الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • عبد الخالق عبد الله في حديث لـ"ليفانت نيوز" عن الإخوان والمصالحة ومستقبل الخليج

عبد الخالق عبد الله في حديث لـ
عبد الخالق عبدالله

  • 3 شروط أساسية تجعل التعاطي مع مساعي التودّد التركية ممكناً

  • التنسيق بين القاهرة والرياض وأبو ظبي ضرورة أمام تقلبات أردوغان

  • الإخوان يعانون التشتت والهزيمة وفقدهم دعم تركيا وقطر بات وشيكاً

  • تنظيم الإخوان لم يعد مصدر تهديد استراتيجي لكنه لن ينتهي قريباً

  • قطار المصالحة الخليجية انطلق لكن سرعة مساراته متفاوتة

  • نعيش لحظة الخليج العربي.. ولم نعد عما كنا قبل 20 سنة

  • هل إدارة بايدن "عدائية؟.. أمامها تساؤلات كثيرة بشأن علاقاتها مع الخليج

  • واشنطن لم تعد في موقع "تآمر وتطاع" وعليها إدراك واقع الخليج الجديد

  • تبريد التوترات وتحقيق السلام بالمنطقة إيجابي فالجميع استنزف

  • الإمارات بقائمة القوى الوسطى في العالم وتعرف أين تودّ أن تكون

  • مبادرة السعودية بشأن اليمن تؤكد أنّ الرياض مع إنهاء الحرب

  • إيران تزداد عنجهيّة وخطورة ويهمها استمرار الحرب في اليمن

  • طهران والحوثي مسؤولان عن استمرار الكارثة الإنسانية في اليمن


ظلّت المنطقة العربية ساحة لصراعات وخلافات سياسية طيلة السنوات العشر السابقة، لكن ثمة تغيير إيجابي، نجحت دول الخليج ومصر في ترسيخه، تمثّل في تبريد التوترات وتحقيق السلام إقليمياً.


بهذه الرؤية تحدّث الدكتور عبد الخالق عبد الله، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية الإماراتي، ومؤلف كتاب "لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر"، في حديث خاص لـ"ليفانت نيوز".


وتناول "عبد الخالق عبد الله" نماذج عملية نتجت عماّ وصفه بالمزاج التصالحي بالمنطقة، أبرزها التقارب المصري التركي الأخير، محدداً ٣ شروط أساسية لأنقرة تمهد الطريق أمام الحوار والمصالحة.


ولفت "عبد الخالق عبد الله"، في حواره المطول، إلى أنّ التنسيق بين القاهرة والرياض وأبو ظبي ضروري أمام تقلبات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


وعن المصالحة الخليجية، قال "عبد الخالق عبد الله" إنّ "قطار المصالحة انطلق وعلى وشك الوصول لمحطته النهائية رغم سرعة مساراته المتفاوتة بين الدول العربية"، مشدّداً على أنّه "لا سبيل للعودة للمقاطعة مجدداً".


وفي قراءة لأوضاع جماعة الإخوان الإرهابية، قال إنّ "الإخوان يعانون التشتت والهزيمة وفقدهم دعم تركيا وقطر بات وشيكاً".. مشيراً إلى أنّ "الجماعة الإرهابيّة لم تعد مصدر تهديد استراتيجي لكنها لن تنتهي قريباً".


وتناول أستاذ العلوم السياسية مستقبل الخليج على صعيد التغييرات التي شهدها خلال القرن ٢١، متطرقاً للعلاقات الخليجية الأمريكية، ورؤيته حول الممارسات الإيرانية في المنطقة، خاصة اليمن.


وقال "عبد الخالق عبد الله" إنّ "المبادرة السعودية الأخيرة بشأن اليمن تؤكد أنّ الرياض مع إنهاء الحرب، في مقابل مليشيا الحوثي التي وصفها بأنّها المستفيد الأكبر من استمرار الكارثة الإنسانيّة في اليمن".

عبد الخالق عبدالله


وفيما يلي نص الحوار:

● تابعنا خطاب التودد من قبل أنقرة للقاهرة على مدار الأشهر الماضية وازدادت وتيرته خلال الأيام الأخيرة.. كيف قرأت تطورات التقارب المصري التركي؟

يجب التعامل مع التودد التركي تجاه مصر والسعودية بحرص شديد. فمن صالح دول الصغيرة والكبيرة في المنطقة الخروج من قمقم الصراعات والخلافات السياسية، التي كانت سمة عامة لمرحلة ما بعد الربيع العربي والعمل على تبريد التوترات وتحقيق السلام والاستقرار والنظر إلى المستقبل. هذا هو المزاج العام في المنطقة حالياً، وهو مزاج إيجابي من المهم تشجيعه ودعمه وترسيخه. هناك استنزاف للجميع وتشبع لدى الجميع من هذا الاستنزاف.


