-
خاص ليفانت : مهمة "إيريني" الأوروبية لحظر نقل السلاح إلى ليبيا.. هل ستنجح ؟
أطلق الاتحاد الأوروبي عملية جديدة "إيريني" "IRINI" والتي تعني باللغة اليونانية "السلام" لدعم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، في البحر الأبيض المتوسط بسفينة حربية فرنسية وطائرة دورية من لوكسمبورغ. وتشارك ألمانيا في هذه المهمة بـ 300 جندي. الخطوة هذه جائت محاولة من دول الاتحاد الأوربي ان يظهر التزامه بمخرجات مؤتمر برلين والذي عقد خلال شهر يناير 2020 .
وتمكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال شهر فبراير 2020، التوصل في بروكسل، الى اتفاق حول عملية "أيريني"، ولكن تأخر اطلاقها بسبب خلافات داخل دول الاتحاد خاصة مابين اليونان وايطاليا. والهدف من عملية "إيريني" هو وقف تدفق الاسلحة الى ليبيا عبر البحر المتوسط وتتخذ قيادة العمليات البحرية الجديدة، روما مقرا لها و تشارك في هذه المهمة البارجة الفرنسية "جان بار" . <1>
وتقول تقارير اخرى: انه تم تعيين قيادة عملية "إيريني" لإيطاليا واليونان كل ستة أشهر بالتناوب، وستضم العملية ثلاث سفن من فرنسا واليونان وإيطاليا، وفريق صعود مالطي واحد وثلاث طائرات دورية مباشرة من ألمانيا ولوكسمبورغ وبولندا، ونفس عدد السفن والطائرات للدعم المرتبط.
عملية "إيريني" بديلا الى عملية "صوفيا"
لقد جائت عملية "أيريني" وفقا لقرار مجلس الامن رقم 2292 و بديلا الى عملية صوفيا البحرية التي انطيقت عام 2015، من اجل مكافحة جريمة تهريب البشر والمهاجرين غير الشرعيين من السواحل الليبية الى ايطاليا واسبانيا، واضيفت لها بعد ذلك مهمة حظر الاسلحة الى ليبيا. وسوف تحصل عملية "أيريني" على خدمة الأقمار الصناعية والتصوير الجوي من اجل توثسق اي اتهاكات وتقديم تقاريرها إلى مجلس الأمن. <3>
يذكر ان مجلس الأمن مشروع القرار البريطاني الداعم لمخرجات مؤتمر برلين بشأن ليبيا والداعي إلى وقف إطلاق النار بتصويت 14 دولة وامتناع روسيا عن التصويت في 12 فبراير 2020. <4>
وأكد الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بوريل :" على أن الهدف الأساسي لعملية "إيريني" هو منع تدفق الأسلحة الى ليبيا ، مشيرا إلى أن البعثة ستقدم الدعم لاعتقال المجرمين والمشاركة في تدريب القوات الليبية ، وتكمن أهمية < إيريني> في حظر الأسلحة المفروض على ليبيا ، وقد تم إطلاقه لهذا الغرض فقط ، وسيسمح لنا بمراقبة ذلك. لكنها ستدرب أيضًا خفر السواحل الليبي وستعمل على مراقبة المجرمين. " <5>
لكن فايز السراج ،رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية لم يتردد باعلان رفضه الى المهمة الأوروبية ، الى جانب رفض الرئيس اردوغان الى مهمة "إيريني"، كونها تتعارض مع دعمه العسكري الى حكومة فايز السراج.
وتواصل الحكومة التركية تهريب الأسلحة إلى ليبيا برّا وبحرا وجوّا، لتزويد الميليشيات الموالية لها في طرابلس، بهدف إطالة أمد الحرب بما يتناسب مع أجنداتها والمزيد من تعزيز وجودها في المنطقة. <6 >
وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها الأمم المتحدة والعمل من أجل وقف إطلاق النار الذي أبدته جميع الجهات الدولية الفاعلة الرئيسية بما في ذلك الاتحاد الأوروبي في مؤتمر برلين في يناير2020 ، فمازال القتال مستمرا في ليبيا.
يبدو إن الاتحاد الأوروبي، حريص هذه المرة الى ايقاف تدفق الاسلحة عبر البحر، وربما تاتي بعدها خطوات حظر الاسلحة وتدفق المقاتلين عبر البر والجو، تأكيد الى مخرجات برلين، ولو نجحت دول الاتحاد في الاستمرار في مهام عملية"إيرين" سوف تعمل على إضعاف الميليشيات في ليبيا ، وربما تسرع في إيجاد حل سياسي للصراع في ليبيا.
لكن رغم ذلك تبقى الآمال محدودة في إيجاد حل سياسي في ليبيا، وهذا ماكان واضحا في تصريحات رئيس الدبلوماسية الأوروبية "جوزيف بوريل". وربما غياب المراقبة البرية والجوية على الحدود الليبية، او الموقف الروسي غير الداعم الى عملية "ايرين" وغياب "الناتو" سببا في تراجع تلك الطموحات . إن زيادة الرقابة على حكومة أردوغان بحظر تصدير الاسلحة الى ليبيا، من شأنه ان يدفع يعيد أردوغان "سيناريو" ورقة الهجرة من جديد ضد حدود الاتحاد الأوروبي.
جاسم محمد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!