الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رقعة المظاهرات تتسع في إدلب.. لماذا انتفض الأهالي ضد تحرير الشام؟

رقعة المظاهرات تتسع في إدلب.. لماذا انتفض الأهالي ضد تحرير الشام؟
رقعة المظاهرات تتسع في إدلب.. لماذا انتفض الأهالي ضد تحرير الشام؟

خاص-ليفانت


شهدت محافظة إدلب خلال اليومين الماضين خروج مظاهرات مناهضة لـ"هيئة تحرير الشام" وزعيمها "أبو محمد الجولاني" في عدة مدن وبلدات، وذلك بعد سيطرة النظام السوري على مناطق واسعة في ريفي حماة وإدلب واتهام الهيئة بالتقصير في صد الهجوم، إضافة إلى فرضها الضرائب على المزارعين والمدنيين، وسط غلاء في المعيشة وعدم توفر الموارد.



وبدأت المظاهرات المناهضة لـ"تحرير الشام" في مدينة سراقب، تبعتها مدن معرة النعمان وبنش وكفر تخاريم وأريحا في ريف إدلب مطالبين بحل "الهيئة" فوراَ، كما خرجت مظاهرة في الأتارب في ريف حلب الغربي طالبت بإسقاط النظام السوري ونددت بـ"تحرير الشام" وطالبتها بالخروج من المناطق التي تسيطر عليها.



وقال "طالب الدغيم" باحث متخصص في الشأن السياسي السوري في تصريح لـ "ليفانت": "خروج المظاهرات ضد تحرير الشام وخصوصاً الحواضر الكبرى للثورة السورية في محافظتي إدلب وحلب، ورفع أعلام الاستقلال ونوعية الهتافات وارتفاع وتيرتها هو دلالة واضحة على حالة الغليان الشعبي ضد سيطرة هذا التنظيم وممارساته ضد المدنيين في هذه الظروف العصيبة، وخاصة أن روسيا والنظام السوري يتذرعون بوجوده ككيان إرهابي ليس طرفاً بالحلول السياسية؛ لقصف المدن والبلدات وتهجير المدنيين، فلم يعد لدى المدني المقيم في الشمال ما يخسره بعد أن تكشف له عدم قدرة الهيئة وحكومتها الإنقاذية على إحداث التغيير أو الإصلاح أو رد عدوان النظام والروس، بل باتوا يرونها عبئاً على استقرارهم نتيجة الضرائب المفروضة والانتهاكات المقصودة من أمنيي الهيئة، ولذلك ستزداد وتيرة المظاهرات التي يعززها التضييق التركي على الهيئة، وهو ما سيكون له نتائج أفضل من الوضع الحالي".



وأكد "الدغيم": "المتظاهرون خرجوا دون التنسيق من مع أي طرف سياسي أو دولي، بل هي جهود من تنسيقيات داخلية ولجان ثورية ناقمة على تأزم الوضع الميداني ووصوله لحالة كارثية بعد تكدس نحو ثلاثة ملايين مدني نازح في شمال إدلب، وتمثل الهيئة طرف رئيسي متسبب في هذا الوضع، فكان خروج المتظاهرين عفوياً، ولا يختلف عن المظاهرات التي خرجت في معبر باب الهوى وأطمه، والتي نددت بتقصير الضامن التركي في حماية المدنيين من العدوان الروسي وحلفائه".



وأضاف: "الروس تذرعوا بوجود الهيئة لقصف المدنيين وتهجيرهم لكنهم لم يدمروا الغوطة بسبب وجود هيئة أو داعش بل لإخضاع المناطق المحررة لسيطرتهم بالقوة أو بالمصالحات، ومع ذلك فإن حل الهيئة سيخفف من وطأة الحملة العسكرية وحالة التهجير والقضم للمناطق بكل تأكيد، لأن هذا التنظيم والتنظيمات الأخرى باتت تشكل تهديد حقيقي للسوريين في مناطقهم وتهدد بمزيد من المآسي والأزمات المحلية والإقليمية والدولية".



