الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ترحيل (الدواعش) كـ ورقة ضغط جديدة لـ أنقرة.. هل يستجيب الغرب لمشاريعها؟

ترحيل (الدواعش) كـ ورقة ضغط جديدة لـ أنقرة.. هل يستجيب الغرب لمشاريعها؟
ترحيل الدواعش كـ ورقة ضغط جديدة لـ أنقرة .. فهل يستجيب الغرب لمشاريعها؟

في التذكير بمسلسل التهديد التركي للأوروبيين بفتح البوابات أمام اللاجئين، نفذت أنقرة تهديدها بإرسال مئات الإرهابيين من مقاتلي تنظيم داعش، إلى أوطانهم في أوروبا، اليوم الاثنين، إذ قالت وزارة الداخلية التركية إنها رحّلت داعشي إرهابي أمريكي، وأكدت في الوقت عينه أنها انتهت من إجراءات ترحيل 7 إرهابيين آخرين يحملون الجنسية الألمانية، منوّهةً بأنه سيتم ترحيلهم يوم 14 نوفمبر.


وجاء الترحيل في أعقاب تصريحات وزير الداخلية سليمان صويلو، الذي قال يوم الجمعة الماضي، بأن تركيا ستبدأ إعادة عناصر "داعش" المحتجزين لديها إلى بلدانهم اعتباراً من الاثنين، محذّراً في الوقت عينه من أن الترحيل سيتم حتى لو جرد هؤلاء من جنسياتهم، وقال: "سنعيد من هم في قبضتنا، لكن العالم خرج بطريقة جديدة الآن: إلغاء جنسياتهم.. هم يقولون إنه تجب محاكمتهم حيث اعتقلوا. أتصور أن هذا معيار جديد للقانون الدولي"، وأضاف الوزير التركي: "لا يمكن قبول هذا. سنعيد أعضاء داعش الذين في أيدينا إلى بلدانهم سواء ألغيت جنسياتهم أم لم تلغَ".


تركيا تنتقد الغرب..  


وانتقدت تركيا دولاً غربية لرفضها استعادة مواطنيها الذين غادروا للالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، وتجريدها البعض من جنسياتهم، حيث جردت بريطانيا أكثر من 200 شخص من جنسيتهم بشبهة الانضمام لجماعات جهادية في الخارج، وأثارت قضايا بارزة مثل قضيتي الشابة البريطانية شميمة بيغوم وجاك ليتس، إجراءات قضائية مطولة ونقاشاً سياسياً حاداً في بريطانيا.


نبع السلام وداعش..


وكان للهجوم التركي على مناطق قوات سوريا الديمقراطية في التاسع من أكتوبر دوراً كبيراً في فرار عدد من سجناء داعش قرب بلدة عين عيسى التي ضمت مخيماً لعائلات التنظيم المحتجزين لدى الإدارة الذاتية.


هذا الفرار أثار مخاوف العديد من الدول، ودعاها إلى البحث عن حلول كنقل الدواعش إلى العراق بغية محاكمتهم هناك، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي قال في السادس عشر من أكتوبر الماضي: “نريد، وبالتعاون مع السلطات العراقية، أن نجد السبل اللازمة لإنشاء جهاز قضائي يكون له الصلاحية للحكم على مجموع المقاتلين وضمنهم المقاتلين الفرنسيين بالإضافة للحكم على أولئك الذين ألقت القوات العراقية القبض عليهم”.


كما ناقشت حينها سبع دول أوروبية هي، فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وهولندا والسويد والدانمارك إمكانية إنشاء محكمة دولية في العراق لمحاكمة مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي، ووفقاً للمصادر الإعلامية، يقبع حوالي 12000 مسلح من “داعش” بينهم 3000 أجنبي في السجون التي تسيطر عليها قسد، إضافة لعدد كبير من عائلاتهم.


وانتقد لودريان بشدة الهجوم التركي على الأكراد في سوريا كما انتقد أيضاً الانسحاب الأميركي، معرباً عن خشيته من ظهور تنظيم “داعش” مجدداً، قائلاً: “الهجوم التركي الذي تزامن مع الانسحاب الأميركي والذي لم يكن أمراً مفاجئاً، يضع المنطقة في وضع مأساوي ويهدد أمننا. لقد اعتبرنا بأنه تمت هزيمة تنظيم داعش لكن ليس هذا هو واقع الأمر. الهجوم التركي والانسحاب الأميركي سيعطيان كل الإمكانيات اللازمة لظهور داعش مجدداً”.


فشل في إنجاز المهمة..


لكن عدم المقدرة التركية على ضبط الأحداث على الأرض، وفرار دواعش من معتقلات نتيجة هجومها على قسد، دفع بالأطراف الدولية لزيادة الضغط على تركيا للتوقف، خاصة عندما زاد الضغط على الإدارة الأمريكية، التي اتهمت من قبل معارضيها وحتى مؤيديها في الكونغرس بالتملص من تعهداتها في شمال سوريا، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرسال نائبه مايك بنس إلى أنقرة واللقاء مع أردوغان للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السابع عشر من أكتوبر الماضي، بما يوقف خطر فرار (الدواعش) من معتقلات قسد.


وأعلن عقب الاتفاق، القائد العام لـ قسد مظلوم عبدي في التاسع عشر من أكتوبر الماضي، استئناف عملياته ضد خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في شمال شرق سوريا، بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعد تجميدها جراء الهجوم التركي، حيث نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبدي قوله: “عملنا ضد داعش مستمر، ودخل حيز التنفيذ مجدداً”، مضيفاً “قمنا بتفعيل العمل العسكري ضد خلايا داعش في دير الزور، وقواتنا تعمل هناك مع قوات التحالف”.


زيادة ضغط..


ويستنتج مراقبون أن الهجوم التركي المسمى بـ نبع السلام، لربما كان سيسمح لتركيا باعتقال المزيد من (الدواعش)، وهو ما كان سيمهد لها زيادة الضغط على أوروبا للقبول بتمويل مشروعها المسمى بـ المنطقة الآمنة في المنطقة التي استولت عليها بين مدينتي "رأس العين" و"تل أبيض".


فأوروبا التي سبق وأبدت رفضها تمويل ذلك المشروع، حتى عندما هددها الأتراك بملف اللاجئين واستطاعت مقاومته كورقة ضغط، لم يكون في مقدورها غالباً مقاومة ورقة إعادة (الدواعش)، لو خيرتها تركيا بين ارسالهم إليها، أو القبول بخططها في شمال سوريا.


ليفانت-خاص


متابعة واعداد: أحمد قطمة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!