الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
حميميم.. قضية أبناء السويداء والحراك المجتمعي الفاعل
السويداء

 ليفانت – سلامة خليل 


 


 




بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها صور لشباب السويداء وهم ينتظرون الحافلات التي ستقلهم إلى اللاذقية، ومن بعدها ستتولى روسيا نقلهم إلى ليبيا عبر قاعدتها في حميميم، استنفرت كل مواقع التواصل الاجتماعي في المحافظة، وعلى اختلاف توجهاتها للتنديد بما يجري، وضجت الصفحات بالتذكير بأننا نعم كنا في ليبيا، ولكن أطباء، ومهندسين، ومعلمين، وأصحاب مهن حرة، ساهمنا ببناء ليبيا، وكثير منا بنى مستقبله هنا من الجهد الذي بذله هناك، ولكن أن يذهب شبابنا اليوم للقتال؟ هذا عار لا يمكن أن نسمح به! ومهما ساءت أوضاعنا المالية لن يكون شبابنا قتلة مأجورين، يرتزقون على دماء من ساهم يوماً بتأمين مستقبلهم. 


 




 


هذا الضخ المتواصل عبر الصفحات، حرّك شيوخ ووجهاء السويداء للتواصل مع الروس والطلب منهم بعدم استقبال شباب السويداء، والزج بهم في هذه المقتلة المشينة. فكانت الاستجابة الروسية لافتة، بحيث أبقتهم في معسكر الطلائع في اللاذقية الذي حولته إلى مركز تجميع للمرتزقة، فعاد قسم كبير منهم مباشرة، فيما تقول الأرقام الأولية، أنهم حوالي 80 شاباً نقلتهم حافلتان إلى السويداء، ولاتزال الضغوط مستمرة لعودة كل الشباب المغرر بهم.


وما ساعد أيضاً بالوقوف ضد هذه الظاهرة الطارئة على مجتمعنا هو الفضح للعملاء والوسطاء اللذين سهلوا وأمنوا الموافقات الأمنية وكل الظروف لإتمام هذه العملية، وبرز اسم “وسيم الدمشقي” وعدد من الشخصيات المنتمية لأحزاب مرخصة حديثاً، وعدد من رجال الدين المشتبه بهم، أضف لمحام وشبكة من النصب والاحتيال المحلية. حميميم


وشنّت مواقع التواصل عليهم حملة غير مسبوقة مدعّمة بالأدلة والتسجيلات التي تفضح تآمرهم والمبالغ التي سيتقاضونها. هذا فيما دعت جميع المرجعيات الدينية والوجهاء الاجتماعيين والفصائل الفاعلة في المحافظة لوقف عمليات التجنيد ومنعها، كما وعمل بعضها بشكل حثيث لاسترجاع هؤلاء الشباب، كان لحركة رجال الكرامة دور هام فيها.


 


من جهة أخرى أصدرت (قوات الفهد) وهو فصيل محلي يقوده ابن مؤسس حركة رجال الكرامة “وحيد البلعوس”، بياناً حول موقفها من تجنيد شباب من السويداء عبر عقود مع الروس للقتال في ليبيا، معتبرةً عمليات التجنيد مخالفة لعادات وتقاليد السويداء، وأنه من العار أن يتم وصف شبابنا بالمرتزقة، وأوضح الفصيل أن ليبيا تعاني من نزاع داخلي تغذيه أطراف دولية، كما يحصل في سورية، مؤكدة أن ذلك يتطلب من أبناء سوريا عامة، والسويداء خاصة، ألا يكونوا طرفاً في هذا النزاع، وأن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها المحافظة تتحمل مسؤوليتها الحكومة السورية، لأنها المسؤولة عن تأمين فرص العمل للشباب، وتحسين الواقع المعيشي.


 


من جديد ومرة بعد أخرى يثبت حراك السويداء المجتمعي، قدرته وفعاليته على التصدي للظواهر المخلة والغريبة عنه، في حال التوحد والاجتماع حول الهدف المنشود، فهل يمكن لهذا المسار العسير في خضم التباينات الدولية والصراعات الإقليمية أن يجد له نقاط استناد واضحة المعالم في طريقة الحل السوري الممكنة؟ حيث الدولة دولة الجميع وحرمة دم أبناءها على بعض قانون ودستور عام.


ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!