الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
فاينانشال تايمز: ليونيل ميسي هو أفضل لاعب على الإطلاق
ليونيل ميسي (ليفانت)

رغم من "الشخصية" الفريدة التي تمتع بها أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، دييغو مارادونا، بيد أن نجم الجيل الحالي، ليونيل ميسي، هو "أفضل لاعب على الإطلاق" حسب مقال نشر على صحيفة فاينانشال تايمز بيّن الأسباب التي تجعل ميسي يستحق ذلك اللقب.

ودوّن سيمون كوبر، ضمن مقاله الذي نشر قبل تتويج الأرجنتين بقيادة ميسي بمونديال قطر بعد مباراة مثيرة الأحد إنه حتى "لو فشل ميسي في الفوز بالبطولة، "فلن يقلل ذلك من فكرة أنه أعظم لاعب في كرة القدم على الإطلاق".

ويلفت إلى أن عنصرين يصنعان "أي أسطورة رياضية" وهما "التألق والشخصية" وفي حين امتلك ميسي التألق، بيد أنه افتقر إلى الشخصية، وهي ميزة تمتع بها مارادونا، ويكشف ذلك بالقول إن ميسي "يلعب مثل البيتلز بينما يرتدي زي محاسب".

اقرأ أيضاً: ميسي: نهائي قطر سيكون آخر مباراة لي في كأس العالم

وفيما عبر مارادونا عن شخصيته في الملعب، لم يفعل ميسي ذلك، وكان يسعى إلى برهان كفاءته من دون "خداع أو تباه غير ضروري".

ومنذ مباشرة مشواره، طارد الإنجازات الفردية من ناحية الأهداف والجوائز، وفي كامب نو، كان روتينه هو التألق لبرشلونة، ثم السفر لمدة 25 دقيقة إلى المنزل على الطريق السريع شبه الخالي في منتصف الليل إلى بيته العادي في بلدة كاستيلديفيلس الصغيرة.

ويتفوق ميسي على مارادونا تبعاً لتطبيق Messi vs Ronaldo، فهو لديه 791 هدفاً في مسيرته بمتوسط 0.79 في المباراة، أما رونالدو فلديه 819 هدفاً بمتوسط 0.72 فقط، وحتى مع استبعاد ركلات الجزاء، يتفوق ميسي على رونالدو، ولديه كذلك متوسط 0.35 تمريرة حاسمة في كل مباراة مقابل 0.2 لرونالدو.

ويلفت الكاتب كذلك إلى أن مارادونا لعب مباراتين فقط في كأس العالم عقب بلوغه الثلاثين من العمر (في بطولة 1994)، أما ميسي، الحائز على الرقم القياسي لأفضل لاعب في العالم، فأعاد اكتشاف نفسه في منتصف العمر.

ويذكر الهدف الثاني الذي صنعه لزميله جوليان ألفاريز في مرمى كرواتيا في نصف نهائي مونديال قطر، لدى مراوغة جوسكو جفارديول، البالغ من العمر 20 عاماً، ولأنه افتقر إلى السرعة لأخذ الكرة بعيداً، اجبر على مراوغته مرة أخرى، وبمجرد وصوله إلى منطقة الجزاء، منح ألفاريز الهدف.

ويقضي ميسي الآن الجزء الأكبر من المباريات في المشي بالملعب، "موفراً طاقته من أجل أصعب شيء في كرة القدم: لحظة كسر دفاع مفتوح"، وذكر خافيير باستوري، زميله السابق في منتخب "التانغو": "إنه يعرف كيف يستغل أدنى فرصة وأقل حركة".

وما يفتقر إليه ميسي هو الشخصية على عكس مارادونا، الذي تكون في إحدى ضواحي العاصمة الأرجنتينية الفقيرة وكان غارقاً في التقاليد الأرجنتينية.

وعلى سبيل المثال، ضمن بطولة عام 1986، كان مارادونا يرى أن هزيمة إنكلترا في نصف النهائي انتقام لحرب الفوكلاند قبل ذلك بأربع سنوات، عندما قتل الجنود البريطانيون، على حد قوله، المجندين الأرجنتينيين "مثل الطيور الصغيرة".

أما ميسي، الذي انتقل إلى برشلونة في سن الـ13، فهو يجسد "أرجنتين مختلفة، أرجنتين الجيل الذي فر من الانهيار الاقتصادي للبلاد"، وتكون ميسي "خارج المجتمع تقريباً، فهو نتاج مشترك لأسرة وأكاديمية برشلونة، وقد لا يعيش في الأرجنتين مرة أخرى".

بيد أن الشخصية "لا تجعل مارادونا أعظم لاعب كرة قدم"، حسب الكاتب الذي نوّه إلى تصريح لماردونا نفسه عندما سئل في عام 2014 : "هل يحتاج ليونيل ميسي للفوز بكأس العالم ليكون الأفضل؟"، ليعقب: "ماذا؟ لا، لا علاقة له بهذا الأمر، لا تخلط بين الاثنين.. كأس العالم لن يسلب أي شيء فعله"، حسب ما ورد في كتاب "دييغو مارادونا: المقابلة الأخيرة ومحادثات أخرى".

ويشير إلى إن ماردونا كان يلفت إلى أن بطولات خروج المغلوب يلعب فيها الحظ دوراً كبيراً، وعلى سبيل المثال، ربما كان الأمر مختلفاً لو تدارك الحكم الهدف الذي أحرزه مارادونا بيده في مرمى إنكلترا في عام 1986، أو  استطاع غونزالو هيغواين، زميل ميسي في نهائي 2014، أن يسجل بمفرده في مرمى الحارس الألماني، مانويل نوير، لو كان قد حدث هذا السيناريو، ربما كان يمكن القول إن ميسي قد تفوق على مارادونا بالفعل.

ويتابع الكاتب: "الادعاء بأن مارادونا كان القائد الأعظم خاطئ. ميسي قائد من نوع مختلف، اللاعب الجيد يتحمل مسؤولية أدائه، ميسي يتحمل مسؤولية النتيجة".

ويردف أن الأرجنتين كانت "بحاجة إليه للفوز على فرنسا، هو يشعر بالعبء، وهو يتقبل ذلك، ويقدره زملاؤه الأرجنتينيون، الذين سافروا من جميع أنحاء العالم لحضور حفل عيد ميلاده"، ويختم الكاتب بإنه بصرف النظر عن نتيجة الأحد، فإن ميسي هو "الأعظم، ربما في كل العصور".

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!