤها بمجرد الدعوات إلى مساعدتهم في سوريا وحثهم على العودة من دول اللجوء، دون وضع الحلول الصحيحة للتمهيد لهذه العودة باعتبارها حقاً للجميع ولا علاقة لها بالسياسة.


أما بيان منظمة (سوريون مسيحيون) فلا نعتقد أنه بحاجة إلى رد فمن يمثل المسيحيين في سوريا هم السادة رؤساء الكنائس والمسيحيون الوطنيون والمسيحيون الشهداء الذين رووا أرضنا بدمائهم الطاهرة ... وليس جورج صبرا و ميشيل كيلو ومن على شاكلتهم من معارضة الخارج ونعتقد جازمين أنهم لا يمثلون المسيحيين في سوريا بل يمثلون أنفسهم فقط وخطأ كبير أن يطلقوا على أنفسهم اسم (سوريون مسيحيون) ونرى بيانهم يحمل كثير من الحقد والكراهية ومن عدم المصداقية الشيء الكثير .

المسيحيون في سوريا مكون يؤمن بسوريا وطن نهائي لكل أبنائه .


ولعل خير ما يمثله المسيحيون السوريون مع بقية المكونات السورية ... الديباجة التي اصدرناها قبل سنتين ...


(ديباجة الدستور السوري الجديد . نحن السوريين ، وبعد التجربة المريرة التي عشناها ،آلينا على انفسنا ؛ان نكتب دستورنا بيدنا . ميثاقاً يقر بأن لكل مواطن الحق في العيش على ارض سوريا بسلم وأمان واطمئنان ،وأن جميع المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات . وقد اخترنا الديمقراطية طريقاً ومستقبلاً واسلوب حياة. ونؤكد على حق الشعب السوري في صنع مستقبله بننفسه . وهو مصدر كل السلطات . ونعتبر الأديان والمذاهب والطوائف والاثنيات ،في ذاتها ' وكذلك الايديولوجيات والطبقات الاجتماعية 'في ذاتها' ايضاً متساوية في القيمة الانسانية والروحية والاخلاقية ' بغض النظر عن عدد اتباعها ' والمنتمين اليها .و إنّ كثرة العدد أو قلته لا يجوز أن ينتج منهما اي نتيجة سياسية ' ولا يجوز كذلك ان ينتج منهما زيادة او نقصان في الحقوق والواجبات ' وفي الالتزامات والمسئوليات . الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة الوطنية والتداول السلمي للسلطة والمستقبل الخالي من الفساد والاستبداد ... ستكون .ابرز سمات توجهنا ودستورنا الجديد ) .


الرابطة العلمانية السورية المتحالفة مع الكتلة الوطنية الديمقراطية

دمشق ١٦/٨/٢٠١٩


ملحق حول بيان مجلس الكنائس


بيان رؤساء الكنائس



بدعوة من قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم وبمشاركة صاحبي الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والبطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك اجتمع رؤساء الكنائس المسيحية بدمشق بحضور صاحب النيافة الكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي في سورية في دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا في ريف دمشق.



تناول المجتمعون الأوضاع العامة التي تمر بها المنطقة وتأثير ما حملته السنوات الصعبة الماضية من أوجاع ومآس على شعوبها عموماً والمسيحيين بشكل خاص مؤكدين أن المسيحيين مكون أساسي أصيل من النسيج الوطني لهذه المنطقة وكانوا عبر التاريخ والأجيال ولا يزالون نموذجا للمواطنة الفاعلة.



ودعا المجتمعون إلى التشبث بأرض الآباء والأجداد مهما اشتدت الظروف رافعين الصلاة من أجل عودة صاحبي النيافة مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ومار غريغوريوس يوحنا إبراهيم.



ووجه المجتمعون التهاني الأخوية الصادقة إلى شركائهم في الوطن من المسلمين بمناسبة عيد الأضحى المبارك سائلين الله أن يعم السلام في سورية لينعم أبناؤها جميعا بالأمن والطمأنينة.


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!