الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
في ظلّ الحجر المنزلي، كيف تنظّم حياتك؟!
في ظلّ الحجر المنزلي، كيف تنظّم حياتك؟!

تسبّبت أزمة كورونا بالعديد من الأمور السّيئة وأحدثت تغيّرات عديدة حول العالم ولا تزال التّغيرات جارية ،في حين إنّ الفيروس ينتشر بسرعة هائلة بين البلدان مهدّداً الجميع بالخطر وعلى هذا أقدمت العديد من الدّول حول العالم بحظر التّجول وفرض حجر منزلي على المواطنين للحدّ من انتشار الفيروس والعديد من الإجراءات الصّارمة الأخرى ولكنّ شيئاً من هذا لم يوقف تقدّم الفيروس، لكن هناك أمر علينا الانتباه له جميعاً وهو بقاء الأطفال والمراهقين فترة طويلة من الزّمن في المنزل بسبب الحجر المنزلي. الحجر المنزلي


فرضت العديد من الدّول على مواطنيها حجراً منزليّاً فاضطر الأطفال والشّباب والمراهقون الى البقاء في المنزل دون مدارس أو جامعات، ولعلّ الأمر جيّد بالنّسبة إلى الكثير من الأطفال والمراهقين فكم منهم لا يحبّ الذّهاب الى المدرسة وبدل ذلك الجلوس في المنزل أمام التلفاز أو الهاتف وألعاب الفيديو الأخرى، وبالحقيقة إنّ الأمر هذا أخطر مما تتصّور، إذ إنّ البقاء بالمنزل لفترة طويلة من الزّمن أمام هذه الألعاب دون نشاطات أخرى مضرّ للغاية لاسيّما وأن البقاء في المنزل سيجذب الجوع للجميع بسبب الفراغ وسيقضي الأطفال والمراهقون وقتهم باللعب والأكل ممّا سيسبب أزمة وخطراً عليهم، وطالما هم في المنزل فسيصعب إخفاء الألعاب والهواتف ووسائل التّرفيه الخاصّة بهم لذلك قمنا بدراسة حول ماعلينا فعله حتّى تمرّ هذه المحنة دون أن يصاب أولادنا بأيّ ضرر حتّى وقت عودتهم الى المدارس.


الاستيقاظ والنوم:


سيتغيّر برنامج الاستيقاظ والنّوم عند أولادك خاصةً المراهقين لأنّهم لن يضطروا للاستيقاظ في ساعة باكرة من اليوم من أجل الذّهاب الى المدرسة وبذلك النّوم لفترة أطول ونتيجة للاستيقاظ في وقت متأخر سينامون كذلك في وقت متأخر وقد ترى أن الأمر عادي وليس خطراً لكنّ الأمر خطر على صحة أولادك لأنّ أجسامهم لاتزال تنمو وبحاجة الى كميّات كافية ومنتطمة من النّوم ومن أجل هذا عليك أن تضع برنامجاً للنّوم والاستيقاظ لهم. الحجر المنزلي


فمن أسوأ الأمور بالنّسبة لأجساد الأطفال والمراهقين هو النّوم غير المنتظم والسّهر لفترات طويلة فالنوم غير المنتظم والسّهر سيعيق نمو أجسامهم بالإضافة الى التّعب والإرهاق ومشاكل في النّظام الغذائي واحتمال إصابتهم بالأرق والأهم من ذلك خلل الجهاز المناعي نتيجة عدم النوم جيداً، وهذا ما يحدث اضطرابات في وظائف الجهاز المناعي، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مختلفة، والأمر أيضاً ينطبق على الاستيقاظ في وقت متأخر فذلك سيجعلهم خمولين وكسولين باقي اليوم وسيقومون بتضيع اليوم ولن يستفيدوا منه شيئاً وسيسبب ذلك تناولهم لوجبة الفطور في وقت متأخر ممّا سيضيّع فوائدها الصحيّة لذلك ننصحك أن تقوم بوضع برنامج للنوم من أجل صحة أولادك أثناء الحجر المنزلي.


وجبات الطّعام:


في الأيام العاديّة يقوم الأطفال والمراهقون بتناول وجبات الطّعام بشكل منتظم وفق أوقات ذهابهم وعودتهم من المدرسة إلى المنزل فلن تجد صعوبة في ذلك الوقت بتنظيم أوقات طعامهم، أمّا الآن فالأمر مختلف لأن جميع أولادك من الصّباح حتّى المساء هم في المنزل وبسبب الضّجر والملل وانخفاض التفاعل الاجتماعي، كلها عوامل تؤدي إلى الرغبة في الأكل، وهو ما يسمى الأكل العاطفي. ويحدث الأكل العاطفي عند استخدام الطعام لتهدئة أو كبت المشاعر السلبية، مثل العزلة أو الغضب أو الملل أو الإجهاد، وغالباً ما تتجاهل الراحة أو الأكل العاطفي مشاعر الجوع الجسدي، التي تأتي من معدة فارغة.


