-
توسع إيراني بمجال الطاقة في سوريا.. على حساب الشريك الروسي
تشهد سوريا تنافساً بين الحليفين الإيراني والروسي في مجال الاستثمار في قطاع الطاقة، الذي يعد حيوياً للبلاد التي تعاني من أزمة كهرباء ووقود، وتظهر الأنباء الأخيرة أن إيران تتفوق على روسيا في هذا المجال، حيث تقوم بإعادة تأهيل مصفاة حمص لتكرير النفط، وتشارك في تأهيل محطات توليد الكهرباء، في حين تتراجع المشاريع الروسية أو تواجه صعوبات في التنفيذ.
وأفادت وكالة \"فارس\" الإيرانية أن إيران بدأت بإصلاح وصيانة مصفاة حمص، التي تعد أول مصفاة لتكرير النفط في سوريا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف برميل يومياً، وقالت الوكالة إن إيران ستحصل على أرباح من تكرير النفط في حال توفرت الظروف المناسبة، وأضافت أن هذا العمل يأتي بعد الانتهاء من صيانة وتأهيل المجموعة الغازية في محطة توليد كهرباء بانياس على الساحل السوري من قبل شركة إيرانية.
اقرأ أيضاً: إدلب: 8 قتلى و33 جريحًا جراء قصف قوات النظام السوري
وتزامن هذا مع صدور قرار من الحكومة السورية بوقف تزويد معمل السماد في حمص، الذي يستثمره شركة روسية تسمى \"ستروي ترانس غاز\"، بالغاز الطبيعي منتصف الشهر الحالي. وذلك بسبب عدم التزام الجانب الروسي ببنود العقد المبرم بين الطرفين، ما أدى إلى نقص في كمية الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء في البلاد، ولم تعلق الحكومة السورية على هذا القرار، بل وعد وزير الكهرباء بتحسن الوضع الكهربائي في غضون أيام.
وتعاني مصفاة حمص، مثل باقي المنشآت السورية الحكومية، من تهالك كبير وصعوبة في إعادة تأهيلها بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية التي تحول دون تأمين قطع الغيار اللازمة، وفقاً للموقع الرسمي للمصفاة، وتبلغ طاقتها التصميمية 5.7 مليون طن سنوياً، وتعمل بنسب مزج بين نوعي الخام الخفيف والثقيل (40 في المائة خفيف و60 في المائة ثقيل).
وقالت مصادر اقتصادية سورية لصحيفة \"الشرق الأوسط\" إن إيران لديها خيارات عدة لتكرير نفطها في دول أخرى مثل كوبا ونيكاراغوا وجنوب أفريقيا أو دول آسيا، إلا أنها اختارت مصفاة حمص لأنها الأفضل اقتصادياً وسياسياً، وأوضحت المصادر أن إيران تستخدم مصفاة بانياس أيضاً لتكرير النفط، وتصدر جزءاً كبيراً منه عبر لبنان، كطريقة للتحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وأشارت المصادر إلى أن اختيار مصفاة حمص بطاقة 120 ألف برميل يومياً يتناسب مع مشاريع إيران لتفعيل خط الترانزيت والخط السككي عبر العراق، وذلك لتخفيض التكاليف التي تتطلبها النقل البحري وتقليل المخاطر وتوفير الوقت، وأضافت المصادر أن السيطرة على قطاع إنتاج الطاقة النظيفة في سوريا ستمكن إيران من تعزيز إمكاناتها العسكرية في سوريا ولبنان ودعم حلفائها، وبالتالي تجذرها في المنطقة لأمد طويل.
وتحدثت المصادر عن مواقع النفوذ الإيراني في سوريا، وقالت إن إيران تسيطر على مناطق استراتيجية مثل البوكمال في شرق دير الزور، ومعبر البوكمال ـ القائم على الحدود مع العراق، ومساحات واسعة من الأراضي الحدودية.
وقالت إن إيران حصلت أيضاً على عقد استثمار زراعي في طرطوس يمكنها من السيطرة على أراضٍ بمساحة تفوق 2300 هكتار، تمتد إلى مناطق قريبة من الحدود مع شمال لبنان وتربطها بمرفأ الحميدية جنوب طرطوس الذي تسيطر عليه روسيا، وأضافت أن إيران تسيطر على مساحات واسعة على الحدود مع لبنان، غرب محافظة حمص والقلمون في ريف دمشق، ومؤخراً مناطق جنوب سوريا الملاصقة لجنوب لبنان.
ليفانت-الشرق الأوسط
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!