الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • روسيا والرسائل المتبادلة مع المجتمع المحلي "الدرزي"

روسيا والرسائل المتبادلة مع المجتمع المحلي
روسيا والرسائل المتبادلة مع المجتمع المحلي "الدرزي"

فيما بدا وكأنه دعوة من الأمير "يحيى عامر"، كشخصية اجتماعية معروفة من مدينة شهبا الواقعة شمال مدينةالسويداء، انعقد اجتماع بين وفد من الضباط الروس من مركز المصالحة في دمشق، مع عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية ورجال الدين ومشايخ العقل الثلاثة في محافظة السويداء. هذا بينما أكدت بعض المصادر المقربة من أحد شخصيات اللقاء أن الروس هم من طلبوا هذا اللقاء!. الدرزي


أتى هذا اللقاء بعد حادث إطلاق النار العشوائي من قبل عناصر للجيش في السويداء على تقاطع طريق قنوات، وهم عائدون من مدينة الصنمين في درعا، ما أدى لتعرض بعض المارة لهم وإيقافهم ومسائلتهم عن هذا الفعل الذي أدى لانقطاع التيار الكهربائي وإصابة المحولة الكهربائية، ليتطور الخلاف لمشادات بالكلام، تابع على أثره عناصر الجيش السوري إطلاق النار العشوائي لتفريق الأهالي، ما أدى لمقتل شاب واصابة خمسة نقلوا للمشفى الوطني، حالة اثنان منهم خطرة. الدرزي


حسبما نقل عن الاجتماع أنه تناول موضوع الفلتان الأمني التي تعيشها المحافظة وعدم استجابة الأجهزة الأمنية للمناشدات المتكررة لهم لوضع حد لهذه الظاهرة المستمرة والمتتالية بعد فوضى انتشار السلاح وتزايد عمليات الخطف والقتل المتكررة والتي تهدد السلم الأهلي وأمن المدنيين دون وجود رادع لها لليوم. كما وتطرق اللقاء لبعض القضايا المعيشية وحالة الغلاء المدقعة والإفقار العام السائد في المحافظة، وبعض القضايا المتعلقة بتواجد المسيحين في القرى المحايدة لمحافظة درعا كخربا.. الدرزي


بالعودة للموضوع الأمني والفلتان المرافق، يبدو أن هذا الاجتماع أتى ليرمم ما لم تتمكن منه لقائي القريا وعرى السابقين بحضور عدد من الوجهاء ورجال الدين وبعض قادة الفصائل العسكرية، لمعالجة ذات الموضوع ولم يحرزا أي تقدم به، حيث وعدت اللقاءات والحضور بمعالجة موضوعات الخطف والسرقات وملاحقة أفراد العصابات المعروفة جيدة للأجهزة الأمنية ومنها ما هو مرتبط بها مباشرة. وقد أوضحت الأيام السابقة ضعف هذه المبادرات سوى تسليمها لبعض المخطوفين بيومها وبعض المطلوبين جنائياً، بشكل يبدو وكأنه متفق عليه مسبقاً قبل اللقائين مباشرة، ما جعل الشارع المحلي، ومع استمرار عمليات السرقة والخطف والفلتان الأمني ذاته، يقول أنها لقاءات لتعويم بعض الأشخاص من قادة الفصائل المخلصين للأجهزة الأمنية من ذوي السمعة غير الحميدة شعبياً، بشكل يعادل واقعياً ومجتمعيا قادة "حركة رجال الكرامة" ذات السمعة الطيبة والحسنة وغير المتورطة في هذا الفلتان في الشارع العام. فهل اتى اللقاء بالضباط الروس لتعزيز هذا الموقف أم لتمرير مواضيع أخرى قد تظهرها الأيام القادمة؟. الدرزي


من الواضح هنا ان هذا اللقاء مع الروس أتى بمعناه العام للقول أن هناك من هو صاحب الكلمة العليا والفعل في غالب الأرض السورية كما في السويداء، من هنا لم تكن مصادفة أن يتزامن هذا اللقاء مع محادثات موفق طريف، شيخ عقل طائفة الدروز في فلسطين، مع وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الأوسط، أوليغ بوغدانوف، حول السويداء والطائفة الدرزية في سوريا، ووعد الأخير بأنه سيوصي وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين بإيلاء الاهتمام بالسويداء وبالدروز فيها.


الملفت للانتباه هنا أن هذه الزيارة أتت تالية وبشكل قريب لزيارة طريف لموسكو، وكأن الأحداث في المحافظة خاصة الموضوع الأمني الحاصل في مدينة صلخد الجنوبية، والذي لم ينحل لليوم. والذي كنا قد فصلنا أحداثه الأسبوع الماضي، حيث لم يطلق سراح الضباط الخمسة السوريين المحتجزين لديل فصيل قوات شيخ الكرامة ولم تزل الحواجز العسكرية التي أحاطت بصلخد كما لم يفرج عن رعد بالي من الفصيل أيضاً؛ لتتضح لدى الشارع المحلي وقادة حركة رجال الكرامة أن موضوع الحواجز والنقاط العسكرية التي أحاطت بصلخد هدفها الاقتراب من موقع قائد الحركة في قرية شنيرة، فهي مواقع معززة بالأليات الثقيلة وبمختلف أنواع الأسلحة، ما يهدد امن المحافظة كاملة، وهو ما استشعره موفق طريف وحاول نقله للروس لاحتواء الأمر قبل تطوره غير الحميد، خاصة وأن حركة رجال الكرامة كانت سابقاً قد رفضت إقامة مثل هذه الحواجز العسكرية داخل المحافظة وأوصلت رسائل متعددة للأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة بضرورة إزالة هذه الحواجز التي لا مبرر لها، ولم تستجب السلطات الأمنية في المحافظة.


ماهي السيناريوهات القادمة للمحافظة؟ وما دور مشايخ العقل الثلاثة والوجهاء الاجتماعيين في هذا؟ وأين موقع حركة رجال الكرامة في كل هذه التعقيدات التي باتت تستشعر أنها المستهدفة من هذه التحركات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والجيش والذي لم يحرك ساكناً لأخذ المطلوبين جنائياً في عمليات الخطف والسطو المسلح من باقي الفصائل والمعروفين جيداً للناس بارتباط غالبيتهم بذات الأجهزة! وهل سيتمكن الروس من تفكيك ألغاز السويداء الأمنية هذه وحلها؟


ليفانت - سلامة الخليل


كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!