الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
عيد الهالوين بين الماضي والحاضر
عيد الهالوين (ليفانت)

يجري الاحتفال بعيد الهالوين في 31 من شهر تشرين الأول من كل عام في معظم الدول الغربية، لذا فهو يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، ليتفرغ الناس لإقامة العديد من الطقوس الغربية والمخيفة.

وفي هذا اليوم تمتلئ المنازل والمتاجر بتماثيل أشباح ووحوش ومومياوات وشواهد قبور على الأرض وبيوت عناكب وثمرة يقطين مجوفة وقشرتها منحوتة على شكل وجه شرير في وسط أنوار يغلب عليها البرتقالي والبنفسجي ليكتمل جو الرعب.

أصول عيد الهالوين:

تعود جذور عيد "الهالوين" إلى نحو 1000 عام. وكان في الأصل ممارسة دينية، وأصبحت علمانية بشكل متزايد على مر العصور حتى اختفت معالمها الدينية تقريباً، وذلك بحسب الموسوعة البريطانية.

حيث بدأ كمهرجان وثني ينطق باسم "ساهوين" واحتفلت به شعوب "الكلت" في أيرلندا وبريطانيا القديمة فيما يوافق اليوم الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني بتقويمنا الحالي، معتبرين هذا اليوم بداية العام الجديد وبداية الشتاء وموسم الظلمة.

فقد كان عامهم ينقسم إلى موسمين، نور وظلمة. وفي هذا الوقت تجدد عقود الأراضي وتعود القطعان من المراعي.

عمد الأمريكيون الأوائل الاحتفال إلى تحريم الاحتفال بالهالوين في القرن الـ19، ولكن مع تدفق الهجرة من أيرلندا، تزامنت أيضاً مع تدفق الملابس التنكرية والطقوس ومظاهر الاحتفال عامة.

 

وكانت تلك الاحتفالات مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحاصيل، والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة شائعة فى التاريخ، وكانت تلك الاحتفالات أيضاً سابقاً تتضمن "التنبؤ بالمستقبل" فيما يتعلق بالموت والزواج وأمور شبيهة.

وبسبب اختلاف الأصول وامتزاج الثقافات والعقائد وتغيرات الظروف، ارتبط الهالوين بالأموات والأرواح الراحلة ومشاركة الطعام لدرجة جعلت طقوس الاحتفال على مر القرون تصب في بعض وتتشابه.

مظاهر الاحتفال بالهالوين:

تتنوع مظاهر الاحتفال بالهالوين حول العالم، ففي النمسا، يتركون بعض الخبز والماء ومصباحاً مضاء على الطاولة قبل أن يذهبوا إلى النوم فى ليلة الهالوين، وهذا يهدف لاستقبال الأرواح الزائرة.

وفى الصين يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين، أما في جمهورية التشيك فيضعون الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت.

اقرأ المزيد: "أكيتو".. أقدم الأعياد التي عرفتها البشرية

إلا أن أكثر الاحتفالات ثراء تقام في المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، حيث يعتبر الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا.

ومن مظاهر الاحتفال فى العيد، أن تقوم الأسر ببناء مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بجانب مأكولاتهم.

إضافة إلى ذلك، يعمد المكسيكون إلى تنظيف المقابر ووضع الزهور على القبور، وفي بعض الأحيان يضعون شخصاً حياً فى تابوت ويطوفون به في أحياء القرية، فيما يلقي الباعة الفواكه والزهور فى التابوت.

معنى كلمة هالوين:

كلمة هالوين تحريف لعبارة "هالوين إيفنينج" أي الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين لدى الطائفة المسيحية الكاثوليكية، وهكذا أصبح الاحتفال بالهالوين فى 31 أكتوبر سنوياً. ولأن هذا العيد هو في الأساس وثني، فقد عمدت المسيحية بعد ظهورها لمنع الاحتفال به. ولكن بمرور الزمن وعبر التاريخ اختلطت الأعياد بين دينية ووثنية لدى الناس.

ثمرة القرع رمز عيد الهالوين:

إن الهالوين فى العديد من الثقافات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بثمار القرع، ولعل أبرز رموزه ما يسمى بـ"مصباح القرع".

