الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • مصطفى العمار لليفانت: الدكتاتور لوكاشينكو قام باستخدام المهاجرين للضغط على أوروبا كما فعلها سابقاً الرئيس التركي أردوغان

مصطفى العمار لليفانت: الدكتاتور لوكاشينكو قام باستخدام المهاجرين للضغط على أوروبا كما فعلها سابقاً الرئيس التركي أردوغان
مصطفى العمار

◄ من مصلحة أوربا أن تكسب روسيا إلى جانبها لأن الخطر الأكبر هو الصين ولا نستطيع تحقيق الأمن والسلام بدون روسيا

◄ عند اندلاع الحرب، التوقعات بأن تستقبل ألمانيا في أسوء السيناريوهات ما يقارب المليون إلى ثلاثة ملايين من اللاجئين الأوكرانيين

◄الدكتاتور لوكاشينكو قام باستخدام المهاجرين للضغط على أوربا كما فعلها سابقاً الرئيس التركي أردوغان

◄ الحكومة الألمانية أطلقت استراتيجية بعنوان سياسة اللاتسامح (صفر تسامح) مع الأحزاب الإرهابية، وعلى رأسهم حزب الوباء اللبناني (حزب الله)

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمره الصحفي الأخير بخصوص آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية بأن فرص اندلاع الحرب بين الدولتين ما زالت قائمة وكبيرة رغم الأخبار الواردة التي تقول إن هناك انتشاراً جديداً للجيش الروسي على طول الحدود الأوكرانية، وتزامناً مع تصريح الرئيس الأمريكي تعرضت وزارة الدفاع الأوكرانية وبعض البنوك الكبيرة إلى هجوم سيبرالي أفقدها الحركة.

أما رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فقد أكد من جهته أن أي هجوم روسي على أوكرانيا سيشكل كارثة كبيرة ستلزم بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي فرض عقوبات قاسية على روسيا.

ويخشى الاتحاد الأوربي من الآثار الكارثية من هذا الاجتياح، كتدفق اللاجئين من جديد إلى القارة العجوز وتوقف إمدادات الطاقة التي بدأت أسعارها بالارتفاع ونقص المخزونات.

وللوقوف على آخر التطورات، وكيف ينظر الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني إلى الأحداث المحتملة هناك، كان لمكتب ليفانت نيوز في القامشلي اللقاء التالي مع السيد مصطفى العمار، عضو مجلس أمناء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني.

نص اللقاء:

لا شك أستاذ مصطفى أن غياب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذه الأيام عن المشهد السياسي العالمي، وخاصة شرق أوربا، وسخونة الأوضاع بين روسيا وجارتها أوكرانيا غياب مؤثر وكبير. هل تعتقد أن المستشار الحالي السيد أولاف شولتس له القدرة الدبلوماسية والخبرة السياسية في الضغط والبحث عن حلول مع الرئيس الروسي بوتين ونزع فتيل الأزمة مع أوكرانيا؟

بخصوص غياب السيدة المستشارة وما إذا كان المستشار الجديد بإمكانه لعب الدور الدبلوماسي من خلال الخبرة السياسية والضغط على السيد فلاديمير بوتين بخصوص الأزمة مع أوكرانيا، بلا شك عملت السيدة المستشارة لسنوات طويلة بحكمة وبكل إنسانية وتوازن لصنع علاقات طيبة، ليس فقط مع روسيا، وإنما كانت علاقاتنا جداً متزنة مع أغلب دول العالم، الجميع شاهد هذا الموقف، وفي أيام الإدارة الأمريكية السابقة وقيادة السيد ترامب كانت هناك خلافات، لكن السيدة المستشارة استطاعت من خلال حكمتها وقوتها السياسية والدبلوماسية أن تكون متفقة مع الجميع، وأعتقد أن السيد أولاف شولتس، المستشار الجديد، كان أيضاً نائباً للسيدة المستشارة آنذاك، وتلميذ هذه المدرسة، ولديه خبرة، مع العلم أنا في المعارضة لا أريد أن أكون هنا عديم الأخلاق وأتصيد للحكومة بالصغيرة والكبيرة، لكن إذا كان الأداء جيداً نرحب به، وإذا كان الأداء سيئاً فنحن ننتقد هذا الأداء، ولكن ما عمله السيد شولتس وما نأمل أن يعمله أن يكون ممثلاً لهذه العلاقات التي حافظت عليها السيدة المستشارة لسنوات طويلة، وأن يكون أيضاً لاعباً رئيساً لمد الجسور، وأن يكون على قدر في الحفاظ على العلاقات الطيبة مع روسيا دون أن يتناسى بأن أوكرانيا جزءاً مهماً وسيادتها وأمنها وأراضيها من الأولويات لدينا، وأعتقد أن السيد أولاف شولتس بإمكانه تغيير ملامح هذه الأزمة وأن يكون هناك سلام لجميع الأطراف. 

