الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
رجل العالم الأول
د. إبراهيم بن جلال فضلون

ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - منذ توليه الحكم في ربيع الآخر 1438 هـ، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، ليهل عليه –أيده الله- وعلينا عامه الخامس، بميزان ضبط لتعامل المملكة مع الأحداث الإقليمية والعالمية، وسط تحولات وتغيرات جمة، أسهمت سياسته الحكيمة وما تتسم به من محافظة واعتدال على ثبات الموقع الريادي للمملكة على الصعيد الدولي، وفي دعم الرؤية العربية والإسلامية إزاء القضايا الإقليمية، ورأب الصدع ولم الشمل، والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية.


احتفاءً عم أجواءُنا مواطنون ومُقيمون، وثقة منا أن الدولة - رعاها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين تسعى عبر الملتقيات والندوات وورش العمل الكبرى إلى توفير بيئة عمل مُستدامة للمواطن الذي يبادلها الحُب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني إلتفاف الرعية حول راعيها.

وتُؤكد صفحاتنا في البيعة تاريخاً مشرفاً، حافظت فيه المملكة على شكل البيعة وطريقتها في التاريخ الإسلامي، وكذلك على العبارات الواردة في البيعة، كما تداولتها كُتب التاريخ والرواة، فقبل نحو 1441 عاماً، وقبيل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ظهر مفهوم البيعة في الإسلام، وتحديداً في تاريخ 625م،


وتسمى بيعة العقبة الأولى، وفي نفس المكان، حدثت بيعة العقبة الثانية، ولا يزال موقع البيعة الشهير موجوداً في مكة المكرمة، لتبدأ عصور من تناقل السلطة بين الحكام عبر البيعة على مر التاريخ منذ أكثر من 1400 عاماً.. لتنطلق منها أول بيعة في الدولة السعودية الثالثة منذ دخول الملك عبدالعزيز الرياض قبل نحو 123 عاماً، حتى آخر بيعة في الدولة السعودية الثالثة للملك سلمان بن عبدالعزيز في الثالث من شهر ربيع الآخر 1436، حيث بويع الملك سلمان ملكاً للبلاد خلفاً لأخيه الراحل الملك عبدالله، لتمُر علينا في ذكراها الخامسة مبايعة مباركة جسد فيها - أيده الله - بخطوات مُرتسمة فرحِها في قُلوبنا بملك الإنسانية


ورؤية المملكة المُتجددة 2030 والتي أطلقها ولي عهده الشاب وتقودنا بنهج جديد، عمَّ نفعها أرجاء البلاد (استقراراً ونهضة) على كافة الأصعدة .ففي زياراته الخارجية والمحلية وخطاباته الملكية، تشهد قدراتنا الدولية، ومعززًا الأسس الراسخة التي قامت عليها هذه الدولة المباركة وقيادتها الرشيدة، ليمخر بسفينتنا عباب واقع مؤلم لعالمنا العربي، نتيجة للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دولنا كاليمن الشقيق، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.


خاصة أزمة سوريا التي مازالت تراوح مكانها، ممسكاً بيد عروبتنا في مصر والامارات بعلاقات أخوية وصل مداها للربط البري بمشاريع وُجهت لها العالم بين القارات الآسيوية والأفريقية، لتُحدث تغييراً جذرياً في حياتنا حتى في البروتوكولات التي ظلت صامدة لأمد بعيد حتى جاء ليُغيرها، ويُعيد تحديثها برؤيته الطليعية (MBS) كما يصفه الإعلام الغربي بشيء من الدهشة والإعجاب (في سعودية جديدة)، تحصد نجاحات كثيرة لتتجاوز بدورها الريادي والقيادي، ذلك الحضور إلى حضور مُؤثر جعلنا نُصب أعين كبار قادة الاقتصاديات والعالم الاستثماري، باستراتيجيات مدروسة ومُتنوعة المشارب عززت مسيرتها


(نهضة ومسيرة)، باتت في طليعة الشعوب المُستقرة (تقدماً ورقياً)، ولم تُؤثِّر في مسيرتها التيارات المُغرضة، فقد قهرت كل المُندسين وراءها (تحدياً وانتصاراً -بإذن الله-)، بردع الأصوات الناعقة التي تُحاول النیل منھا، بالتصدي لكافة أشكال العدوان والمیلیشیات الانقلابية المدعومة من إیران بؤرة الصدید في جسد الوطن العربي بتدخلاتھا، باعتداءاتها الإرهابية التي بُترت أذرُعها في المملكة ومصر، تلك هي "الوعي المقاصدي" الذي يُؤكد أنها علامة سعودية خاصة؛ لشعب أثبت أنه واع لما يجب وما يمتنع، ما يصلح وما لا يصلح، ما ظاهره الحلاوة وباطنه المرارة، وما أوله الحماسة وآخره التعاسة.


إنه ملك أصيل اجتهد في حفظ أصالته ونقل ما صنعه أجدادنا وآباؤنا إلى أبنائنا وأحفادنا، وأبدع حتى وصل لهام السحاب وقوة طويق صانعاً من الوطن قبلة حانية ومحراباً لا يتوقف، ليكون اليد الضاربة والعقلية الشائكة والنبض الحاني، ليُصبح بكل فخر -يحفظه الله-، "رجل العالم الأول"، بصفاته الحميدة والإنسانية والإصلاحية التي يتمتع بها على مستوى شعوب الأرض.


أدعو الله أن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم، وأن يمدنا بالعون والتوفيق لخدمة بلادنا الغالية.


النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!