-
زيارة بايدن.. الأولوية لبدء العلاقة السعودية-الإسرائيلية ولو دون قفزات
أفاد الإعلام العبري نهاية يونيو الماضي، بأن الاستعدادات لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتوقعة لإسرائيل في 13 يوليو الجاري، تكتسب زخماً، وكشف موقع "واينت"، أنه "يجري سباق مع الزمن خلف الكواليس، في محاولة للتوصل إلى اتفاقات تطبيع مع السعودية، بهدف حل القضية حتى قبل وصول بايدن إلى الشرق الأوسط".
حيث "تشمل الجهود مع المملكة العربية السعودية كافة المؤسسات الإسرائيلية بأكملها من الجيش الإسرائيلي، والموساد ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية"، وفق ما نقلت "I24"، وذكر التقرير أنه "لا يتوقع أحد أن يكون هناك تطبيع كامل وإقامة علاقات مع السعودية قريباً، لكن المحاولات متواصلة ومستمرة".
اقرأ أيضاً: دور بارز للمرأة السعودية في تسهيل إجراءات "الحج"
تلك التوقعات لم تأتي من فراغ بلا أدنى شك، فمنذ منتصف مايو الماضي، والتقارير التي تتحدث عن تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل، في تزايد مستمر، إذ التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في البيت الأبيض، في التاسع عشر من مايو، بعد يوم على لقاء الأخير مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، ليناقش غانتس مع سوليفان، بحسب "جيروزاليم بوست"، التهديد الذي يمثله الملف النووي الإيراني والتقدم الذي أحرزته الجمهورية الإسلامية بشأنه، ليؤدي توقيت كلا الاجتماعين إلى تكهنات، بأن إسرائيل كانت تنسق الخطوات التالية، بشأن إيران مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
جزيرتا تيران وصنافير
تقع جزيرتا تيران وصنافير في مدخل مضيق تيران، الممر الاستراتيجي القريب من ميناء العقبة في الأردن وإيلات في إسرائيل، وكان البرلمان المصري قد وافق في يونيو 2017، والمحكمة العليا في البلاد في مارس 2018، على صفقة نقل سيادة الجزيرتين إلى المملكة، وقالت الحكومة المصرية حينها إن الجزيرتين كانتا سعوديتين في الأصل لكن مصر "استأجرتهما" في خمسينيات القرن الماضي.
لكن يحتاج إبرام اتفاق جديد بشأنهما إلى موافقة من إسرائيل، بسبب نصوص معاهدة السلام الموقعة مع مصر، وفي الرابع والعشرين من مايو، كشف موقع عبري، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتوسط سراً بين إسرائيل والسعودية ومصر، في محاولة لتأمين تسوية من شأنها أن تكمل نقل جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية، حيث قال موقع "والا" الإسرائيلي، إن الإدارة الأمريكية تسعى من أجل تسوية تكمل نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للسعودية، إلى جانب تنفيذ خطوات للتطبيع بين إسرائيل والسعودية.
اقرأ أيضاً: السعودية: وصول 358 ألف حاج إلى المدينة المنورة
ورأى أنه "في حال نجحت المفاوضات، فقد تمهد الطريق لإجراءات تطبيع كبير من جانب السعودية تجاه إسرائيل، ومثل هذا التطور سيكون اختراقاً مهماً وإنجازاً سياسياً كبيراً لحكومة نفتالي بينيت وحكومة بايدن في الشرق"، وبحسب الموقع، فإن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل ينص على أن تكون جزيرتا تيران وصنافير خاليتين من القوات العسكرية، وأن تتواجد بداخلهما قوات مراقبة دولية، ولذلك فإن إنجاز اتفاق نقل الوصاية على الجزيرتين من مصر للسعودية، يجب أن يحصل على موافقة إسرائيلية وهو ما حدث في عام 2017.
وبتاريخ الثاني من يونيو الماضي، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إسرائيل وافقت على ترتيبات أمنية جديدة تسمح لمصر بنقل السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية، وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل وافقت على أن تتمركز القوات متعددة الجنسيات، الموجودة على الجزيرة، على بعد عدة كيلومترات داخل الأراضي المصرية.
وتوجد قوة متعددة الجنسيات في جزيرتي تيران وصنافير، تتولى تسيير دوريات وضمان استمرار حرية الملاحة في المنطقة، لكن الصحيفة أشارت إلى أن "السعودية لا تريد لهذه القوات أن تبقى بمجرد استعادة سيطرتها على الجزيرتين"، وبالمقابل، تفيد الصحيفة أن المملكة العربية السعودية ستسمح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق مجالها الجوي.