من المعروف أنّ القارة الأوربية تعتمد على ما يقارب 40% من استهلاكها على الغاز الروسي في حال تعليق روسيا لإمدادات الطاقة إلى أوربا أو أوقفتها نهائياً. مع بدء دخول الدبابات الروسية إلى أوكرانيا، كيف ستتعامل الدولة الألمانية مع أزمة إمدادات الطاقة مع العلم أن هناك أصلاً تراجعاً في كميات الغاز المخزنة في أوربا بسبب الإمدادات المتراجعة وارتفاعاً جنونياً في الأسعار؟ برأيك أستاذ مصطفى هل تشعر أوربا بالحرب قبل سماع دوي الانفجارات؟

نحن دائماً صنّاع السلام ونحاول أن نكون من خلال سياستنا بنّائي الجسور ونذهب دائماً إلى الحوار المباشر ونجلس على طاولة الحوار مهما كانت الأزمة ملتهبة. أعتقد أنه من مصلحة أوربا أن تكسب روسيا وأن الخطر الأكبر هو الصين ولا نستطيع تحقيق الأمن والسلام بدون روسيا، وعلينا أن نكون جداً واضحين بأن ألمانيا تعتمد على الغاز الروسي بنسبة  %55.2 على ما أعتقد، والسيدة المستشارة عملت لسنوات طويلة على تحقيق إنجاز نورد ستريم 2 ليرى النور، وطلبت مراراً وتكراراً أن لا يتم تسيس هذا المشروع وأن لا يستعمل كجيوسياسي. أعتقد أن سياستنا الناعمة واضحة وأن تكون بمصالح متبادلة وعلينا أن لا نقدم تنازلات وأن لا نتنازل عن قيمنا مقابل الغاز الروسي وأن نكون جداً واضحين من خلال النقاشات والحوارات بأن هذه المصالح هي مصالح مشتركة للطرفين دون أن تمسّ كرامة وسيادة أي من البلدان وأيضاً دون التنازل عن قيمنا الأخلاقية والإنسانية.

السيد مصطفى العمار ربما ستكون هناك كارثة قادمة لا قدّر الله فيما لو اجتاح الجيش الروسي جارتها أوكرانيا وحصول موجة نزوح جديدة كالتي شهدتها القارة الأوربية وخاصة ألمانيا عام 2015. برأيك أستاذ مصطفى هل هناك مخاوف جدية من وصول الآلاف من النازحين وكيف ستتعامل ألمانيا مع هذه الكارثة؟

السيناريوهات كلها واردة، والأحداث المتلاحقة والواردة منذ أسابيع من هناك تشير أن هناك اجتياح وشيك من قبل الجيش الروسي لأوكرانيا وكل الاحتمالات كانت واردة، وأعتقد أنه إذا حصل أي نزوح لا سمح الله أو اندلاع حرب بالتأكيد فإن ألمانيا ستأخذ الجزء الأكبر من هذه المسؤولية، فنحن دائماً نأخذ المسؤولية على عاتقنا منذ زمن، ودائماً أغلب النازحين واللاجئين يتوجهون إلى ألمانيا لأنها قبلة الديمقراطية والعدالة والمساواة، وأعتقد من المخططات والتوقعات التي كانت موجودة عند اندلاع الحرب بأن تستقبل ألمانيا في أسوء السيناريوهات ما يقارب المليون إلى ثلاثة ملايين من اللاجئين الأوكرانيين، وأنا هنا لا أتكلم بصفتي السياسية، وإنما كرئيس للمنظمة الإنسانية بلا حدود الألمانية، وكسفير سلام عملت لسنوات طويلة على صنع السلام في بلدان كانت تشهد صراعات جداً قوية من فترة 2008 إلى 2015، سعيت دائماً أن أكون ساعي سلام في المناطق العربية وغيرها وأن نعطي للعالم أن تصديرنا هو للديمقراطية ولصنع السلام لا للحروب والطائفية والخلافات، ولهذه الأسباب نؤكد أنه يجب أن يكون للإنسانية دور كبير للحد من الحروب كما قال الرئيس الأمريكي جون كندي.