عدا عن ذلك لا يوجد أيّ حركة أو رياضة يقومون بها عدا الجلوس واللعب أمام الهواتف لذلك فإنّ تناولهم لكميّات كبيرة وغير صحيّة من الطّعام خاطئ للغاية، فذلك سيزيد احتماليّة إصابتهم بالبدانة والسّمنة المفرطة وسيزيدهم خمولاً وكسلاً بالإضافة إلى أمراض واضطرابات في السّلوك والتعلم، لذلك قم بوضع نظام صحي لهم، مثلاً، ضع وقت محدد لوجبة الفطور، واحرص على أن تكون غنية بالفيتامينات والكالسيوم والأغذية المفيدة لصحة الجميع بما أننا نتعامل اليوم مع فيروس يقضي على من يمتلك مناعة ضعيفة، كذلك أوقات محددة لوجبة الغداء والعشاء، وبدل الحلويات والسكاكر والأطعمة الضّارة قم بوضع الفاكهة والخضار فذلك سيعزّز مناعتهم ويمنحهم الطّاقة الّتي هم بحاجتها. الحجر المنزلي


ممارسة الأنشطة والمهارات المختلفة:


من الواضح أنّ إجازة هؤلاء الأولاد ستطول وفق انتشار الفيروس بشكل كبير حتّى يجدوا حلّاً أو علاجاً له، إلى ذلك الوقت ليس من المعقول أن يجلس الأطفال والمراهقون ساعات طويلة جداً أمام الأجهزة الإلكترونيّة والإنترنت وغيرها من وسائل التّرفيه الحديثة  فلا بدّ من أنّك تعلم مضار هذا الأمر جيّداً، حيث تصدر شاشات الأجهزة الإلكترونية الكثير من الإشعاعات التي تتسبب في إصابة الأطفال والمراهقين بصداع شديد مع آلام شديدة بالعين يصيبهم بأمراض متعددة فيما بعد وكذلك ضعف في حاسّة النّظر بسبب البقاء لوقت طويل أمام الأجهزة والحواسيب أيضاً تتسبب بالكثير من مشاكل العظام الناتجة عن جلوس الشّخص في وضعيّة ثابتة لفترة طويلة من الزّمن مما يصيب مستقبلاً بهشاشة عظام والعديد من الأمراض الأخرى.


إنّ الجلوس لفترات طويلة على تلك الأجهزة تؤدي إلى اضطربات نفسيّة عدا الاضطربات الجسديّة، والعصبية، فيتعلقون بالألعاب الإلكترونية لدرجة أن محاولة إبعادها عنهم تؤدّي إلى حالة عصبية وغضب شديد والذي يجعله غير لائق في التعامل مع الأبوين.


كما تتسبب الالعاب الالكترونية بعزلة الأولاد عن العالم الآخر حيث تفقدهم جميع الأمور التي تجعلهم اجتماعيين، ويتحولون إلى أشخاص لا يستطيعون التفكير ولا التصرف في أبسط المواقف مما يتسبب ذلك بسوء حالتهم النفسيّة، كما تتسبب الألعاب الإلكترونية في إدمان الطفل لها وشعور الطفل بأنه لا يستطيع العيش بدونها أو الابتعاد عنها، فهي تتحول بداخل الطفل إلى شيء أساسي أهم من الطعام أو الشراب.


لذلك إن كان الأمر يهمّك ضع وقتاً محدداً لاستخدام الهاتف والألعاب الإلكترونيّة الأخرى وبدلاً من ذلك اجعلهم يقومون بنشاطات تنشّط الدّماغ وتجمع العائلة معاً في آن واحد فالحجر المنزلي ليس سهلاً على الأطفال كما تعتقد خاصة أنّ الأطفال يميلون لللعب والحركة ومخالطة الآخرين، فاحرص على أن تعوّضهم بذلك من خلال ألعاب عائلية مثل "لعبة الشّطرنج" و "سلّم الثعبان"، ألعاب المهارات والتّفكير، كلمات متقاطعة، وخصّص لهم وقتاً للقراءة، فذلك سيكون مسليّاً ومفيداً لهم في الوقت ذاته.


الحركة والطّاقة:


الحركة هي أهم شيء لتحفيز المناعة، لذلك نصحت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، جميع المرضى في الحجر الصحي المنزلي، بالحركة والتنقل قدر الإمكان في حديقة المنزل أو في الفناء الخلفي والحصول على بعض الهواء النقي وبما أنّ الوضع لايسمح لأولادك بالخروج واللّعب وممارسة الأنشطة البدنيّة المختلفة اجعل جوّاً من هذا في منزلك فمثلاً هناك العديد من الأنشطة الّتي بإمكانك جعلهم يقومون بها في المنزل عوضاً عن خارجه، فإن كان في المنزل شرفة أو حديقة صغيرة دعهم يهتمون بالزراعة والعناية بالنّباتات والأشجار ذلك سيجعلهم يستنزفون الطّاقة ويعتبر تمريناً ممتعاً، حتّى إنّ التّمرينات الرّياضيّة ليست مستحيلة في المنزل، خصّص غرفة للتّمارين وقم وأولادك بمارسة الأنشطة يوميّاً لحرق الدّهون الزّائدة وكسر الملل. الحجر المنزلي


الدّراسة والتّعليم:

أصدرت العديد من الحكومات قراراً بإغلاق كافّة المدارس والجّامعات بسبب انتشار فيروس كورونا ولهذا السّبب تحديداً العديد من المدارس أغلقت أبوابها من أجل حماية الطّلاب من انتقال العدوى لهم وبدلاً من ذلك أصدرت العديد من الحكومات برنامجاً تعليميّاً عبر الإنترنت، لكن هذا ليس كافياً فلن يهتم أولادك كثيراً بالتّعليم عن بعد وهنا يأتي دورك بالمراجعة والانتباه لدراستهم فلا تدع الأمر عائقاً ليتركوا تعليمهم وقم بوضع نظام صارم للدّراسة لهم.


وتسبب فيروس كورونا في إصابة أكثر من  700 ألف شخص وحصد أرواح ما يزيد على 33 ألفاً، ليزداد  قلق العالم من الوباء القاتل، لهذا يجب علينا القيام بإجراءات احترازية لنضمن السلامة، ولعدم تفشّي الفيروس.  ليفانت


ليفانت - آية الحلبي 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!