● لكن البعض يرى أنّ سلوك أنقرة قد لا يرقى لمطالب الدول العربية، خاصة السعودية والإمارات ومصر، ولا يحفز على الثقة.. ما تعليقكم؟

إن كانت تركيا صادقة في هذا التودّد ودعمت الأقوال بالأفعال، كالوقف الفوري للتحريض ضد استقرار مصر وسحب مرتزقتها من ليبيا وإنهاء دعمها السياسي والإعلامي لجماعة الإخوان، عند ذلك يكون الوقت حان لجولة تمهيدية من الحوار والتصالح معها مع التأكيد على أخذ الحذر والحيطة من تقلبات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.


● هل صحيح أنّ أي تقارب مصري تركي لا بدّ أن يمرّ من بوابة الخليج أو في قول أدق لا يتم إلا بالتنسيق بين الأشقاء العرب؟

التنسيق مهم بين القاهرة والرياض وأبو ظبي في التعامل مع تركيا كما في بقية الملفات الإقليمية الساخنة.


● كيف ترى وضع جماعة الإخوان الإرهابيّة بعد المصالحة الخليجية والتقارب المصري التركي؟

جماعة الإخوان هي اليوم في أضعف حالاتها منذ 80 سنةً ومنبوذة من الشارع العربي وعانت من الهزيمة الانتخابية في عدة دول وتعاني من التشتت والشتات، على المستوى القيادي والتنظيمي، أكثر من أي وقت مضى، وعلى وشك أن تفقد الدعم التركي وحتى الاحتضان القطري، علاوة على وجود حصار في أكثر من دولة أوروبية، في المقدمة فرنسا، لذلك فإنّها لم تعد مصدر تهديد أمني وقلق استراتيجي كما كانت عليه قبل عشر سنوات.


● هل حديثكم يحمل مؤشرات على اقتراب نهاية الإخوان؟

لا يجب التقليل من خطورة هذه الجماعة التي كلما أوشكت أن تنتهي سياسياً تبرز من جديد لتمارس دورها السياسي التخريبي والانتهازي. الإخوان جماعة بائسة وهي من منغصات الحياة السياسية العربية على مدى قرن ومن المستبعد أن تختفى من الساحة السياسية كلياً ونهائياً قريباً.


● بعدما نجحت قمة العلا في رأب الصدع الخليجي الذي استمرّ لأكثر من ثلاث سنوات، أين يقف حالياً قطار المصالحة الخليجية ؟

قطار المصالحة الخليجية انطلق ويتجه لمحطته النهاية. لكن هذه المصالحة تتم وفق مسارات وظروف كل دولة من الدول التي مارست حقها الطبيعي في مقاطعة قطر. فالمعطيات تشير أنّ مسار المصالحة السعودية القطرية تتم بوتيرة سريعة بل أسرع من بقية مسارات المصالحة. ثم هناك مسار المصالحة المصرية القطرية الذي يأتي الثاني في سرعة إنجاز ما يجب إنجازه بين القاهرة والدوحة من قضايا عالقة. ثم هناك مسار المصالحة الإماراتية القطرية الذي يأتي الثالث من حيث وتيرة السرعة فيما يمكن إنجازه من قضايا أمنية وقانونية وسياسية واقتصادية عالقة. أما مسار المصالحة القطرية البحرينية فهو الأبطأ بين مسارات المصالحة وأتوقع أن يلحق قريباً ببقية المسارات. المصالحة اتخذت بقرار استراتيجي نهائي وجاءت لتبقى ولا مجال للعودة بعد اليوم للمقاطعة من أي نوع.


● قلتم في السابق إنّ خليج القرن 21 ليس كخليج القرن 20.. ماذا قصدتم؟

يبدو أنّ امريكا، والعالم الخارجي عموماً، لم يدركوا التحوّل الضخم الذي يحدث في الخليج العربي الذي تحول إلى مركز ثقل اقتصادي وسياسي ودبلوماسي ومعرفي وإعلامي جديد، وأنّ الخليج اليوم في موقع مختلف عما كان عليه قبل 20 سنة، حيث لم تعد دول هامشيّة بل هي مراكز لصنع واتخاذ القرار في المنطقة، وأصبحت عواصمه مصدراً للنفوذ بعد أن كانت تستورد النفوذ في السباق. جميع المؤشرات تقول إنّ هذه لحظة الخليج العربي، وهي لحظة استثنائية في التاريخ وستستمر لسنوات طويلة قادمة، مما يعني أنّ خليج القرن 21 ليس كخليج القرن 20. وعلى الجميع إدراك ذلك في تعاملهم مع الخليج الجديد، خاصة واشنطن، التي لم تعد في موقع "تأمر وتطاع" كما كان الحال في القرن العشرين.


