الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ثورة الحجاب في إيران الملالي.. هل تستخدم إيران أسلحتها النووية ضد شعبها؟

ثورة الحجاب في إيران الملالي.. هل تستخدم إيران أسلحتها النووية ضد شعبها؟
كمال اللبواني

تخيلوا دولة الملالي والإسلام من دون ملاية وحجاب رأس فوق أجساد بناتها، الحجاب هو عنوان الدولة الإسلامية، وعلمها المرفوع فوق رأس كل امرأة من أمهات المسلمين. إنه تعبير عن هوية الشعب وعن نوع السلطة المقدسة التي تحكمه باسم الدين والآلهة التي فرضت الحجاب.

نظام الملالي حوّل الإسلام لأيديولوجيا خارجية في مسعاه للتوسع تحت شعارات إسلامية مقدسة أيضاً، مثل تحرير القدس وثارات الحسين... فهي منظومة سياسية أيديولوجية مذهبية متكاملة تتطلب فرض التدين ولو الشكلي على المجتمع لكي ينسجم النظام السياسي مع نفسه ودعايته، فإذا ثارت النساء وخلعن الحجاب، فإن سلطة خادم الإسلام تصبح لا قيمة لها بنظر شعبه فكيف ببقية الشعوب التي يفكر بالهيمنة عليها في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟

عندما أعلن الخميني إيران دولة إسلامية كان عليه أن يفرض الحجاب الزرادشتي الذي ورثه الإسلام عن الديانة الزرادشتية، كتعبير مجتمعي عن الثورة الدينية التي قادها الخميني زوراً وزورها من ثورة حرية وديموقراطية لثورة رجعية تعيد سلطة الملالي كإقطاع سياسي فرض نفسه لقرون.

العلم الذي يميز الإسلامي (عضو الإسلام السياسي) عن غيره هو حجاب المرأة، فالحجاب هو علم الثورة الإسلامية في ايران، وسواده من سواد رايات أئمة الشيعة، ومن ينزعه فقد خرج عن الطاعة وعن المذهب الديني السياسي، فهو عدو الله والأمة، لذلك لا بد أن يتعرض للقمع، ليس بسبب ديني فقط، بل بسبب سياسي أصلاً، لأن الله هو من يحاسب على الدين، وإمامه على الأرض واجب الطاعة وتقبيل الحذاء، إنها تمرد على السلطة والهوية والدين والدولة معاً وجميعاً.

الثورة الحالية ليست ثورة سياسية لأحزاب وتيارات، ولا لقوميات مضطهدة أو اقتصادية لطبقات مسحوقة، إنها فوق كل ذلك ثورة ثقافية على فلسفة ومفهوم الدولة والسلطة، وعلى دور الدين فيها وعلى فلسفة المواطنة ذاتها. فعلى مدى عقود تراكمت أزمات السلطة الإيرانية كثيراً في ضمير ووعي الشعب الذي يتعرض للقمع، وتزوير الديموقراطية، والإفقار، والتضليل والتجارة الكاذبة بالدين حيث يشيع الفساد والمجون والمخدرات والإجرام تحت غطاء وعباءة الملالي، نعم لقد ضاق الشعب ذرعاً بالنفاق والكذب، إنها ليست ثورة تحرر جنسي أو تحرر مرأة، فالجنس والمجون متاح تحت مسميات شرعية وبرعاية الملالي ذاتهم، لا هي ثورة حرية وكرامة ووعي بضرورة وضع حد لكل هذا النفاق والإجرام الذي تمارسه سلطة الملالي بعد عقود من توليها السلطة حيث لم تطور في إيران إلا ماكينات القمع والإرهاب الداخلي والخارجي.

ثورة شعب يشاهد الفساد يضرب قمة السلطة ورجال الدين، ويرى مستقبلاً أسود لأبنائه، وعليه أن يتحمل ظروف الحروب والحصار التي فرضها النظام عليه، لذلك تفجر ذلك الغضب عندما قتلت امرأة تحت التعذيب لأنها لم تضع الحجاب بشكل يتلاءم مع التعليمات الخامنئية، ونزل الأمن والجيش والباسيج لقمع الاحتجاجات، وإعادة هيبة السلطة وفرض الحجاب، الذي يعني العبودية السياسية والفكرية، لأن سقوطه عن رأس المرأة الإيرانية يعني سقوط كامل الأيديولوجيا التي بنت عليها إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود، فالمرأة غير المحجبة تقول صراحة إنني غير معنية بمشاريعكم وأيديولوجياتكم المزعومة، أنا امرأة لا تريد تحرير القدس ولا ذهاب أخي وزوجي لقتل السوريين، وتركت أمر محاسبة قتلة الحسين لله كونهم قد ماتوا منذ أربعة عشر قرن.

إيران بلا حجاب هي ايران العلمانية التي ثار عليها الخميني، وسقوط الحجاب يعني سقوط نظام الثورة الإسلامية، سقوط إيران الشيعية الإسلامية التي ستمهد الطريق لعودة المهدي المنتظر، ثورة ستؤجل عودته طويلاً لأنه بالتأكيد لن يرغب في العودة إذا شاهد أتباعه حسيري الرأس يقلدون الشيطان الأكبر.

أخيراً.. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات هل تستخدم إيران أسلحة الدمار الشامل ضد شعبها؟

 

ليفانت - كمال اللبواني

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!