الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
حزب الله.. خلايا شيطانية تجوب العالم
خالد الزعتر

ليست لبنان هي الدولة الوحيدة التي تضررت من "ميلشيات حزب الله"، دولٌ وقاراتٌ عديدة نبذت حزب الله وتضررت من سياساته ومشاريعه التخريبية والشيطانية الإرهابية، وأعلنت رفضها القاطع أمام تواجده على أراضيها، وصنفته منظمة إرهابية بشقيه السياسي والعسكري، حيث يعتبر حزب الله الإرهابي أحد أدوات إيران لزعزعة الاستقرار والعبث بالأمن والسلم الدوليين، ولذلك لا يقتصر نشاط الحزب الإرهابي على الخارطة اللبنانية، أو منطقة الشرق الأوسط فقط، بل يمتد إرهابه إلى العالم بأكمله.

فقد كشف تقرير للاستخبارات الألمانية، عن وجود أنشطة وعناصر لحزب الله في ألمانيا رغم الحظر، وكانت ألمانيا قد حظرت ميلشيا حزب الله في أبريل 2022 بجناحيه السياسي والعسكري، بعد عقود من التفرقة بين الجناحين والإبقاء على الجناح السياسي بدون أي ضغط، كما لفت التقرير الألماني إلى أن حزب الله الإرهابي يسعى في النهاية إلى شكل ثيوقراطي من الحكم، حيث يضع أفكار الحزب ونظرة الدين فوق كل شيء، دون أي اعتبار لسيادة الشعب، كما أن أفكار حزب الله الإرهابي تقوَّض فكرة التفاهم الدولي، مؤكداً على حظر نشاط حزب الله بالكامل في ألمانيا منذ عام 2022.

ونوَّه التقرير الألماني إلى أن عدد العناصر القيادية المشتبه في عملها لصالح حزب الله الإرهابي في عموم ألمانيا، تصل إلى حوالي 1250 شخصاً، ووفق التقرير فإن الدعاية الموجهة إلى الأتباع والمتعاطفين، خاصة خارج لبنان، مركزية في استراتيجية حزب الله، حيث تبثّ منصاته، ومنها قناة المنار، العديد من الفيديوهات بلغات مختلفة للتأثير على المتعاطفين في الشتات وجمع التبرعات، كما يعمل حزب الله الإرهابي على إبقاء الروابط مع الأتباع والمناصرين والمتعاطفين في الشتات، وذلك عبر منصاته الإعلامية والجمعيات والمنظمات والمساجد القريبة منه في الدول المختلفة ومنها ألمانيا، وأشار التقرير أن حزب الله لا يملك هيكلاً واضحاً في ألمانيا، وبدلاً من ذلك ينظم مؤيدوه وعناصره أنفسهم في اجتماعات تجري في الولايات المختلفة، ويتنكرون بشكل عام لحزب الله الإرهابي ويتجنبون الإشارة له، في محاولة لخداع السلطات.

في ظل حالة الخناق الاقتصادي الذي تعيشه إيران، تحاول ميلشيا حزب الله الإرهابية إيجاد أي ثغرة بهدف النشاط في ألمانيا، وجني ملايين اليوروهات وذلك من التبرعات، حيث أظهر تقرير لصحيفة (نويه فيستفلشه) الألمانية عن وجود عناصر تابعة لحزب الله، أَسست جمعية ثقافية لإدارة مسجد للشيعة في مدينة (باد أوينهاوزن ) غرب ألمانيا، وقد أُنشئت الجمعية لجني الأموال من التبرعات بهدف تمويل الأنشطة التوسعية والعسكرية الإيرانية التي تعيش في مأزق اقتصادي، ولكن هذه المحاولات من قبل حزب الله الإرهابي لاستغلال الثغرات فشلت، حيث تمكَّنت هيئة حماية الدستور الألمانية من رصد تحركات الجمعية ووضعتها تحت الرقابة وهو ما سيشكل ضربة قاصمة لمصادر التمويل المالي لحزب الله الإرهابي، وبالتالي يعمل على تحجيم تحركاته في ألمانيا.

كما تنتشر أذرع ميلشيا حزب الله على مستوى ألمانيا، حيث يوجد عدد أكبر من أنصار الحزب في برلين، ويقدر عددهم بـ 250 عضواً، وفي ساكسونيا نحو 160 عضواً، 115 عضواً في شمال الراين وستفاليا، وتُعد هذه الأرقام دلالية بشكل أساسي، فهي تستند إلى منهجية التقييمات الأمنية والاستخبارية، وربما لا تشمل بالضرورة الشبكات الأوسع من المتعاطفين أو جمعيات الأعمال التي تعمل عن علم أو عدم دراية نيابة عن أنشطة حزب الله، كما ثبت أن دعم حزب الله في ألمانيا جزء من الشبكات العالمية الأوسع للأنشطة الإجرامية والإرهابية التي يمارسها التنظيم، كما صنَّفت أستراليا 2021 حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية، وحظرت الانتماء إليه ومنعت أعضاءه ومناصريه من الدخول إلى أراضيها، وأوقفت تحويل أموال لمصلحته من أي مواطن أو مقيم في أستراليا، وقد صرَّحت وزيرة الداخلية الأسترالية (كارين أندروز) بأن حزب الله يشن هجمات إرهابية ويدعم الإرهاب، وأكَّدت أن حزب الله الإرهابي يشكَّل تهديداً حقيقياً وموثوقاً به لأستراليا، وقال المسؤول السابق في الخزانة الأميركية (ماثيو ليفيت) إن هذا القرار "كان منتظراً منذ فترة طويلة، وأضاف: "في السنوات الماضية، شملت لائحة لمخططات إرهابية وأنشطة مالية غير مشروعة لحزب الله، مواطنين إستراليين وأنشطة على الأراضي الأسترالية".

يتواصل تضييق الخناق الدولي على حزب الله الإرهابي حيث أدرجت أكثر من 47 دولة حول العالم من مختلف القارات حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب، حيث صنَّفت وزارة الخزانة البريطانية منظمة حزب الله بجميع أجنحتها كجماعة إرهابية، بناء على قواعد مكافحة الإرهاب، وقررت تجميد أرصدتها، وفي السابق كان الجناح العسكري فقط لحزب الله هو المستهدف بتجميد الأصول بموجب قواعد الحكومة البريطانية، وفي وقت سابق أجرى وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي زيارة إلى لبنان، وأكد الوفد الأمريكي أن حزب الله منظمة إرهابية، معتبراً أن الفساد نمط في الحكومة اللبنانية وهذا غير مقبول، ونوَّه الوفد على أن حزب الله يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان، وهذا الحراك الدولي سيكون له انعكاسه على تضييق الخناق على المشروع الإرهابي الذي صنعته إيران ويعد حزب الله الإرهابي أحد أدواته الرئيسة.

هذا الحراك الإرهابي لحزب الله لا شك أنه انعكس على الشعب اللبناني الذي بات هو من يدفع الثمن، ويتجرع المعاناة، ولذلك تحتاج الدولة اللبنانية استغلال الحراك الدولي لمصلحتها، والعمل على تحجيم وجود حزب الله الإرهابي في مفاصل الدولة اللبنانية، وبالتالي إنقاذ الدولة اللبنانية من العزلة التي تعيشها بسبب أعمال حزب الله الإرهابي.

 

ليفانت – خالد الزعتر

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!