-
صنع 1400 آلة عود بمفرده.. لبناني يسرد رحلته مع الموسيقا
يجلس اللبناني نزيه الغضبان خلف صورة تظهره عازفاً على العود مع المطرب الراحل وديع الصافي ويستذكر رحلته مع هذه الآلة التي أصبحت جزءاً من حياته قائلاً "العود هو رفيق حياتي، رفيق دربي، استعمله بكل الظروف، بكل المشاعر والأحاسيس إلتي أمر بها، بالفرح بالحزن، بكل الأوقات، دائماً يرافقني العود".
وفي مملكته الخشبية ذات النغمات الأصيلة يقول الغضبان، لتلفزيون رويترز "تقريباً صاروا بحدود 1400 آلة، والمهم إني أعرفهم كلهم، ولكل عود له (ملف) عندي محتفظ فيه، مدون ملاحظاتي عليه، إن كان ملاحظاتي لناحية المواد المصنوع منها أو لناحية صوت العود".
اقرأ المزيد: كورونا يطال الأرز أيضاً.. رحيل الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني
ومحاطاً بتشكيلات متنوعة من الأعواد يشرح الغضبان أسرار إمارته الفنية "أغلب الأعواد مصنوعة يدوياً، في ورش، وبهذه الورش يتم تجميع آلة العود، عامل يشتغل الزند والبنجق، وآخر يشتغل الطاسة، وآخر يشتغل الصدر وفي المرحلة الأخيرة يتم جمع الأجزاء. أنا أرى إذا الشخص (المعلم) هو نفسه اشتغل كل هالمراحل، بيطلع العود عنده شخصية، له شخصية، له كيان شخصي".
ويقدم آلاته مزهوا ويقول إنه يعرف كل قطعة منها "بأحاسيسها وتوزيع نغماتها"، ويحتفظ الغضبان لكل عود بملف خاص يتضمن ملاحظات حول المواد التي صنع منها وشهادة منشأ لأوتاره.
وأستاذ الفلسفة المتقاعد يتقن حرفة صناعة العود ويمضي بعد تقاعده معظم وقته في ورشته مباشرة أسفل منزله مردداً أن صناعة العود الأفضل تصبح أكثر دقة إذا قام بها شخص واحد من الألف إلى الياء ويقول "هذا يمنح شخصية أكتر للعود أفضل من أن تنشغل بمشاغل شخص يجمع البنجك وشخص يجمع الصدر، فإذا جمعهما شخص واحد يصبح لدينا عود بنغمات خاصة مميزة".
وقد أمضى الغضبان الجزء الأكبر من حياته في صناعة آلات العود يدوياً ويرى نفسه مستمرا في القيام بذلك كواحد من مالكي مواردها وخصائصها الصوتية.
ولهذا الغرض فإن الغضبان يعمل على تطبيق التفاصيل وصولاً إلى حف العود أي تهذيبه وإكسابه ملمسا ناعما واختيار نوعية الخشب.
اقرأ المزيد: موسيقا كورساكوف في الرياض ضمن فعاليات (الاحتفاء بالثقافة الروسية)
والغضبان الذي درس الموسيقى في المعهد الموسيقي الوطني في بيروت شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية لهذه الحرفة، بما في ذلك في بيروت والدوحة وشنغهاي وفرانكفورت.
ليفانت - وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!