الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
دراسة تربط فترات النوم وتوقيته مع الإصابة بالخرف
الخرف

يوجد في بكين أكبر مجموعة من المصابين بالخرف في العالم، وهو اضطراب تنكس عصبي، إذ يعيش ما لا يقل عن 6٪ من كبار السن، أو واحد من كل 20 شخصاً يبلغ من العمر 60 عاماً أو أكثر، مصاباً بالخرف.

ووفق ما عرضه موقع "ميديكال نيوز توداي" نقلاً عن دورية الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة، ربطت دراسة سكانية صينية حديثة على كبار السن في المناطق الريفية بالصين بين النوم لفترات طويلة وتوقيت النوم المبكر وزيادة خطر الإصابة بالخرف.

وتوصلت الدراسة كذلك إلى أنه حتى في أولئك الذين لم يصابوا بالخرف أثناء فترة الدراسة، لا تزال هناك إحتمالية أن تكون لديهم درجة من التدهور المعرفي المرتبط بالنوم المطول ووقت النوم المبكر، ولكن كان الاكتشاف، الجديد من نوعه، جلياً فقط في كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عاماً والرجال بشكل خاص.

اقرأ أيضاً: ألعاب الفيديو.. أداة ممكنة لتجنب الخرف

والنوم عملية بيولوجية معقدة، ترتبط التغيرات المرتبطة بالشيخوخة في توقيت النوم وجودته بالاضطرابات المعرفية، ووفق ما صرحت الدكتورة فيرنا بورتر، اختصاصية الأعصاب ومديرة قسم الخرف ومرض الزهايمر والاضطرابات العصبية الإدراكية في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، والتي لم تساهم في البحث الحالي، إنه "من المهم أن [تقوم] دراسات بتقييم السكان غير البيض (القوقازيين)، وأغلبهم من سكان المناطق الحضرية من أميركا الشمالية أو أوروبا الغربية"، لافتةً إلى أن الدراسة الصينية الجديدة ركزت على "تقييم البالغين الريفيين من الصين، بما يشمل ممارساتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية الفريدة من نوعها".

ويتوجه كبار السن في المناطق الريفية بالصين عادةً إلى النوم والاستيقاظ مبكراً، ويحصلون على جودة نوم أقل من الأشخاص في المناطق الحضرية بصفة عامة، وتلفت الأبحاث إلى أن الخرف يحدث في كثير من الأحيان في المناطق الريفية من البلاد أكثر من المناطق المتقدمة.

وكانت الغاية من الدراسة، التي باشرت في عام 2014 بواسطة علماء من مجموعة من المؤسسات والمراكز البحثية الصينية والتي تضمنت كبار السن في المناطق الريفية في مقاطعة شاندونغ الغربية، هو "فحص ارتباطات خصائص النوم المبلغ عنها ذاتيًا (على سبيل المثال، الوقت الذي يمضونه في السرير وتوقيت ومدة وجودة النوم) وبين متلازمة ومتلازمة إيلرز دانلوس مع الخرف العرضي ومرض الزهايمر والتدهور المعرفي، مع الأخذ في الاعتبار حساب التفاعلات المحتملة [نتيجة للاختلافات في] السمات الديموغرافية والنمط الجيني APOE".

وأفصحت النتائج عن أن خطر الإصابة بالخرف كان أعلى بنسبة 69٪ للأفراد الذين ناموا أكثر من 8 ساعات، مقابل 7-8 ساعات، وكذلك تضاعفت المخاطر بالنسبة لأولئك الذين يخلدون للنوم قبل الساعة 9:00 مساءً، مقابل 10:00 مساءً أو بعدها.

أيضاً توصلت الدراسة إلى أن هناك ارتباطاً بين النوم مبكراً أو متأخراً مع تقلص أكبر أو أقل في درجة التدهور المعرفي بين الرجال ولكن ليس لدى النساء.

واستنتجت الدكتورة بورتر أن الأسباب الممكنة خلف زيادة مخاطر التدهور المعرفي لدى الرجال بأنها تعود إلى "التوقعات الثقافية [فيما يتعلق بـ] الأدوار التقليدية للجنسين، وتأثيرها على اختيار الوظيفة والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية، بما يمكن أن يؤثر بشكل مختلف على الرجال في المناطق الريفية في الصين نظراً لدورهم المتكرر باعتباره الدور الأساسي، أي أن الرجل هو "المعيل" ومشاركته التقليدية في العمل تتطلب جهداً بدنياً أكبر ويحتمل أن يكون مرهقًا".

ويتأمل الباحثون بأن النتائج التي توصلوا إليها، يمكن أن "تسد فجوة المعرفة جزئياً" فيما يرتبط بالأشخاص ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، لافتين إلى أن نتائجهم ينبغي أن تشجع على مراقبة كبار السن "الذين ينامون لفترات طويلة ويأوون إلى فراشهم مبكراً، خاصة الأكبر سناً (الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عاماً) والرجال"، فيما يمكن أن تبحث الدراسات المستقبلية في سبل تقليل ساعات نومهم وتعديل المواعيد بما يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!