● هل تقف العلاقات الخليجيّة الأمريكية بمفترق طرق الآن، بعد تولي الإدارة الجديدة؟

هناك الكثير من المستجدات في العلاقات الخليجية الأمريكية مع مجيء إدارة الرئيس بايدن، التي تقوم حالياً بإعادة تقييم ومراجعة شاملة لعلاقاتها بدول المنطقة، وأولوياتها للخليج العربي والشرق الأوسط عموماً، ويبدو أنّها لم تنجز هذه المراجعة بعد، مما يثير أسئلة، من بينها ما الذي تريده واشنطن من دول الخليج العربي؟ وهل تخطط فعلاً للانسحاب من المنطقة؟ ولماذا اتخذت قرارات تبدو عدائيّة تجاه شركائها في الخليج العربي، خاصة وقف بيع الأسلحة، وأبرزها تجميد مؤقت لصفقة طائرات 35 للإمارات التي حصلت على كافة الموافقات المؤسسية والسياسية؟ علاوة على السؤال الأهم، لماذا هذا الاندفاع الأمريكي الساذج نحو طهران؟.


● قبل أيام أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرتها لإنهاء الأزمة اليمنية، في رأيك ما هي فرص نجاحها لاسيما في ظلّ تعنّت الحوثي؟

لا توجد دولة في العالم أكثر رغبة في وقف حرب اليمن من السعودية ودول التحالف، بدليل أنّ السعودية عرضت أكثر من مبادرة لوقف إطلاق النار في أكثر من مناسبة وتم رفضها من الحوثي، الذي هو المستفيد الأكبر من استمرار هذه الحرب، وهو الذي تسبب في اندلاعها عندما قام باحتلال صنعاء.


● هل تعني أنّ المبادرة تضع الحوثي أمام مسؤوليته في التعامل بإيجابية مع الحل السياسي؟

مبادرة السعودية الأخيرة جاءت لتؤكد من جديد أنّ السعودية مع إنهاء حرب اليمن حالاً وليس لاحقاً، اليوم وليس غداً. وجميع دول العالم المحبة للسلام رحبت بالمبادرة السعودية ما عدا جماعة الحوثي الانقلابية القادمة من كهوف صعدة، والتي تتلقى تعليماتها من إيران، التي تزداد عنجهية وخطورة، ويهمها استمرار هذه الحرب، وهي بالتالي، كما جماعة الحوثي، مسؤولة مسؤولية أخلاقية وسياسية عن استمرار الكارثة الإنسانية في اليمن.


● خلال السنوات الأخيرة تسيّدت الإمارات المشهد العالمي والإقليمي ونجحت في اختراق ملفات كانت لتودي بالمنطقة للهاوية، برأيك هل نحن بصدد تغيير شرق أوسطي وعالمي في موازين القوي؟

هناك زخم إماراتي في الداخل والخارج أصبح واضحاً في ما استطاعت الإمارات تحقيقه خلال 50 سنة، بحيث أصبحت نموذجاً تنموياً ومعرفياً ملهماً وجاذباً لبقية دول المنطقة. فبعد 50 سنة لم يعد من الممكن قول إنّ الإمارات دولة صغيرة، بل هي قوة إقليمية صاعدة ودخلت في قائمة القوى الوسطى في العالم التي تتكون من 33 دولة. كذلك لم يعد من الممكن الحديث عن اقتصاد الإمارات كاقتصاد نفطي وريعي، بل هو ثاني أكبر اقتصاد عربي بعد السعودية، وهو الاقتصاد رقم 27 على الصعيد العالمي، وبلغ طوراً متقدماً من تنويع مصادر الدخل، وأهم ما حدث أنّه تجاوز الاعتماد المرضي على مورد النفط. كذلك على الصعيد الاجتماعي لم يعد مجتمع الإمارات مجتمعاً تقليدياً مغلقاً بل هو مجتمع حديث وتعددي ومعلوم ومنفتح.


والأهم أنّ الإمارات واثقة من نفسها، ومن حاضرها ومستقبلها، وتعرف بالضبط أين تودّ أن تكون سنة 2030 وما بعد ذلك. الثقة بالنفس أكثر ما يميز إمارات القرن 21، وهذه الثقة والطموح هو ما ذهب بها في رحلة نحو كوكب المريخ، وأن تصبح أول دولة عربية تنتج الطاقة النووية السلمية.


ليفانت_ هاجر الدسوقي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!