الوضع المظلم
الثلاثاء ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • صفقة سرية روسية تركية للتخلي عن ادلب تسمح بقتال الأكراد

صفقة سرية روسية تركية للتخلي عن ادلب تسمح بقتال الأكراد
تركيا و روسيا توقعان صفقة سرية بخصوص إدلب تسمح بهجوم عسكري ضد الأكراد

صرح أحد كبار المعارضين في البرلمان التركي أن أنقرة و موسكو وقعتا اتفاقية سرية تسمح لميليشات مدعومة تركياً بتنفيذ هجمات ضد المقاتلين الأكراد في سوريا المدعومين من الولايات المتحدة مقابل تخلي تركيا عن إدلب.

ووفقا لاستجواب برلماني، حصلت (نورديك مونيتور) على نسخة منه، قال أونال شيفيكوز نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي في تركيا، أن تركيا و روسيا وقعتا اتفاقية سرية تسمح لقوات الجيش السوري الحر المدعومة من قبل تركيا بالهجوم على مناطق خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا. ووفقاً لشيفيكوز السفير الأسبق فإن تركيا وافقت مقابل ذلك على سحب قواتها و معداتها العسكرية من إدلب.

في السادس من مايو/أيار 2019، قدم شيفيكوز استجواباً إلى البرلمان سائلاً فيه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن صحة هذه المزاعم.


و رفض الوزير الإجابة عن السؤال ، على الرغم من أنه ملزم بتقديم إجابة خلال أسبوعين، وفقاً للمادة 98 من الدستور التركي.

و أطلقت جماعات مدعومة من تركيا هجمات متزامنة على مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية (واي بي جي) و استولت على بعض القرى , و يعتقد أن هذه الإتفاقية قد تكون السبب الذي أجبر روسيا على التزام الصمت تجاه تلك الهجمات.

و اتهم شيفيكوز الحكومة التركية بالتدخل بالسياسات الداخلية لسوريا، كما طلب معلومات عن الموعد المحتمل لاتصال مباشر مع سوريا، و عن التدابير الأمنية التي ستتخذ لمنع الجماعات الإرهابية من دخول الأراضي التركية إذا ما تم إجبارها على مغادرة إدلب،


و السبب الكامن وراء الموافقة على المهمة البالغة الصعوبة و هي ضمان فصل الجماعات المتشددة عن جماعات المعارضة المعتدلة بما يتماشى مع عملية أستانة/سوتشي لحل النزاع السوري.

وبما أن تركيا تعتبر القوات الكردية جماعات إرهابية تشكل تهديداً لأمنها القومي، فقد قامت بالتهديد بمهاجمة قوات (واي بي جي) التي تسيطر على مساحات واسعة من الشمال السوري.


و لهذا ركزت الحكومة التركية على كسب الدعم من قبل اللاعبين الدوليين في سوريا من أجل تدخلاتها العسكرية. و قد دفع تردد الولايات المتحدة في سوريا أنقرة إلى التقارب مع موسكو. كما بدا أن تركيا أرادت عقد صفقة مع روسيا بخصوص الأكراد، الأمر الذي قد يؤدي بالولايات المتحدة إلى تغيير رأيها.

يعتقد أن شيفيكوز اكتشف هذه الصفقة السرية من خلال علاقاته الواسعة في وزارة الخارجية و التي عمل فيها لسنوات، بالإضافة لكونه يحظى بالاحترام من قبل أعضاء السلك الدبلوماسي التركي.

وأشار بيان مشترك لوزير الدفاع التركي و سفارة الولايات المتحدة في أنقرة يوم السابع من أغسطس/آب 2019 أن الولايات المتحدة تسعى إلى مواجهة الصفقة الروسية.



ووفقاً للبيان فإن تركيا و الولايات المتحدة اتفقتا على إنشاء مركز عمليات مشترك من أجل التنسيق و إدارة عملية إعداد منطقة آمنة في شمال سوريا. و لا تذكر الاتفاقية الأمريكية-التركية أي شيء عن حجم المنطقة أو حدودها و لا عن تواجد قوات (واي بي جي) في هذه المنطقة، و لكنها تقر بنية الحكومة التركية إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

كما كشف تقرير لمرصد حقوق الإنسان أن السلطات التركية قامت باحتجاز مئات السوريين و ترحيلهم إلى إدلب و شمال حلب عبر معبر جيلفيكوزو/باب الهوى الحدودي.


إن إقامة منطقة آمنة جديدة في شمال سوريا سيقدم لتركيا فرصةللأعادة القسرية للسوريين.

و من الممكن أيضاً أنه عندما تقوم تركيا بالإنسحاب من إدلب بما يتماشى مع الاتفاق السري، فقد تقوم بإعادة توطين الجماعات المتشددة التي أجبرت على مغادرة إدلب مع اللاجئين السوريين في المنطقة الآمنة.

إدلب هي المنطقة الكبرى الوحيدة التي مازالت تحت سيطرة قوات مسلحة غير قانونية. في مايو/أيار 2017 اتفق الشركاء الثلاث في عملية سوتشي، روسيا و تركيا و إيران على إنشاء مناطق تهدئة في كل من درعا و الغوطة الشرقية و حمص و إدلب. و لم تقوم تركيا بتحمل أي مسؤولية تجاه أي من مناطق التهدئة الثلاث الأولى ولكنها أبدت اهتمامها في إدلب. و في العام نفسه تم إقامة منطقة تهدئة شمالية في إدلب لتوفير مأوى لمسلحين و عائلاتهم.

عندما قامت الحكومة السورية بالإعداد لتنفيذ الهجوم على إدلب، قام الرئيس الروسي و نظيره التركي بعقد لقاء في سوتشي، في السابع عشر من سبتمبر/أيلول 2018، و قد أدت مباحثاتهما إلى الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، بعمق 15-20 كيلومتر. و تحت هذا الاتفاق نشرت تركيا قوات في إدلب في عشرات المواقع المحيطة بمناطق سيطرة قوات المعارضة في شمال غرب سوريا، كما أقامت مراكز مراقبة لمنع أي تصعيد بين الحكومة السورية و قوات المعارضة.

على الرغم من ذلك، فقد تم اتهام تركيا بأنها متساهلة جداً و تدعم هيئة تحرير الشام،  جبهة النصرة سابقاً و التي كانت الذراع الرسمي للقاعدة في سوريا. فقد كانت تركيا مسؤولة عن منع هذه المجموعات من تنفيذ الهجمات في الأراضي السورية. و في الأشهر التي تلت توقيع الاتفاقية تمت السيطرة على إدلب من قبل ميليشيات هيئة تحرير الشام و التي أصبحت واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في شمال سوريا. وتقوم هيئة تحرير الشام اليوم بالسيطرة على محافظة إدلب إلى حد كبير بما في ذلك العاصمة و الحدود البرية التي تربطها مع تركيا عبر معبر باب الهوى.


المصدر:nordicmonitor

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!