قدّم الاتحاد الأوربي، ومن بينها ألمانيا، الكثير من الأموال إلى تركيا في عملية وصفها البعض أنها للحدّ من الابتزاز الذي كان يمارسه الرئيس التركي أردوغان في موضوع الأبواب المفتوحة للاجئين إلى أوربا، ولكن شهدنا في الشهور الماضية نقطة جديدة للانطلاق نحو أوربا وهي بيلاروسيا وفجأة تلاشت الأخبار عن هؤلاء اللاجئين وأوضاعهم المأساوية. هل قدمت ألمانيا أموالاً للسيد لوكاشينكو لمعالجة هذا الموضوع وهل تشعر أن لروسيا بوتين يد في هذا الابتزاز الجديد للأوربيين؟

نعم للأسف إن وضع اللاجئين في تركيا هي أوضاع مأساوية ونعتقد أن موضوع اللجوء هو موضوع عالمي ويجب أن يكون هناك حلّ ونهاية لمأساة هؤلاء الناس وهناك أطفال يموتون في هذه المخيمات وهناك فتيات وأسر تتعرّض للاغتصاب، وهدفنا هو إنساني، ومحاربة الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب وصنع السلام. وبخصوص إذا كانت هناك أموال ألمانية للدكتاتور لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، لا أعتقد أن المانيا وأي جهة أخرى قدمت مساعدات علنية أو خفية إلى لوكاشينكو لنهاية أزمة اللاجئين، بالعكس إن ما قدمناه كان تحت غطاء المفوضية الأوربية للاتحاد الأوربي ويقدر بمليون يورو أو أكثر ولم نسمح بدخول بعض المنظمات والجمعيات بالتدخل في هذا الموضوع لاعتبارنا لوكاشينكو دكتاتوراً قام باستخدام واستغلال النازحين والمهاجرين كدروع بشرية، وكانت له يد مع المهربين، وإنها كانت لعبة دنيئة من الجانب البلاروسي لأخذهم كرهائن للضغط على أوربا بورقة اللاجئين كما فعلها سابقاً الرئيس التركي أردوغان، لكن أعتقد كانت أوربا جداً متيقنة ولا تريد أن تعيد نفس السيناريو عام 2015 وتصرفت بحكمة وكذلك الدول التي سمحت بعودة رعاياها عودة طوعية قامت بدور فاعل وأن الأغلبية تم إجلاؤهم وعودتهم إلى أوطانهم.

في موضوع آخر أستاذ مصطفى: هناك الكثير من خلايا حزب الله النائمة في أوربا، وللتذكير في العام 2012، وتحديداً في بلغاريا، وقع انفجار في مدينة بورغاس استهدف حافلة أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم منفذ التفجير و32 جريحاً اتّهمت الشرطة البلغارية خلية تابعة لحزب الله اللبناني بتنفيذه.

هناك تقارير تتحدث بأن هناك الكثير من أعضاء حزب الله اللبناني وخلاياه النائمة ما زالت تتحرك وتعقد اجتماعات في ألمانيا رغم أن هناك قرارات اتخذتها وزارة الداخلية في حكومة السيدة ميركل بأن أي مشتبه لحزب الله سيتعامل مثل المنتمين لداعش، وهناك تقارير استخباراتية ألمانية تقول إن مركز الإمام المهدي في مدينة مونستر يمثل منصة لعناصر حزب الله الذين تزداد أعدادهم ووصل حتى 1000 عضو. فما قصة هذه القبضة الناعمة في التعامل في ظل تزايد النشاطات والأعداد؟

