الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
حسن نصرالله وهلوساته الصبيانية بالتهجم على
شيار

من صدف الحياة أن يخرج أحد مروّجي الإرهاب وداعمي الميليشيات المتطرفة في لبنان وسوريا والعراق، زعيم حزب الله الإرهابي، حسن نصرالله، للحديث عن قوات البيشمركة الكردية وزعيمها مسعود بارزاني، الذين بنوا بلادهم على مقومات السلام والحرية، بعيداً الديماغوجية الميليشياوية التي قتلت السوريين والعراقيين واللبنانيين في هذه البلاد.


وبالرغم من التبعية الواضحة لحسن نصرالله وعلاقاته الوطيدة مع قاسم سليماني، إلا أنه لم يستطع حتى الخروج من مخبأه في الضاحية الجنوبية في لبنان، ليعزي بمقتل سليماني، فحاول أن يشبّع موقفه بشيء من احتيالاته الإعلامية المتكررة، ليلمّع الحزن الذي بداخله على سليماني بقليل من الهلوسات الإعلامية المسيسة.


نعم، تجاهل نصرالله أن قوات البيشمركة الذي يتكلم عنها أعطت الدماء لحماية أرضها وشعبها دون أن تشكًل ميليشيات مافياوية لاحتلال أراضي الآخرين، ناسياً أن من قاد معارك الإقليم على مرّ السنوات الماضية مع الساعين لاحتلاله كان الزعيم الكردي مسعود بارزاني، أحد القيادات البارزانية التي كانت وما تزال تدعو إلى السلام في المنطقة.


ما لا يعيه جمهور نصرالله والممانعة في المنطقة، أنه ومنذ أن أعلن البارزاني عن موعد للاستفتاء في إقليم كردستان عام 2017، أعلنت إيران من تدعم نصرلله وميليشياته في المنطقة، امتعاضها عن ذلك على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين، ومن ثم صعّدت موقفها لتحذّر بلهجة شديدة من تبعات قيام البارزاني بالاستفتاء، وكل ذلك بحجة تقسيم العراق التي تحاول إيران تقسيمه وتفتيته.


وكان سبب امتعاض إيران آنذاك، لأن توقيت إجراء الاستفتاء كان يتزامن مع الذكرى 71 لإعلان قيام جمهورية مهاباد الكردية شمال غربي إيران، التي أسقطت على يد حكومة الشاه محمد رضا بهلوي بدعم أميركي عام 1946 وعقب مرور 11 شهراً فقط على تأسيسها، ومنذ ذلك الحين بدأت المقاومة الكردستانية في إيران ولتستمر الاحتجاجات والمظاهرات على الأنظمة المتعاقبة فيها إلى اليوم.


لقد تناسى زعيم حزب الله اللبناني الذي يتنقل بين الأقبية والأنفاق في الضاحية اللبنانية، أن قدوته قاسم سليماني كان وراء نكسة كركوك، حيث وجّه سليماني الميليشيات العراقية الموالية لإيران بإشعال حربٍ بين الكرد أنفسهم، أدت إلى سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي على أغلب المناطق المتنازع عليها مع الأكراد بما فيها مدينة كركوك في عملية عسكرية متفق عليها، وبالتالي انسحبت البيشمركة من مدينة كركوك التي سيطرت عليها عام 2014، إثر اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية لمساحات واسعة في شمال وغرب العراق، كل ذلك على خلفية إعلان الزعيم الكردي مسعود البارزاني الاستفتاء في إقليم كردستان للانفصال.


وانطلاقاً من ذلك، تخشى إيران من الأحزاب والفصائل الكردية الإيرانية المسلحة التي يتواجد معسكراتها في جبال إقليم كردستان، فسبق أن دارت اشتباكات عديدة وكبيرة بين الطرفين، وهددت طهران بأنها ستتدخل عسكرياً في أراضي كردستان العراق لمواجهة كل ما يُهدد أمنها القومي، وبذلك كان يثير الاستفتاء الذي أعلن عنه بارزاني مخاوف إيران وخشيتها من أن تتحول كتائب المقاومة لها إلى قوة في دولة مجاورة وبالتالي تشكيل خطراً كبيراً على حدودها وأراضيها.


يتناسى حسن نصرالله أن قوات الحرس الثوري الإيراني في إيران، وقوات التعبئة التابعة له المعروفة باسم الباسيج، تلقت أوامر تقضي بشن حملة تجنيد تحضيراً لحرب محتملة ضد إقليم كردستان العراق في حال الإعلان عن استقلال الإقليم، ومع تأكيد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، أن طهران تتعامل مع الإقليم على أنه جزء من العراق، وفي حال انفصاله ستضطر إيران لإغلاق كافة منافذها ومعابرها الحدودية إليه.


من صدف هذا الشرق أن يخرج زعيم ميليشياوي مافيوي، تذبح ميليشياته يومياً السوريين في قراهم ومدنهم، وتحاول تهجيرهم وتشييعهم بدعم من إيران، أن يتحدث عن قوات البيشمركة التي خطت أساطير النصر البيضاء بوجه خطر داعش الإرهابي في المنطقة، وأن يحاول تلميع صورته بالحديث والهجوم على شخصية كاريزماتية كالزعيم الكردي مسعود البارزاني، الذي مازال يحمي إقليم كردستان بسياساته المنتمية لقضية شعب ويحارب ويدافع تاريخياً عن وجوده.


كاتب وصحفي - من أسرة جريدة ليفانت

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!