 



وتزعم الأسطورة أن شخصاً يدعى "جاك" كان كسولاً ولا يحب العمل، ويسكر ويقطع الطريق، وكل هذا بسبب وسوسة الشيطان، إلا أنه كان ذكياً. وحين أراد جاك التوبة استدرج الشيطان وأقنعه بأن يصعد إلى قمة شجرة، وحينما صعد الشيطان إلى قمة الشجرة حفر جاك صليباً فى جذع الشجرة، ففزع الشيطان وبقي عالقاً على قمة الشجرة، وحين مات جاك لم يسمح له بالدخول إلى الجنة بسبب أعماله، ولم يجد له مكاناً فى جهنم، بل حكم عليه بالتشرد الأبدي، حتى لا يهيم فى الظلام أعطى قبساً من نار جهنم.

فى الاحتفالات اللاحقة بالهالوين التي اقتبست قصة جاك، استبدل القبس بجزرة، ثم استبدله الأمريكيون بثمرة القرع، وهكذا نشأ مصباح القرع، ليصبح رمزاً ملازماً للاحتفالات بعيد الهالوين فى أمريكا الشمالية فى وقت لاحق.

أزياء عيد الهالوين:

تتنوع أشكال وألوان ملابس وأقنعة الهالوين، تطورت عبر الأجيال وتواكب آخر تقليعات الموضة، ولكنها تدور حول فكرة الموت والأشباح بشكل عام، وفي السنوات الأخيرة بدأت الملابس والأقنعة تستمد أفكارها من شخصيات أفلام هوليوود، مثل "باتمان" و"سبايدر مان".

ويسعى الشبان والفتيات إلى إثارة الإبداع والدهشة فى اختيار الملابس، ويندر أن يطعموها بمظاهر رومانسية أو مثيرة جنسياً.

الهالوين في العالم العربي

حمى الهالوين وصلت لدول العالم جميعاً، ومنها الدول العربية وأصبح يوماً يحتفل فيه الناس حول العالم بارتداء أزياء مخيفة أو مضحكة، وقد زادت المطاعم والبارات التي تخصّص ليلة سنويّة للحفلات التنكريّة في بعض المدن اللبنانية والسورية.

يقول ميشيل طيار، وهو طبيب من طرطوس، إنّ الاحتفالات بالهالويين ليست منتشرة على نطاق واسع "منذ سنوات قليلة بدأت ألاحظ موضة حفلات الهالوين في البلد، لكنها تقتصر على بعض المقاهي والحانات، وغير شائعة بين عامة الشعب، بعكس عيد البربارة. ومن يشاركون في حفلات هالويين هم من الفئة العمرية من سنّ العشرين وما فوق، أمّا الأطفال ومعهم عائلاتهم فما زالوا يحتفلون بالبربارة".

اقرأ المزيد: قطر أنفقت مئات آلاف الدولارات على هدايا لمسؤولين بريطانيين

وفي السعودية حظيت الفنون التنكريّة في السعودية بشعبية، كما تؤكد ممثِّلة عن متجر "مملكة التنكّر Kingdom of Costumes" المختصّ ببيع الأزياء التنكرية عبر الانترنت. بخصوص ارتفاع المبيعات في شهري أكتوبر ونوفمبر، ولكنّنا نبيع أزياء تنكرية للراشدين والأطفال طيلة العام، وذلك بحسب المناسبات".

ويعدّ متجر "مملكة التنكر" الأول من نوعه في السعودية، ولديه أزياء في الإمارات والكويت والبحرين ومختلف المدن السعودية.

وصلت موضة الهالويين إلى سوريا عام 2009، إلا أنه بقي ضمن حفلات خاصة، بخلاف عيد البربارة الذي تنظمه المدارس والكنائس.

في الإمارات، هناك محاذير دينية في بعض المدن، مثل الشارقة وعجمان والعين، ولكن في دبي، هناك سباق لإحياء بعض الأعياد الغربية من باب التشجيع السياحي، مثل الهالوين وسانت باتريك.

ليفانت - خاص

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!