-
خان شيخون وشمالي حماة خالية من ثوارها.. والأتراك محاصرون
بسام الرحال – إدلب
حققت قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي مزيداً من التقدم على حساب فصائل المعارضة في محافظتي حماة وإدلب، بعد أن استطاعت دخول مدينة "خان شيخون" الاستراتيجية إحدى أهم مدن الجنوب في إدلب، بالإضافة إلى سيطرته على ريف حماة الشمالي بالكامل ومحاصرته نقطة المراقبة التركية التاسعة المتواجدة في مورك، وذلك بعد انسحاب الفصائل المقاتلة من المنطقة خوفاً من الحصار.
وبحسب قيادي عسكري ضمن غرفة "عمليات الفتح المبين" طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن معارك عنيفة بين فصائل المعارضة وقوات النظام استمرت طيلة الليلة الفائتة في مدينة خان شيخون أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين الطرفين، أسفرت عن توغل النظام داخلها وسيطر على جسر خان شيخون من الناحية الجنوبية، ما أدى إلى محاصرة المدينة، وإطباق الحصار أيضاً على الفصائل المقاتلة في ريف حماة الشمالي.
وأضاف القيادي أن "فصائل المعارضة أُجبرت على الانسحاب من خان شيخون تحت وطأة القصف العنيف، وذلك بعد أن صعّدت روسيا من قصفها الجوي بصواريخ شديدة الانفجار، بالإضافة إلى انسحاب الفصائل المرابطة على جبهات ريف حماة الشمالي في وقت متأخر من ليلة أمس، وذلك بعد أن أصبحوا شبه محاصرين في مدن كفرزيتا ومورك واللطامنة وبلدات أخرى، ولم يبق لهم سوى منفذ ترابي شرقي خان شيخون قد تتمكن قوات النظام من رصده، بينما بقيت عدة مجموعات ضمن نقاط المراقبة التركية المنتشرة بمدينة مورك وقرية شير مغار".
وأكد القيادي أن الفصائل أمنت خروج جميع عناصرها من المنطقة بعد اشتباكات عنيفة ليلة أمس على محاور خان شيخون، وعاودت التمركز على الخطوط الدفاعية في التمانعة جنوبي إدلب"، مشيراً إلى أن مدن وبلدات ريف حماة الشمالي باتت خالية تماماً من أي تواجد عسكري أو مدني.
بدورها، اعترفت الجبهة الوطنية للتحرير على لسان ناطقها الرسمي "ناجي مصطفى" بانسحاب الفصائل من المنطقة، عازياً ذلك للهجمة المسعورة والقصف العنيف المستمر الذي تعرضت له قرى وبلدات ريف حماة الشمالي.
وأضاف: "كان من الطبيعي جداً أن تقوم وحداتنا المقاتلة بتغيير مواقعها والتحيز عن بعضِ المواضع التي بات من العسير تأمين خطوط إمدادها، وإعادة الانتشار في مواضع أخرى تؤمن إمكانية الاستمرار في المقاومة"، نافياً وجود أي تخاذل أو من الفصائل لتسليم المناطق المذكورة للنظام كما يشاع، حسب قوله.
وبتغير الخارطة العسكرية في المنطقة لصالح النظام أصبحت نقطة المراقبة التركية في مورك شمالي حماة محاصرة بشكل شبه كامل، وقطعت جميع طرق إمدادها، حيث أعلنت تركيا اليوم الثلاثاء، أن النقطة باقية في المنطقة لن تنتقل إلى مكان آخر، وذلك بعد يوم من استهداف النظام لرتل عسكري تركي ضخم في بلدة "حيش" جنوبي إدلب ومنعه من التقدم، أثناء توجهه إلى نقطة المراقبة التاسعة في مورك.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "أنقرة تجري اتصالات على المستويات كافة مع روسيا على خلفية واقعة الهجوم على الرتل التركي"، مطالباً النظام السوري "عدم اللعب بالنار"، بحسب تعبيره.
وعلى الرغم من انسحاب فصائل المعارضة من ريف حماة، لم تدخل قوات النظام حتى الآن هذه المناطق، خوفًا من عمليات انغماسية أو كمائن محتملة، في حين يترقب أهالي محافظة إدلب ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة، حيث من المتوقع أن يبدأ النظام هجوماً جديداً باتجاه مدينة معرة النعمان بعد دخوله المناطق التي انسحبت منها الفصائل، والتي تعتبر المدينة الأكبر في ريف إدلب الجنوبي وإحدى أبرز المدن الثائرة بوجه النظام السوري.
وبسيطرة قوات النظام السوري على مدينة خان شيخون تتلقى المعارضة ضربة موجعة، إذ تعتبر أهم المدن في المنطقة كونها نقطة التقاء محافظتي حماة وإدلب، وتقع على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب الذي يسعى النظام بشتى الوسائل إلى إحكام سيطرته عليه.
و يخشى أهالي شرق الأوتوستراد من محاولة تقدم قوات النظام، الأمر الذي قد يزيد من أعداد النازحين الذين يعاني معظمهم أزمة إنسانية صعبة، حيث بلغ عددهم منذ بدء الحملة العسكرية على إدلب، في 2 من شباط الماضي، أكثر من 133 ألف عائلة تضم 869 ألف نسمة، 141 ألفًا منهم نزحوا خلال الأسبوع الماضي فقط، بحسب فريق "منسقو الاستجابة".
خان شيخون وشمالي حماة خالية من ثوارها.. والأتراك محاصرون خان شيخون وشمالي حماة خالية من ثوارها.. والأتراك محاصرون
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!