بخصوص الخلايا النائمة وحزب الوباء سؤال هام جداً. نحن لدينا هنا سياسة صفر تسامح مع كل أشكال التطرف والإرهاب، سواء أكانت تنظيمات داعش أو سلفية أو الإخوان وحزب الوباء اللبناني (حزب الله). من خلال سياستنا وأمننا ودولة القانون دائماً نسعى أن نطبق القانون على الكل وأن لا يتم أي تهاون في هذا الموضوع. نعتقد أنه كان هناك تهاون وغض النظر عن بعض المجاميع وبعض الأحزاب، كحزب الله بجناحيه السياسي والعسكري، كان يغض النظر عنهم من قبل الأحزاب الاشتراكية والخضر والأحزاب واليسارية وغيرها لزمن طويل حتى استطعنا والسيدة المستشارة ميركل بتمرير منع نشاطات هذه الأحزاب من خلال التصويت في البرلمان الألماني عام 2020، وأعتقد أن هناك آلية رقابية يعمل عليها جهاز المخابرات الداخلية الألماني.

وبخصوص مدينة مونستيرالتي ذكرتها، فهي تحت حكم حزبنا، حزب الديمقراطي المسيحي، وهناك وزير الداخلية السيد هوربرت رويل، وهو نموذج في مكافحة الإرهاب والعصابات، هذه العصابات التي تغذي وتمول هذه الأحزاب من خلال تجارة المخدرات وغيرها، ولكن أعتقد أن السيد رويل عمل استراتيجية أطلق عليها سياسة اللاتسامح صفر تسامح مع هؤلاء العصابات وهذه الأحزاب، وكذلك أطلق عملية الألف وخزة وقام بتنظيف هذه المقاطعة، ولكن كما تعرف فإن ألمانيا والدول الأوربية دول منفتحة والتحرك لهذه الأحزاب والمجاميع أعطاها بعض الحرية والتنقل في أكثر من مكان. نحن نريد أن تكون هناك سياسة صارمة ودور كبير لدولة القانون في مكافحة الإرهاب ونريد أن يطبق القانون بكل حذافيره ولا نريد أن يكون هناك أي تهاون أو تسامح، سواء من قبل الأحزاب الألمانية التي تحكم الآن ولا من قبل كوادرنا التي تحكم في العديد من المقاطعات، ولا أعتقد أن هناك تقصير في هذا الموضوع، لكن البيروقراطية تلعب دوراً كبيراً ويجب علينا أيضاً احترام وتطبيق تقارير الاستخبارات المركزية الاتحادية التي تراقب حركات ونشاطات هذه الأحزاب الإرهابية ونحترم ونهتم  دائماً بدعم أمن دولة إسرائيل، ويهمنا أمنها ونطلب من الذين جاؤوا إلينا منذ العام 2015، وتربوا وترعرعوا هنا لربما ما زالوا يؤمنون بنظرية تدمير إسرائيل فنحن لا نسمح لهم بهذه النظرية وألا يكون هناك أي شك حول إسرائيل بأنها دولة، ونعتبر أمنها من الأولويات، وأيضاً هذه الحكومة الجديدة التي استلمت السلطة منذ ثلاثة شهور، أكدت على هذه السياسة من خلال زيارة وزيرة الخارجية، السيدة آنالينا بيربوك، التي ذهبت إلى إسرائيل وأكدت أن أمن إسرائيل من الأولويات، وعندما نقول هذا الشيء سواء أكنا في الحكومة أو في الأحزاب، علينا أن نطبقها بحذافيرها ولا نستطيع أن نعمل هنا دور الوجهين.

نقول ونؤكد إن أمن إسرائيل من الأولويات، ثم نحتضن هذه المنظمات الإرهابية، فلا نعتقد أن هناك تقصيراً من جانبنا، ولربما مع الأيام يكون هناك نتائج أكثر من خلال مكافحة الإرهاب، وعلينا أن نعطي فرصة للحكومة الحالية قبل أن ننتقدها ونعطيها الوقت لحماية دستورنا وديمقراطيتنا وأمننا وإذا كان هناك أي تقصير سوف نقوم بالإعلان عنه لاحقاً.   

مكتب ليفانت – القامشلي - رودوس خليل                          

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!