-
روسيا تناور بين طهران وتل أبيب على الأراضي السورية
-
تكشف المناورات الروسية في سوريا عن محاولات موسكو الحفاظ على مصالحها في المنطقة دون استفزاز إسرائيل أو خسارة التحالف مع إيران
تشهد الساحة السورية تحركات دبلوماسية روسية مكثفة لضبط التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، وسط تزايد الضربات الإسرائيلية على مواقع إيرانية داخل الأراضي السورية منذ اندلاع الحرب على غزة.
وباشرت موسكو إجراء مشاورات متواصلة مع الجانب الإيراني، تستهدف تقييد تحركات طهران وفصائلها المسلحة في سوريا، سعياً لتجنب مزيد من التصعيد الإسرائيلي.
وتسعى القيادة الروسية لإقناع طهران بالامتناع عن شن هجمات من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، خاصة بعد تكرار إطلاق الفصائل الموالية لإيران طائرات مسيرة نحو منطقة الجولان.
اقرأ أيضاً: الجيش الروسي.. يشن أربع هجمات ضد فصائل المعارضة
وتتخوف روسيا من احتمال توسع نطاق الضربات الإسرائيلية لتطال منشآت عسكرية تابعة للنظام السوري، أو اتخاذ تل أبيب قراراً بتوسيع عملياتها جنوبي سوريا.
وتتجنب موسكو إظهار معارضتها العلنية للنشاط الإسرائيلي، خشية دفع تل أبيب نحو زيادة دعمها لأوكرانيا رداً على أي موقف روسي قد تفسره على أنه انحياز لإيران.
وتتبنى روسيا سياسة متوازنة بين طهران وتل أبيب، حيث تقتصر مطالبها لإيران على تنظيم نشاطها وإخفائه عن الرصد الإسرائيلي، دون المطالبة بوقفه كلياً، كما لا تمنع وصول الدعم للفصائل المدعومة من إيران، ومنها حزب الله.
وفي المقابل، تتغاضى موسكو عن الغارات الإسرائيلية المتكررة على المواقع الإيرانية في سوريا، حيث تتلقى إخطارات مسبقة من تل أبيب بشأن الهجمات المزمعة، تجنباً لأي احتكاك بين الطرفين.
وتعهدت روسيا لإسرائيل بتقييد استخدام إيران للمطارات السورية في نقل الأسلحة، غير أن مصادر لبنانية تؤكد استمرار تدفق أسلحة روسية من حيازة النظام السوري إلى حزب الله عبر منطقة البقاع.
ويبرز التمايز في استهداف إسرائيل للقوات السورية، حيث تطال الضربات تشكيلات مرتبطة بإيران كالفرقة الرابعة، متجنبة استهداف الوحدات المرتبطة بالنفوذ الروسي كالفرق 25 و30 والحرس الجمهوري.
وتواصل روسيا تحركاتها في سوريا بما يحمي نفوذها ويمنع إضعاف النظام السوري، محافظة على قنوات الاتصال مع مختلف القوى الفاعلة، في انتظار تطورات قد تدفعها نحو تشديد موقفها من النفوذ الإيراني أو التساهل معه وفقاً لمصالحها في صراعها مع الغرب.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!