الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
تركيا تُضاعف عواقب التغير المناخي في بلدين عربييّن
الفرات - العراق

تستمر أنقرة، ببناء السدود الضخمة على أراضيها وتعبئتها من مياه نهري دجلة والفرات قرب الحدود مع سوريا والعراق، ما يضع كلا الطرفين الحدوديين معها في مواجهة مع مشاكل جديدة تتعلق بالتغيرات المناخية والزراعة لاسيما أن أغلب سكان المدن السورية والعراقية القريبة من الحدود التركية يعتمدون على الزراعة كمصدرٍ أساسي للدخل.

وتهدد التغيرات المناخية كالجفاف والتصحّر، المزارعين السوريين والعراقيين على جانبي الحدود بعدما عملت تركيا في غضون السنوات الماضية على بناء مشاريع مائية ضخمة مثل سدّ إليسو القريب على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا عقب تخفيض الأخيرة كميات المياه المتدفقة عبر نهري الفرات ودجلة إلى سوريا والعراق.

وذكر خورشيد دلي المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشؤون التركية، إن "سياسة تركيا المتعلقة بتخفيض كميات المياه المتدفقة إلى العراق وسوريا بالتأكيد ليست جديدة، لكن التطور الراهن سببه لجوء تركيا إلى تعبئة السدود الجديدة مثل سد إليسو وهو ما أدى لارتفاع كميات المياه التي تمنع أنقرة تدفقها عبر نهر دجلة إلى الأراضي العراقية".

اقرأ أيضاً: العراق يُطالب تركيا بزيادة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات

وأردف دلي لـموقع "العربية.نت" أن "تخفيض كميات المياه المتدفقة من تركيا إلى الجانب العراقي سيؤدي إلى مزيد من المعاناة للعراقيين لاسيما أن إيران تمارس سياسة مماثلة لسياسة الجانب التركي، وقد نجم عن ذلك تضرر الزراعة وارتفاع نسبة التصحّر والجفاف"، متابعاً: "ربّما يتطلب من الحكومة العراقية الجديدة الاهتمام بالشؤون المائية ودفع تركيا للتفاوض حول كميات المياه وفق اتفاقياتٍ سابقة"، لافتاً إلى أنه "دون حصول ذلك سوف تستمر حرب المياه وستساهم بخلق مزيد من المشاكل في العراق وسوريا على حدٍّ سواء".

وأضحى العراق اليوم، واحداً من أكثر خمسة بلدان في العالم عرضة لعواقب تغيّر المناخ، وفق الأمم المتحدة، مع مواصلة الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتصحّر المتسارع على خلفية تراجع منسوب مياه نهر دجلة.

وتبدأ الرحلة العراقية لنهر دجلة في جبال كردستان عند تقاطع العراق وسوريا وتركيا، إذ يكسب السكان على الجانبين السوري والعراقي لقمة عيشهم عبر زراعة البطاطا وتربية الأغنام، بيد أن السلطات العراقية والمزارعين الأكراد في العراق يتّهمون تركيا بقطع المياه عن طريق احتجازها في السدود التي أنشأتها على المجرى قبل وصوله إلى العراق.

وتبعاً لإحصائياتٍ رسمية، لا تتعدى كميات المياه المتدفقة من تركيا إلى العراق، 35 بالمئة هذا العام، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بنسب السنوات الماضية، وكلما ازداد احتجاز المياه، تقلص تدفق النهر الذي يمتدّ على 1500 كيلومتر يجتازها نهر دجلة قبل أن يندمج مع توأمه نهر الفرات ويلتقيا في شط العرب الذي يصبّ في الخليج.

ليفانت-العربية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!