-
رؤساء سوريا وطنيون أم موظفون سامي الحناوي .. الانقلاب البريطاني
إذا ما وصف انقلاب حسني الزعيم الرئيس السوري الحادي عشر على شكري القوتلي بالانقلاب الأمريكي الساعي لتنصيب حكومات عسكرية موالية لها في الشرق الاوسط فإن انقلاب الرئيس سامي الحناوي على حسني الزعيم الذي تولى الرئاسة ليومين فقط وصف بالانقلاب البريطاني ولاسيما بعد إعدام الزعيم ورئيس الوزراء محسن البرازي خلال الساعات الأولى من الانقلاب الذي كان فاتحة للصراع السياسي الدموي الذي لم يعرف من قبل على اختلاف المواقف بين الفرقاء قدم على .
ولد الحناوي المقرب من الحزب القومي السوري الاجتماعي في مدينة حلب عام 1898 وبدأ معلماً قبل أن يلتحق بالكلية العسكرية في إسطنبول ويشارك في الحرب العالمية الأولى ثم التحق بالمدرسة الحربية بدمشق وتخرج منها ضابطاً وكان من المشاركين في حرب فلسطين 1948 .
نظراً للصداقة التي جمعت الرئيس حسن الزعيم بالحناوي قام الأول بترقيته من رتبة مقدم إلى عقيد بينما رقى نفسه لرتبة زعيم بعد يوم واحد من انقلابه وتسلمه للسلطة لرتبة الزعيم وفقاً للمرسوم رقم (1) بتاريخ 15 أب لسنة 1949 وأصبح رئيساً للأركان بالوكالة وقائداً عاماً للجيش كما رفعه الرئيس هاشم الأتاسي لرتبة لواء في الحادي والعشرون من تشرين الثاني لنفس السنة .
أثار تسليم الرئيس حسني الزعيم الدكتور أنطوان سعادة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي للحكومة اللبنانية و أعدمه يوم 8 تموز 1949 بعد أن أعطاه الأمان استياء الضباط المنتسبين للحزب والمقربون منه وعلى رأسهم الحناوي الذي أعد العدة لتنفيذ الانقلاب الثاني في سوريا بعد 137 يوماً من الانقلاب الأول بمشاركة السياسي السوري البارز أكرم الحوراني الذي ارتبط اسمه بالعديد من الانقلابات وعديله محمد أسعد طلس أحد كبار موظفي الخارجية السورية و بمساعدة مجموعة من الضباط يوم 14 اب لسنة 1949حيث قامت المجموعة الأولى بمحاصرة منزلي الزعيم والبرازي واعتقالهما وأعدماهما بدون محاكمة وفقاً لغالبية المرجع رغم إعلان الحناوي أن قرار أعدماهما صادر من المحكمة العسكرية بينما قامت المجموعات الأخرى بالاستيلاء على المفاصل المهمة في الدولة ، وارتكب الحناوي خطيئة كلفته حياته بإعدامه للرئيس الزعيم ورئيس الوزراء البرازي.
وخلال الساعات الأولى من الانقلاب تم تشكيل لجنة من بعض الشخصيات الوطنية على رأسها هاشم الاتاسي و فارس الخوري وناظم القدسي ورشدي كيخيا بالإضافة إلى أكرم الحوراني وقررت اللجنة أعادة الحياة الدستورية للبلاد على أن تكون هناك حكومة مؤقته برئاسة هاشم الأتاسي ليعلن الحناوي الانتهاء من مهمته المقدسة حسب قوله والعودة للجيش ولم يخلوا الأمر من تدخل قائد الانقلاب في الأمور الإدارية من خلال المراسيم التي يقوم بإرسالها للحكومة بعزل وتعيين بعض الموظفين وحفاظاً على الاستقرار كانت تستجيب الحكومة التي عملت بالأحكام الصادرة بعهد الزعيم وأقرت الاتفاقيات التي أبرمها .
ما أن استقرت البلاد وعادت الحياة الدستورية حتى أقدم أديب الشيشكلي على الانقلاب الثالث في 19 كانون الأول 1949 وكان بمثابة رد أمريكي على الإنكليز وبرر الشيشكلي الانقلاب بأنه وزملائه الضباط شعروا أن الحناوي الذي دعاهم لمناقشة مشروع الاتحاد السوري العراقي يتربص بهم وعليه قرروا الانقلاب عليه وقاموا باعتقال الحناوي في 16 كانون الأول 1949 وبعد ثلاثة أيام فقط أعلن انقلاب الشيشكلي و فضل الحناوي اللجوء إلى بيروت بعد خروجه من السجن .
اعتبرت عائلة البرازي أن ابنها قتل غدراً وبدون سبب وعليه سعت للثأر من الحناوي وكان لها ذلك عندما تقدم هرشو البرازي في 30 تشرين الأول لسنة 1950 من الحناوي وأرداه قتيلاً وسط مرافقته ثأراً لأبن عمه .
طه الرحبي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!