الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • فتاة سورية.. تعرضت لحادث في طفولتها ولم تمنع إعاقتها من دعم المحتاجين

فتاة سورية.. تعرضت لحادث في طفولتها ولم تمنع إعاقتها من دعم المحتاجين
فتاة سورية.. تعرضت لحادث في طفولتها ولم تمنع إعاقتها من دعم المحتاجين

بعد مرور عقد كامل على الحرب السورية تمخضت بتأثير شامل على الشعب بشكل عام والنساء والأطفال بشكل خاص، لقد تأثرت كل امرأة بالعنف والنزوح وافتقاد الروابط الأسرية وفقدان الوصول إلى الخدمات الحيوية بسبب الدمار الهائل.

ولم تكتف الحرب السورية بحصد أرواح الآلاف من البشر بل خلفت مآسي وقصص حزينة بعضها ظهر للعيان والبعض منها مازالت تتكشف خيوطه وتفاصيله رويداً رويداً.

ومن بين تلك القصص التي نستمد منها القوة تارة وتشعر بالأسى عندما تتناول أحداثها قصة فتاة سورية تعرضت لحادث في طفولتها خلق منها طفلة شبه معاقة، حيث غادرت البلاد إلى النمسا وترعرت هناك ولم تمنع إعاقتها من دعم الحق وصوت الثورة التي انطلق في أرجاء الأراضي السورية، فشاركت بجميع الفعاليات ولم تدر وجهها لحظة عن دعم المحتاجين في وطنها الأم. 

إلا أن القدر شاء وكان قاسيا عليها فبعد إجراء عدة عمليات لها بدون جدوى أصبحت معاقة بشكل كامل ورغم ذلك تنسى آلامها وتحمل آلام الشعب السوري المهجر في المخيمات على عاتقها وتطلق حملات بين الحين والأخرى لدعم أهلنا القابع في ظروف مأساوية. 

سيلفانا إسلام تعيش في النمسا مذ ثمانية أعوام وهي خريجة قسم اللغة الانجليزية وكانت تعمل كمنسق إداري ضمن وزارة الصناعة لدى مكتب نائب الوزير ثم انتقلت  للعمل في مكتب الوزير في إدارة وتنمية الموارد البشرية. 

غادرت سيلفانا البلاد إلى بولندا من خلال منحة دراسية حيث درست دبلوم ثم ماجستير في العلاقات الدولية وتعلمت اللغة البولندية التي سرعان مانسيتها بعد دراستها للغة الألمانية. 

ولم تقف رحلة سيلفانا هنا بل اتجهت إلى النمسا سنة 2014 ونجحت في تعلم الألمانية بنفسها عبر كورسات خاصة إضافة إلى مشاهدة مقاطع على اليوتيوب وقراءة قصص الأطفال. 

وعلى الرغم من صعوبة اللغة تمكنت من إتقانها إضافة إلى تعلم اللغة الإسبانية. 

عملت سيلفانا على إنشاء منصة اخبارية اسمها "النمسا ميديا" مع صديقها "أحمد مراد" والذي كان صاحب الفكرة وتعاونت معه من خلال ترجمة الأخبار من اللغة الألمانية إلى العربية وتقديم برامج وتقارير سياسية متعلقة باللجوء وغيرها من الأمور التي تهم اللاجئين بشكل عام.


وفي عام 2017 انتقلت سيلفانا للعمل في المجال الإنساني وذلك عبر التواصل مع عدد من الشبان الذين يعملون على التحقق من الأسر المعدمة الحال، وبعد قيامها بالنشر على صفحتها على الفيس بوك وجمع التبرعات من الأصدقاء تترجم هذه التبرعات إلى مساعدات الأهالي في المخيمات من توزيع الخبز والسلل الإغاثية وتأمين صهاريج يومياً لمدة أسبوعين بجانب المساهمة في تأمين حاجيات الأطفال من ملابس وقرطاسية وتأمين كراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من الخدمات التي تساهم في رفع جزء من معاناة شعب المخيمات. 

اقرأ المزيد: مساعدات دولية لباكستان بقيمة 9 مليارات دولار

عانت سيلفانا من آلام مبرحة في منطقة الظهر مما اضطرها الخضوع لعمل جراحي عام 2022 ومن ذلك الحين فقدت قدرتها على المشي وأصبحت مقعدة على كرسي متحرك وبالتالي فقدت مع الأسف عملها في مؤسسة كانت تعمل فيها طيلة أربعة أعوام

ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل فقدت إسلام أيضا شقتها التي تعيش فيها فهي لاتستطيع دفع الإيجار وهي قابعة للعلاج في المشفى. 

سيلفانا الآن في دار الرعاية للمسنين بعد أن قضت تسعة أشهر في المستشفى وهي تحلم بأن تعود قدماها لتخطو من جديد رغم أن الأطباء قالوا لها لن تعودي للمشي مجددا لكن إيمانها بحدوث معجزة يتخطى كل نظرية علمية. 

اقرأ المزيد: "يوم من دون سراويل"... ركاب مترو لندن يحاربون اكتئاب الشتاء دون سراويلهم (فيديو)

سيلفانا ليست السورية الوحيدة التي تحتاج إلى دعم بعد مسيرة حافلة بالإنجازات بل هي جزء من مجتمع نسائي كبير وقع ضحية لتبعات الصراع وتحمل عبئا إنسانياً وصحياً واقتصادياً وصولاً إلى حد التهميش رغم التضحيات التي قدمتها الكثيرات ولاتزال تقدمن.

خاص - ليفانت 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!