الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
ذكرى سبتمبر وتقهقر التنظيمات الإرهابية
خالد الزعتر

تحلّ الذكرى السابعة والعشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر بعد أيام قليلة من مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، في 31 يوليو 2022، في العاصمة الأفغانية كابل، ما يرفع من مستوى الخسائر التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية والذي يعد تنظيم القاعدة هو التنظيم الأم الذي خرج من رحمه جميع التنظيمات الإرهابية، ولا ننسى أيضاً السقوط المدوي لجماعة الإخوان وتراجع شعبيتها في الشارع العربي ما قاد إلى محاصرة الفكر المتطرف.

لقد كانت عملية مقتل أسامة بن لادن وصولاً إلى مقتل أبو بكر البغدادي وانتهاء بمقتل أيمن الظواهري، حيث تعد عملية مقتله أكبر ضربة تعرض لها تنظيم القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن فاتورة باهظة الثمن على التنظيمات الإرهابية قادت تنظيم القاعدة إلى الدخول في حالة من التقهقر وإدخاله في حالة من الانكفاء على نفسه ورفع مستوى الخلافات الداخلية الذي سيقود بلا شك إلى تفكيك التنظيم من الداخل، خاصة وأن مقتل أيمن الظواهري رفع حدة الصراعات الداخلية الآخذة في التوسع لنقل قيادة التنظيم من جذورها التاريخية من منطقة (أفغانستان – باكستان) إلى أفريقيا.

تعتبر الحالة الفوضوية هي الأرضية الخصبة التي تعتاش منها التنظيمات الإرهابية، ولقد شكلت مرحلة الربيع العربي والحالة الفوضوية التي عاشتها المنطقة العربية فرصة مهمة للتنظيمات الإرهابية لاستعادة موقعها، وهو ما قاد إلى ولادة تنظيمات إرهابية جديدة مثل "تنظيم داعش وجبهة النصرة"، والتي خرجت جميعها من رحم تنظيم القاعدة، ولذلك فإن الانحسار الذي يعيشه تنظيم داعش بجانب استعادة الاستقرار في المنطقة بعد سقوط الإخوان في مصر وبقية مناطق الربيع العربي لا شك أنّه شكل ضربة قاصمة للتنظيمات الإرهابية، وهي التي كانت تحاول لأجل توظيف الحالة الفوضوية لمصلحة زرع جذورها في المنطقة العربية.

جاء تأسيس التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أسسته المملكة العربية السعودية ليشكل ضربة قاصمة للتنظيمات الإرهابية والفكر المتطرّف، فهذا التحالف يقوم على استراتيجية شاملة تجمع الأمني والعسكري والإعلامي والفكري في الحرب على الإرهاب، وهي بلا شك استراتيجية جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل والتي كانت تركز سابقاً على البعد الأمني والعسكري فقط، متجاهلة أهمية البعد الإعلامي والفكري، وبالتالي فإن الاستراتيجية التي تبنتها السعودية عبر قيادتها للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والدور الذي يقوم به مركز المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) والذي تشرف عليه السعودية والذي يلعب دوراً في مكافحة التطرف واجتثاث جذوره، والتصدي له وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، والذي ساهم في نشر الوسطية وفضح التنظيمات المتطرفة والإرهابية وجميعها استراتيجيات ساهمت إلى حد كبير في محاربة التنظيمات الإرهابية من جذرها.

لكن تبقى الحلول السياسية للأزمات التي تعيشها المنطقة (الأزمة السورية والليبية) غاية في الأهمية لأن استمرارية هذه الأزمات تعطي التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية فرصة لإعادة انتعاشها وإعادتها للواجهة مرة أخرى، ولذلك فإن الجامعة العربية مطالبة ببذل جهود لتحقيق التسوية السياسية في هذه الملفات لأن الإدارة الدولية عبر (الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي) أثبتت فشلاً ذريعاً في حلحلة هذه الأزمات.

 

ليفانت – خالد الزعتر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!