الوضع المظلم
الأربعاء ١٦ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
  • على أساس المواطنة المتساوية.. تأسيس جبهة العودة والبناء لإعادة المهجرين وبناء سوريا

  • الجبهة تسعى إلى حشد جهود السوريين المتضررين من الحرب من أجل المشاركة الفعّالة في مستقبل البلاد، مع التركيز على تعزيز التواصل مع المنظمات الدولية لضمان حقوق المهجرين والنازحين
على أساس المواطنة المتساوية.. تأسيس جبهة العودة والبناء لإعادة المهجرين وبناء سوريا
جبهة البناء والعودة \ تعبيرية

أعلن مجموعة من السياسيين والناشطين السوريين عن تأسيس جبهة العودة والبناء السورية كجسم سياسي بهدف إلى إبراز حق عودة جميع المهجرين واللاجئين واستعادة دورهم ومساهمتهم في إعادة بناء الدولة السورية على أساس عقد اجتماعي جديد أساسه المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والعدالة.

ليفانت نيوز التقت عدد من مؤسسي الجبهة الذين شددوا على ضرورة الاهتمام بأوضاع المهجرين واللاجئين والنازحين الذين تحولوا نتيجة الصراع المحموم في البلد إلى مجرد أرقام وضحاها لا يلقون اهتماماً لا من نظام الأسد ولا من المعارضة السورية.

ورداً على سؤال ليفانت نيوز عن الدافع الرئيس وراء تأسيس جبهة العودة والبناء السورية، أجاب المعارض السياسي السوري وأحد مؤسسي الجبهة قاسم الخطيب: "نحن نهدف إلى مسألتين أساسيتين: الأولى تكمن في حشد جهود السوريين المتضررين من الحرب وأولئك الذين هُجّروا من ديارهم، والثانية من أجل بناء جسور التواصل مع المنظمات الحقوقية العالمية والإقليمية وأيضاً المحلية، من أجل تسليط الضوء على قضية اللاجئين والعمل على إعادة حقوقهم، حيث وضعت الجبهة ضمن برامجها المستقبلية آليات للعمل عبر تعزيز تواصلها مع المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية من أجل تحقيق عودة آمنة لكل المهجرين والنازحين من بيوتهم ومن مناطق سكناهم".

اقرأ أيضاً: لبنان يفرض قيودًا تهدد بحرمان أطفال اللاجئين السوريين من حق التعليم

وأشار الخطيب إلى أن "قضية اللاجئين السوريين ليست فقط مسألة إنسانية بل هي مسألة سياسية حيوية، حيث ستلتزم الجبهة بتمكين اللاجئين من المشاركة في صياغة مستقبل سوريا، وذلك من خلال تمثيلهم بشكل حقيقي وفعال في المؤسسات السياسية والحقوقية، بما يمنع احتكار تمثيلهم من قبل أي جهة ساهمت في تهجيرهم".

وحول العقبات التي يمكنها اعتراض عمل الجبهة في تحقيق أهدافها أكد الكاتب السياسي السوري ومن مؤسسي جبهة العودة والبناء بشار عبود: "واحدة من أهم عقبات عمل الجبهة تكمن في عدم تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسوريا، حيث نؤكد في الجبهة أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية يكمن في تطبيق القرار الأممي 2254 الذي يدعو إلى تسوية سياسية عادلة، واستبعاد جميع الأطراف التي تلطخت أيديها بدماء السوريين".

ومن خلال هذا المسار، يضيف عبود أنه يمكن تحقيق بيئة آمنة تتيح العودة الطوعية للمهجرين من خلال توافر شروط مناسبة لعودتهم وممارسة حياتهم الطبيعية والسياسية أيضاً، حيث يدرك النظام جيداً أن عودة اللاجئين والمهجرين إلى مناطقهم التي خرجوا منها يعني ضمنياً، عودة قسم كبير من معارضيه إلى الداخل السوري، وهذا سيشكل عبئاً إضافياً عليه، هو غير قادر على تحمّله وخصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية الكارثية التي تمر بها البلاد.

مستطرداً: "من هنا، يمكننا أن نفهم حقيقة رفض النظام لعودة اللاجئين إلى ديارهم. لكن السؤال هو لماذا تتناسى المعارضة الرسمية من إئتلاف وغيرها لهذا الملف الذي يهم السوريين جميعاً؟ هذه اللامبالاة هي ما دعتنا لتشكيل هذا الجسم السياسي السوري ليقول للمهجرين واللاجئين أن هناك من يهتم لأمركم، ليس على مستوى الإغاثة في الشتاء أو الصيف، وإنما على مستوى وضع ملف المهجرين السوريين كأول بند على طاولة البحث".

