في مهمة بيئية.. سباح إنجليزي يقطع البحر الأحمر

16 يوماً في البحر أمضاها السباح الإنجليزي لويس بوغ، راعي المحيطات بالأمم المتحدة، ضمن البحر الأحمر بداية من الشواطئ السعودية بلوغاً إلى مدينة الغردقة المصرية، في مهمة بيئية خاصة للفت انتباه العالم بضرورة الحفاظ على الشعاب المرجانية من تأثير التغيرات المناخية.

وتأتي تلك المخاطرة قبل 10 أيام من انعقاد قمة المناخ، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية الشهر المقبل، والتي يُعوّل عليها في تنفيذ التعهدات الدولية بخفض الانبعاثات، حيث تمثل الشعاب المرجانية 25 بالمئة من الحياة في المحيطات، وهي النظام البيئي الأكثر تنوعاً بيولوجياً على وجه الأرض.

ونال بوغ استقبالاً رسمياً في مدينة الغردقة، إذ أقامت هيئة تنشيط السياحة المصرية حفل استقبال خاص للسباح الإنجليزي لتهنئته على إنجازه برحلة السباحة الأولى في العالم، التي تعبر البحر الأحمر بشكل أفقي.

وباشرت رحلة بوغ يوم 11 أكتوبر الماضي حين غادر الشواطئ السعودية، متعدياً 120 كيلومتراً في عضون أسبوعين، إذ سبح يومياً قرابة 10 كيلومترات، بغية لفت النظر لأهمية خفض انبعاثات الدول بشكل كبير، ومعالجة أزمة المناخ وحماية محيطات العالم.

وضمن تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، صرح لويس بوغ إنه واجه الكثير من التحديات في رحلته البحرية بالسباحة من السعودية إلى مصر، حيث كان الطقس عاصفاً للغاية، مع وجود أمواج عاتية في هذا الوقت من العام، وكان الأمر أكثر صعوبة بالسباحة عبر خليج السويس.

وأردف بوغ: "شاهدت قاع شبه جزيرة سيناء، يا له من منظر جميل ورائع، مهمتي كانت ضرورة حماية الشعاب المرجانية في كل بحار العالم، وهذا أمر مهم للغاية".

وبيّن أن للتغيرات المناخية تأثيرات فادحة على الشعاب المرجانية، فإذا ارتفعت حرارة الكوكب بأكثر من درجتين، سنتفقد قرابة 99 في المئة من تلك الشعاب، وبالتالي علينا بشكل عاجل تقليص انبعاثاتنا وأن تتبنى قمة المناخ "كوب 27" هذا التوجه.

ورافق بوغ في تلك الرحلة، السباحة السعودية مريم صالح بن لادن، وهي سباحة رائدة في المياه المفتوحة، التي سبحت معه 9 كيلو مترات، لتضحى أول امرأة عربية تقوم بهذا الأمر، بجانب المصري مصطفي زكي الذي رافقه وصولاً للغردقة.

وكانت شهرة بوغ في السباحة في أبرد الممرات المائية، بيد أن رحلته الأخيرة كانت في أحر الممرات المائية حول العالم، كما يعدّ أحد المدافعين عن المحيطات، ووفق موقع الأمم المتحدة، فإن بوغ كان أول شخص يكمل السباحة لمسافات طويلة في كل محيط من محيطات العالم، ورائداً في السباحة حول المعالم الشهيرة أكثر من أي شخص آخر في التاريخ.

وأثناء إنجازاته الرياضية، يسلط الضوء على ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي وينوّه الانتباه إلى ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وتأثير تقلص إمدادات المياه على السلام العالمي.

ليفانت-سكاي نيوز