الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رؤساء سورية موظفون أم وطنيون ؟! الرئيس الرابع محمد علي العابد

رؤساء سورية موظفون أم وطنيون ؟! الرئيس الرابع محمد علي العابد
محمد علي العابد

ارستقراطياً ، قانونياً درس مبادئ الفقه الإسلامي ، وسطياً بين الانتدابيين والوطنيين ، سفيراً للدولة العثمانية في واشنطن ،


حمل لقب الأوائل الثلاث ، أول رئيس في عهد الجمهورية ( فقبل إعلان الدستور كان لقب من سبقه رئيساً للدولة )


وأول رئيس منتخب وأول رئيس عربي .


في قصر العابد بسوق ساروجة الذي يعتبره السوريون والدمشقيون على وجه الخصوص حتى اللحظة معلماً مهماً من معالم المدينة


ولد الرئيس السوري الرابع محمد علي العابد عام 1867 و رغم تعرض القصر للحرق ثلاث مرات خلال حكم العهد الأسدي في منتصف ثمانينات


القرن الماضي بسبب (ماس كهربائي ) و عاما 1993 و 2006 وكأنها محاولة لطمس التاريخ.


ينحدر العابد من عائلة عربية تنتمي إلى قبيلة الموالي التي استوطنت بلاد الشام في العهد العباسي وتعد العائلة من صفوة المجتمع العثماني


العربي في حينه وكان يعد الرئيس واحداً من أغنى رجال بلاد الشام و والده أحمد عزت باشا السكرتير الثاني للسلطان عبدالحميد الثاني


الأكثر نفوذاً في البلاط .


تلقى الرئيس تعليمه في دمشق و بيروت و المرحلة الثانوية في اسطنبول ودرس في باريس الحقوق والتشريع الروماني ومبادئ الفقه الإسلامي


وكان حافظاَ للقرآن .


 


عمل مستشاراً لوزارة الخارجية العثمانية ثم سفيراً في واشنطن ، ولم تدم سفارته سوى بضعة أسابيع لخلع السلطان عبدالحميد الثاني 1908


من منصبه و تنصيب أخيه محمد الخامس وبذلك أقيل العابد ، وغادر والده اسطنبول متخفياً على متن باخرة خاصة وبقي الرئيس متنقلاً بين العواصم


الأوربية ولم يعد لدمشق إلا بعد الإعلان عن الانتداب الفرنسي 1920 و خلال فترة تواجده هناك اكتسب صداقة العديد من السياسيين


والدبلوماسيين الأوربيين .


 


عينه الجنرال غورو المندوب السامي الفرنسي على سوريا ولبنان في مجلس الهيئة التشريعية ” ضم خمسة عشر عضواً من مختلف المدن السورية ”


ووزيراً للمالية في عهد الرئيس الأول صحبي بركات الذي تزوج من ليلى ابنة محمد علي العابد لفترة وجيزة وبعد الطلاق أخذ العابد بالتقرب من


الكتلة الوطنية واستضاف رجالاتها في قصره باستمرار .


 


بعد استقالة حكومة بركات 1925 انصرف العابد لحياته الخاصة في إدارة ممتلكاته والأعمال الخيرية وقراءته حيث كان مولعاً بالأدب الفرنسي ،


وعند إعلان الجنرال هنري بونسو دستور 1931 الذي تم تعليقه لفترة ليست بالقصيرة رشح العابد لرئاسة الجمهورية وكان على أبواب السبعين


من عمره ضد حقي العظم المدعوم من المفوضية الفرنسية وهاشم الأتاسي الشخصية القوية في الكتلة الوطنية وحصل شبه اتفاق بين


المفوضية والكتلة لانتخاب العابد في 11 حزيران 1932 رئيساً للجمهورية لاعتباره وسطياً بين الأثنين الانتدابيين والوطنيين ، قد نال وسام


الجمهورية الفرنسية من الرئيس ألبير فرانسوا لوبران باعتباره أول رئيس للجمهورية .


 


تعرضت السلطة الرابعة ” الصحافة ” للرئيس العابد ، و وصفته بالبخيل وغير الوطني وطالبته بنقل أمواله من بنوك أوربا وأمريكا والاستثمار في سوريا


على أنه كان يملك شركات و فنادق في أوربا وأمريكا وبالفعل استجاب للسلطة الرابعة و قام بشراء أسهم في شركة الإسمنت الوطنية


على غرار شرائه لأسهم  في قناة السويس وفتح العديد من المشاريع .


 


لم يفوت المجلس النيابي أية فرصة في مهاجمته أمام صمت شعبي انفجر كالبركان بوجهه عندما وافق على بنود معاهدة الصداقة الفرنسية 1933


التي انتهكت السيادة والاستقلال والوحدة وقوبلت برفض برلماني بأغلبية ثلثي المجلس وزادت النقمة الجماهيرية عليه حين أصدر عفواً


عن نيازي الكوسا المحكوم بالسجن عشر سنوات إثر محاولته اغتيال الزعيم إبراهيم هنانو ، حيث أطلق الكوسا النار على هنانو وبأمر من


الفرنسيين في قريته وأصابه بقدمه ، وكان هذا العفو بمثابة الشرارة التي دفعت الجماهير للتظاهر ضده وصادف ذلك زيارته لحلب الغاضبة


التي شهدت تظاهرات ومصادمة مع رجال الشرطة اعتقل على اثرها العديد من المتظاهرين و في مقدمتهم سعد الله الجابري الأمر الذي


زاد النقمة عليه وعلى رئيس حكومته تاج الدين الحسني .


 


يحسب للرئيس العابد اصداره للعديد من المراسيم التشريعية والقوانين التي اسهمت في بناء الدولة ومنها مرسوم صرف رواتب


لأسر الشهداء و مرسوم منح الجنسية وقانون الاحوال المدنية و وضع موازنة لمشاريع التنمية والتطوير وأوفد بعثات تعليمية لأوربا


وأحدث غرفة الصناعة والتجارة ونتيجة للترشيد الاقتصادي استطاع تخفيض اصول الديون السورية إلى النصف ، ولكن صعود الكتلة الوطنية


وسيطرتها على المجلس النيابي دفعه للاستقالة في 21 كانون الأول لسنة 1936 متعللاً بحالته الصحية قبل أن ينهي فترته الرئاسية الدستورية


ومدتها خمس سنوات . ولم يتردد المجلس بقبول الاستقالة وانتخاب هاشم الأتاسي رئيساً خامساً لسوريا عندها توجه العابد إلى باريس


وبقي هناك حتى وفاته عام 1939 .


 


السيدة الأولى


وجدت نفسي مضطراً للتعريج على بعض أعمال السيدة الأولى زهرة خانم اليوسف التي تنحدر من عائلة كردية زوجة الرئيس العابد


وبعض سيدات المجتمع للوقوف على حالة الوعي المتقدمة والمساهمة النسائية الفعالة في تلك. 


ليفانت-طه الرحبي


 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!