وتابع: "أيضاً من العقبات التي يمكن أن تعترض عمل جبهة العودة والبناء تكمن في التدخلات الإقليمية والدولية السلبية في الشأن السوري، حيث أكدنا في بياننا التأسيسي ووثائقنا السياسية التي أصدرناها في الجبهة على أهمية إعادة القرار السياسي إلى أيدي السوريين، ولذلك نحن نعمل على تذليل هذه المصاعب عبر تواصلنا المكثف بالمنظمات الحقوقية العالمية وبعدد من الدول الفاعلة في القرار السوري للتأكيد على أهمية عود القرار السيادي والسياسي للسوريين".

ويشير: "هذا الأمر، نحن نعمل عليه في جبهة العودة والبناء من خلال مشروعنا الداخلي السوري الذي يدعو إلى توحيد القوى السياسية الوطنية تحت مظلة مشروع وطني واعد يمثل جميع السوريين ويهدف إلى حماية سوريا من الأطماع الخارجية وإعادة السيادة الوطنية، وأيضاً من أن إقناع المجتمع الدولي بأن هناك طرف سياسي موثوق يمكن الحوار معه، طبعاً من خلال المشروع السوري الوطني الكبير".

وعن الخطط العملية لتأمين عودة اللاجئين والمهجرين إلى سوريا، أوضحت الناشطة النسوية ومن مؤسسي الجبهة انتصار الخطيب، أنه "نتيجة انسداد الأفق السياسي الذي تعيشه سوريا بسبب تعنت النظام في استجابته للقرارات الدولية، وأنانية المعارضة وبحثها عن مصالحها الضيقة، وأيضاً خضوعها التام للدول التي تتحكم بها، فإنه من واجب مختلف الأجسام السياسية الحقيقية المؤمنة بالثورة أن تسعى للتواصل مع المؤسسات الدولية مثل الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، من هذه الزاوية تعمل جبهة العودة والبناء على حث هذه الدول كي تضغط بدورها على النظام بهدف تأمين عودة آمنة للسوريين، ونحن في الجبهة بدأنا في نسج الخيوط والتواصل مع كل نعتقد أن له قدرة على تحريك المياه الراكدة في الملف السوري".

وخلصت الناشطة انتصار الخطيب إلى أنه "من واجب كل سوري أن يواصل نضاله ضد الاستبداد، ونحن في الجبهة سنعمل كل ما بوسعنا على تسهيل عودة اللاجئين عبر وضع هذا الملف أمام الدول صاحبة القرار، وأيضاً عبر توحيد جهود القوى السياسية الوطنية بحيث تصبح طرفاً مهماً في العملية السياسية السورية المستقبلية". 

من جهتها، أكدت الصحفية مها غزال ومن مؤسسي جبهة العودة والبناء، أنه "لا يزال للمجتمع الدولي دور في كل ما يحدث في بلدنا، ولذلك لا بد لهذا المجتمع الدولي أن يلعب دوراً في دعم جهود جبهتنا المتعلقة بدعم حق عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، نحن مهمتنا في الجبهة أن نذكر في قضية اللاجئين بجميع المحافل الدولية، وجعلها في صلب محور أية مفاوضات تخص الحل في سوريا، ونحن بدأنا في هذا الهدف عبر لقاءات سابقة أجريناها ولقاءات أخرى نخطط لعقدها مستقبلاً مع كل من نعتقد أن يفيد في قضية عودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم".

وأضافت غزال: "هذا يحيلنا إلى مسألة على غاية من الأهمية تتمثل في إمكانية توحيد قوى السوريين من كل الأطراف تجاه قضية اللاجئين، وهذا لن يتم بدون مشروع وطني سوري كبير يترك أثره على كل القوى التي تريد أن تعمل في الشأن العام السوري".

وحول إمكانية وجود تنسيق بين جميع هذه القوى أكدت غزال، أن "هناك بعض القوى السورية لا تزال ـ مع الأسف ـ، تلعب على الوتر الطائفي ونشر الفوضى بين صفوف السوريين"، مشيرة إلى "أن هذا لن يخدم قضية السوريين في شيء، داعية جميع القوى السورية التي تؤمن ببلدها وشعبها للعمل يداً بيد مع الجبهة"، مؤكدة في الوقت نفسه أن "الأبواب مفتوحة لكل القوى الوطنية التي تريد العمل من أجل بلدها ومن أجل قضية اللاجئين والمهجرين، فعندما توجد النية للعمل فإن العقبات مهما كانت صعبة يمكن تذليلها".

ليفانت-خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!