علاقات تجارية وتنسيق أمني
وإلى جانب ملف جزيرتي تيران و وصنافير، فإن التطبيع بين السعودية وإسرائيل فيما لو تم، سيمتد إلى مجالات أكثر عمقاً، وهو ما أشارت إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في التاسع من يونيو الماضي، عندما قالت أن المملكة العربية السعودية تجري "محادثات جادة" مع إسرائيل حول إقامة علاقات تجارية وتعزيز التنسيق الأمني.
اقرأ أيضاً: السعودية.. 11 روبوتاً للتعقيم ومكافحة الأوبئة داخل المسجد الحرام
وقالت الصحيفة إن الرياض وتل أبيب لا تحافظان على علاقات دبلوماسية رسمية، وإن المملكة "توسع المحادثات السرية مع القادة الإسرائيليين"، ويمكن لهذه الخطوة "إعادة تشكيل سياسات الشرق الأوسط وتنهي عقوداً من العداء بين دولتين من أكثر الدول نفوذاً في المنطقة"، وأفادت بأن الرياض دخلت في "محادثات جادة مع إسرائيل لبناء علاقات تجارية والوصول إلى اتفاقيات أمنية جديدة، انطلاقاً من شعور لدى حكام المملكة، بوجود تحول وسط الرأي العام السعودي لصالح إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
حماسة إسرائيلية للتطبيع
بينما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في الخامس عشر من يونيو، بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، منتصف يوليو، من المرتقب أن يتم الإعلان خلالها عن "تعاون أمني غير مسبوق بين إسرائيل والسعودية"، مشيرةً إلى أن "هناك اتصالات متقدمة لإقامة منتدى رسمي وأمني بين إسرائيل والسعودية وعدد من الدول العربية، يعالج قضية الأمن الإقليمي في منطقة الخليج، في مقابل التهديد الإيراني".
ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "البيان حول إقامة المنتدى سيصدر خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الشرق الأوسط، إما في إسرائيل أو في السعودية التي سيتوجه إليها من مطار بن غوريون في رحلة مباشرة"، وأضافوا أن "هذه العملية تعتبر فرصة جديدة لمواجهة التهديد الإيراني، وإقامة المنتدى الأمني "نضج" على مدار فترة طويلة من النقاشات والاجتماعات لمسؤولين إسرائيليين مع نظرائهم في الخليج ومسؤولين أمريكيين".
اقرأ أيضاً: مدينة العلا السعودية.. تسير نحو العالمية
في حين أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، بالتوازي، عن توقعاته حول زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المرتقبة للسعودية، وإلى العلاقة بين وجهات الزيارة المجدولة التي تشمل إسرائيل والمملكة، وقال خلال مؤتمر صحفي، (آنذاك) يائير لابيد: "الناس يفهمون بأن الجميع ينظر الى السعودية، وحقيقة أن الرئيس سيطير الى هناك مباشرة لها دلالتها الرمزية بأنه يوجد علاقة بين الزيارة والعلاقات"، وتابع: "لن تكون قفزة معقولة بالعلاقات مع السعودية، لكن سيكون دفع وتحسينات صغيرة، ومن داخلها سينطلق السلام المرجو مع عدد أكثر من دول المنطقة"، وأردف: "إننا نطلق على هذا بنية إقليمية.. نحن نحاول محاصرة إيران من جانب أمني ومن جانب سياسي".
تلويح أمريكي حول التطبيع المحتمل
أما الولايات المتحدة، فقد أشارت إلى احتمال أن تخطو دول عربية أخرى نحو التطبيع مع إسرائيل، خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المنطقة منتصف يوليو، حيث قالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، في الثاني والعشرين من يونيو الماضي: "نعمل في الكواليس مع بعض الدول الأخرى" غير تلك التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب بموجب "اتفاقيات أبراهام" التي رعاها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عام 2020.
اقرأ أيضاً: أوامر ملكية في السعودية تشمل تعيينات وإعفاءات
وأضافت: "أعتقد أنكم سترون أشياء مثيرة للاهتمام خلال زيارة الرئيس المرتقبة إلى إسرائيل والسعودية"، لتفيد في الثالث والعشرين من يونيو، مصادر أمريكية لموقع "أكسيوس" الأمريكي، بأن البيت الأبيض يعمل على "خارطة طريق لتطبيع" العلاقات بين إسرائيل والسعودية قبل زيارة الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط منتصف يوليو.
وقال مصدر آخر مطلع على القضية، إن البيت الأبيض يعتقد أن أي خريطة طريق للتطبيع ستستغرق وقتاً وستكون عملية طويلة الأمد، موضحاً أنه من خلال خارطة الطريق، فإن البيت الأبيض يحاول خفض التوقعات بشأن ما هو ممكن في الوقت الحالي، وما هو غير ممكن والتركيز على بدء العملية.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!