تطوير تقنية مستوحاة من الحرباء لاستخدامها في التمويه العسكري

تمكن باحثون في جامعة ”سيول“ الكورية الجنوبية من تطوير روبوت مستوحى من الحرباء، بمقدوره تغيير لونه ليتلاءم مع البيئة التي يتحرّك ضمنها.

ويمهد هذا الروبوت الطريق لأشكال مختلفة من التمويه العسكري، حيث سيُساعد في تطوير تكنولوجيات تمويه عسكرية قابلة للارتداء في المستقبل القريب.

ووفق تقرير صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، فقد تم إنشاء الروبوت الصغير على نمط الحيوانات البحرية، حيث يبلغ طوله قدم و3 بوصات، أي (38 سم) وعرضه ما يقارب ست بوصات (15 سم) ووزنه 2 رطل (0.9 كغ).

وعمد الخبراء إلى تطبيق استراتيجية حديثة لتطوير التمويه الصناعي بواسطة طبقات بلورية سائلة تم دمجها حرارياً مع شبكات أسلاك صغيرة جداً ومتراكبة رأسياً وبصورة متداخلة جنباً إلى جنب مع مستشعرات الألوان وأنظمة التحكم في التغذية اللونية.

وطور العلماء ”جلد الحرباء الصناعي“ وألبسوه روبوت ضعيف الجسم، مؤكدين أن الروبوت يستطيع اكتشاف لون الخلفية البيئية، وبمقدوره تغيير لونه ليتناسب مع محيطه في الوقت اللازم.

وأظهرت صور تم التقاطها للروبوت أثناء سيره عبر خلفية بخطوط وألوان وأنسجة متباينة، والتي يدرسها بواسطة مستشعراته، وخلال عبوره على كل خلفية، تتغير الأجزاء الموجودة على الروبوتات تدريجياً لتتطابق، وتتحول من البرتقالي والأحمر إلى اللون الأخضر وأخيراً إلى اللون الأزرق الغني.

وفي السياق ذاته، كشف الباحث الرئيس البروفيسور ”سيونغ هوان كو“، مؤلف الدراسة من جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية، أن الهدف الأساسي للدراسة هو تحقيق خصائص تمويه أكثر تطوراً من خلال أنماط تمويه عالية الدقة.

https://www.youtube.com/watch?v=r5_VCesChMA

وأردف كو: ”الصورة النهائية لهذا الروبوت ستكون عباءة غير مرئية، من خلال مزجها في الخلفية التي يسير وفقها “.

وأضاف: ”بالنسبة للجيش، سيكون ذلك بمثابة روبوت استكشافي ذكي خفي، ومن الاستحالة على العدو ملاحظته، كما أنه يفتح الباب لتمويه الجنود بشكل نشط".

وكان البروفيسور كو وأصدقاؤه قد حققوا هذا بتطبيق استراتيجية جديدة في الجمع بين حبر الكريستال السائل الحراري (TLC) وسخانات الأسلاك النانوية الفضية متعددة الطبقات؛ لمعالجة العقبات التي تواجه تمويهاً صناعياً أكثر عملية وقابلاً للتطوير وعالي الأداء.

والكريستال السائل الحراري هو من المواد المتوفرة في شاشات التلفاز الكريستالية ”LCD“ وبعض شاشات الحواسيب والساعات الذكية، وتتميز تلك المواد بصفات ذرية تجعل قدرتها على محاكاة الألوان بصورة مذهلة.

ولتطبيق عملية المحاكاة، يسخن الباحثون المادة عبر السخانات الفضية الموجودة ضمن الجهاز، فتتغير درجة حرارة المادة ما يُغير من لونها على الفور.

ليفانت - وكالات