الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • فقدوا على خط "التهريب العسكري" .. مستجدات قضية "ضحايا البرد" السوريين

فقدوا على خط
تهريب بشر سوريا ولبنان

أفاد موقع الحرّة بأنّ واحدة من الضحايا الذين عثر عليهم متجمّدين على مقربة من الحدود السورية- اللبنانية، تدعى بسمة، وهي لاجئة سورية مقيمة مع زوجها وأولادها بحي الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت، تعاني آلام الحمل. تواصل زوجها أحمد مع طبيبها المقيم بالرقة في سوريا، فطلب منه الأخير السماح لزوجته بالذهاب إلى هناك لكي تتلقى العلاج اللازم، وتبقى تحت المراقبة إلى أن تضع مولودها.


وكانت بسمة الحامل، وجدت ومعها ولديها محمد وأيهم، إلى جانب امرأة أخرى وطفلها، جثثاً هامدة تحت الثلج في منطقة عيون أرغش، التي تقع عند سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية شمال غرب بعلبك (البقاع) وترتفع عن البحر بـ 2200 متر وهي غالباً ما تكون مهجورة طيلة فترة الشتاء بسبب تراكم الثلوج فيها.


وبحسب شهادة الأب أمام مخفر رام بالبقاع، أنّه "بسبب مرضها ارتأينا أن تعود بسمة إلى سوريا. تواصلنا مع المهرّب، الذي أكد أنهم لن يمشوا على أقدامهم بل سيوصلهم إلى حمص مباشرة. دفعت له مليون ونصف ليرة لبنانية لقاء أجره وأتى إلى بيروت وأخذهم ليتوجه بهم إلى حمص كما زعم".


وتابع: "الطبيب الشرعي قال إن الوفاة حصلت منذ 3 أيام، ليل 24 مارس/ آذار. هذا كُل ما أعرفه إلى الآن، علماً أن المهرب أكد لي أنهم لن يمشوا بتاتاً وأنه سيتجه بهم إلى حمص مباشرة والطريق كلها ستكون في سيارة الدفع الرباعي إلا أن هذا ما لم يحصل. المهرب الآن يقول إنهم ضاعوا منه ولم يعد يراهم، في حين أنه ساعة أخذهم قال إن لديه خط عسكري إلى حمص".


وبحسب أحد الأشخاص ممن يعملون في شؤون اللاجئين السوريين منذ سنوات: "كُل الحدود البرية يُسيطر عليها حزب الله وعناصره أو مناصريه هم من يقوم بعملية التهريب، فهم يعملون أسبوعاً في سوريا ويعودوا أسبوعاً آخر إلى لبنان وبالتالي بعضهم أثناء ذهابه وعودته يأخذ معه اللاجئين ويقبض منهم المال، والبعض الآخر يعمل كمهرب أي أنهم جعلوها مصلحتهم بتغطية طبعاً من الحزب".


تهريب سوريا لبنان


وأوضح الأب أنّه لا يعرف لماذا سلك المهرب هذا الطريق الذي يوصل كما يقول إلى دمشق وليس إلى حمص.


يشار إلى أنّ الجيش اللبناني أوقف قبل فترة، أكثر من 30 شخصاً كانوا يحاولون عبور الحدود خلسة. واشتهر الضابط المسؤول عن المنطقة التي عُثر فيها على بسمة وأولادها أنه صارم جدا، واستطاع إغلاق أغلب المنافذ مما صعب من مهمة المهربين.


جدير بالذكر أنّ المهرب يقبض عادةً على كل شخص 50 أو 100 دولار، ويجعلهم يعبرون الطريق من الجبل سيراً على الأقدام إلى أن يصل الحدود اللبنانية. والطريق هذه مكشوفة من الأجهزة الأمنية، والمنطقة بأسرها مكشوفة، هناك حوالي 100 شخص يعبرون في بعض الأحيان في ليلة واحدة".


من جهتها، تقول نادية هاردمان باحثة في شؤون اللاجئين في منظمة هيومن رايتس ووتش: "يُمنع اللاجئ من العودة إلى لبنان في حال عبر الحدود إلى سوريا وهذا مخالف للقانون خاصة إذا كنا نتحدث عن اللاجئين".


فيما يمنع الأمن العام اللبناني العائلات السورية اللاجئة التي تعود بشكل نظامي إلى سوريا من العبور مجدداً إلى لبنان بعد ختم الجوازات، وهو ما أدى بحسب ناشطين سوريين لزيادة كبيرة بأعداد اللاجئين الذين يعبرون الحدود بطرق غير نظامية لكي يضمنوا عودتهم أو إمكانية عودتهم إلى لبنان.


وتابعت: "لا أحد يعلم الظروف التي جعلت هذه العائلات تلجأ إلى اعتماد الطرق غير الشرعية لعبور الحدود. اللاجئون هنا في لبنان يعانون من الفقر والعوز ويعيشون في ملاجئ ومخيمات وغالبيتهم ليس لديهم إمكانية الطبابة ولا أبسط مقومات الحياة، والسلطات اللبنانية تقول لهم إذا لم يعجبك وضعك فبإمكانك العودة من حيث أتت".


اقرأ المزيد: في سوريا.. إعلانات تهريب مروّجة بعلم السّلطات


جدير بالذكر أنّه بحسب مصادر أمنية متابعة للموضوع، فإن "العائلات المهربة قد ضلت طريقها وجرى التواصل مع الدفاع المدني وقوى الأمن يوم 24 مارس وتم العثور على غالبية المهرََبين وإنقاذهم ما عدا امرأتين وأطفالهما واستمر البحث ليومين متواصلين إلى أن عُثر عليهم أمس".


والتحقيق جارٍ كما يقول الأمنيون، وهناك بلاغ بحث وتحري بحق بعض الأسماء التي يُعتقد أنها مسؤولة عن الواقعة.


ليفانت - الحرة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!