كذلك رأت الكاتبة السورية "عائشة صبري" في حديثها مع "ليفانت"، أن "الشعب السوري المحاصر تحت حمم قذائف روسيا والنظام السوري وصل درجة الخناق، فقرر الصراخ بصوت جماعي ومرتفع ليُعبّر عن معاناته المتمثلة بقضية هيئة تحرير الشام وذراعها السياسي المتمثل بحكومة الإنقاذ التي تسيطر على المعابر والموارد المالية وتحتكرها لنفسها في ظل وضع مادي سيء لمعظم السكان، فضلاً عن اتهام الهيئة بعدم استخدام ثقلها العسكري في الدفاع عن المناطق التي خسرناها في الآونة الأخيرة".



ولطالما أثيرت مسألة حل "هيئة تحرير الشام" والتي تلقى رفضاً من بعض فئات الشعب في حين أيدها آخرون، وعزز ذلك وجود رغبة تركية قوية بتغيير نهج الهيئة وحثها على الاندماج مع فصائل المعارضة المعتدلة، والتي تساهم في تجنب الشمال السوري حملات عسكرية من النظام وروسيا عنوانها "محاربة الإرهاب".



من جهته، اعتبر الشرعي العام لـ"تحرير الشام" مظهر الويس دعوات حل "الهيئة" بأنها "دعوة سخيفة" وأنها "تأتي رضوخاً وانسجاماً مع مطالب ومخططات المحتل الروسي"، مضيفاً: "المتابع يعلم جيداً أن الهدف هو الثورة وكل من يحمل السلاح، بل كل من يحمل فكر الثورة حتى لو كان مدنياً، والبصيرون بالسياسة يعلمون هذا جيداً، ويعلمون أن طرحاً كهذا هو أقرب للترهات، ولو لم تكن الهيئة موجودة لفعل العدو نفس الشيء مع غيرها".



أما القيادي "أبو ماريا العراقي" فقد وصف الداعين لحل "الهيئة" بـ"الحمقى وأبواق النظام"، مضيفاً أن هناك "من يحاولون أن يجعلوا من الهيئة سبب ما يجري من قتل وقصف، لكن هؤلاء أعمى الحقد بصيرتهم، وعليهم أن يعتبروا بما حصل في الغوطة وريف حمص الشمالي ودرعا، فلم تكن الهيئة هي التي تسيطر على الأرض، ولم يكن هناك وجود لحكومة الإنقاذ".



وتأتي المظاهرات في وقت يعاني معظم السكان من أوضاع معيشية صعبة، وعلى الرغم من هزائم "الهيئة" العسكرية إلا أن "حكومة الإنقاذ" التابعة لها تفرض ضرائب على المزارعين، على كافة المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، في حين يعاني فيه المزارعون من شح المواسم، وعدم توفر الأسواق لتسويق محاصيلهم، وانخفاض الأسعار مقارنة بالتكاليف العالية للإنتاج، فضلاً عن الآفات الزراعية نتيجة الارتفاع الكبير بأسعار المبيدات الحشرية.



كما أنه مع موجة النزوح الأخيرة لمئات آلاف المدنيين من ريفي حماة وإدلب، عجزت "حكومة الإنقاذ" عن إيجاد حلول لتخفيف أعباء النازحين الذين افترشوا العراء تحت أشجار الزيتون، كما منعتهم من بناء مساكن لإيواء النازحين في الأملاك العامة باعتبارها تابعة لها بشكل رسمي، ما تسبب في حالة استياء شعبي كبيرة جراء هذه التصرفات.



وكانت محافظة إدلب قد شهدت خلال الأسابيع الماضية تطورات متسارعة أبرزها السيطرة على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، وريف حماة الشمالي بالكامل، بعد حملة عسكرية تضمن زحفاً برياً وقصف جوي أسفر عن مقتل مئات المدنيين، حيث تتذرع روسيا بالحملة العسكرية على المنطقة بقتال "تحرير الشام" المصنفة على قوائم "الإرهاب".

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!