-
أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (61)
-
ماذا لو أن منظمة التحرير الفلسطينية توافقت مع بيت الكهنة في إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟
بداية لنقر جميعا بأن إنشاء حماس لم يكن من منطلق باب الجهاد المطلق في سبيل الله ومن أجل تحرير فلسطين.. فمنظمة التحرير الفلسطينية لم تكن من الكفرة والمشركين، ولم تكن حركة فتح منظمة شيوعية عبثية لا علاقة لها بالنضال وتمضي أوقاتها مرفهة ولا علاقة لها بمعاناة الفلسطينيين فجاءت حماس بعناصرها الطرية لإنقاذ الموقف وتحرير فلسطين.. أما الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن ما قامت به منظمة التحرير وحركة فتح بقيادة الزعيم ياسر عرفات لم يكن لمليون حماس أن تقوم به خاصة عندما تكون منظمة التحرير ممثلة لجميع الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم وهذا وتاريخها ما يجعلها ممثلة للشرعية الفلسطينية ضمان للحراك النضالي الفلسطيني لكي يكون على مسار واحد نحو تحقيق الأهداف، ولم يكن قيام حماس ودعم كهنة طهران الذين يكرهون الفلسطينيين لحماس إلا لتفتيت لِحمة الصف الوطني الفلسطيني، وحتى وإن كان هناك وئامً بين النظام الإيراني ومنظمة التحرير سيسعى هذا النظام أيضاً إلى إيجاد كيان أشبه بحماس لخلق أزمة داخل فلسطين ذلك لأن المرجو من وراء رفع شعار فلسطين لدى ملالي إيران هو أولا تسويق هذا النظام داخل وخارج إيران، وثانياً خلق أزمة إقليمية تكون فلسطين ذريعتها ووسيلة إدامتها ... وكل ما يسعى إليه الكهنة في إيران اليوم هو تغليب موقف حماس على موقف السلطة الفلسطينية لطالما كانت حماس ورقة أوراق اللعب الكبيرة لدى الملالي.
الجميع في فلسطين يدفع ثمناً ثقيلا جراء العدوان الممنهج الذي يشنه الاحتلال الصهيوني على أبناء الضفة قبل القطاع؛ إلا أن الأحداث في القطاع أكثر دموية ويغطيها الإعلام الباحث عن الإثارة أكثر من تلك التي تجري في الضفة، ووصل استهتار الصهاينة احتلال أراضٍ في غور الأردن وإقامة مخططاتٍ عليها ولا تتفاجأوا إذا سمعتم قريبا بتشريد فلسطينيين باتجاه الأردن فتلك هي مخططات الاحتلال منذ بداية الأزمة وفقا لتصريحات مسؤوليه فبعضهم يريد الفلسطينيين أن يذهبوا إلى الأردن والآخر يريد تقسيم فلسطين جزءا كبيرا لهم وجزءا للأردن وجزءا لمصر وينتهي كل شيء، وآخر يريد أن يُلقي عليهم بقنابل نووية؛ وأخرى تريد جعل غزة ملعب كرة قدم، وآخرين يريدون جعل غزة ميناء ضمن مشروع عالمي تنافسي! .. لكن ما يجب الانتباه إليه هو سعي نظام الملالي إلى اختصار القضية الفلسطينية فيما يجري من أحداث في غزة ومؤكد أنه لا يعنيه من غزة سوى فصيل بعينه لابد من بقائه كأداة لإدارة الأزمات.
الجديد في اختصار الملالي للقضية الفلسطينية بمجملها في أحداث غزة هو ما خلقه الملالي من أزمة بين الفصائل وحماس داخل غزة نفسها بين أرباب الفنادق في قطر وإيران وغيرها، وأرباب الخنادق في فلسطين وتحت الركام وفي قلب الملاحم بغزة.. غزة التي عُجِن ترابها بدماء أطفالها وخيرة أبنائها ولا زال هنية والملالي يتاجرون تجارتهم دون إحساس بالمسؤولية وكيف لمن يجزئ القضية الفلسطينية أن يشعر بالمسؤولية تجاه المنكوبين في عموم فلسطين وفي غزة.
يزور هنية إيران ويلتقي بالمُلا رئيسي ووزير خارجيته وبخامنئي ولي الفقيه ورؤوس أخرى في النظام، وتأتي هذه الزيارة بعد مفاوضات للملالي مع الأمريكان جرت في سلطنة عُمان كشف الأمريكان عن جزءٍ منها ولا زال بقيتها يخرج إلى العلن يوماً بعد يوم وقد دفع العراق ثمن تكاليف هذه المفاوضات التي لن تنفع العرب والفلسطينيين في شيء بل ستطيل من عمر نظام الملالي وستعود على الأمريكان ببعض المكاسب السياسية.. كذلك جاءت الزيارة في توقيت قرارات دولية بشأن غزة، ويبدو أن هنية يود أن يستلم توصيات الخليفة علي خامنئي بعد أن قدم له تقريره...!
وللوصول إلى حقيقة الموقف فلنتمعن قليلا في تصريح محمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق في جمهورية الملالي حيث قال: تفاوضنا مع أميركا حول العراق وأفغانستان وينبغي التفاوض الآن حول غزة، وطهران لا تستطيع حل خلافاتها مع واشنطن ولكن ينبغي إدارة الخلافات وإخراجها من دائرة التوتر.. مضيفا أن نظامه والولايات المتحدة قد تفاوضا حول العراق وأفغانستان بشكل مباشر وينبغي الآن مشاركة إيران في المفاوضات بشأن غزة أيضا، وهكذا يفرض كهنة ولاية الفقيه أنفسهم كرقم متوافقين مع الغرب ليضمنوا أسباب بقائهم! ولما لا لطالما يدفع العرب ثمن ذلك التوافق والبقاء.. هذا وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد الموسوي / كاتب عراقي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!