-
ترجّل من صنع ربيع الإمارات.. العرب ينعون "حكيم العرب"
صباح يوم الجمعة 13 أبريل، وفي يوم مبارك، ارتقى الراحل رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وكانت وفاته حدثاً مؤلماً للإماراتيين ولجميع العرب نظراً للسمعة الطيبة التي يتمتع بها الراحل ومواقفه التي سيخلّدها التاريخ نصرة للعرب والمسلمين.
والشيخ خليفة الذي توفي عن عمر ناهز الـ 73 عاماً، وهو يعد الابن الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأول رئيس لها منذ عام 1971.
وتولّى خليفة بن زايد مقاليد الحكم كثاني رئيس للدولة، في نوفمبر من العام 2004 وهو من قاد مرحلة "التمكين"، مثلما وصفها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، والتي بوّأت الإمارات المكانة التي هي بها جديرة اليوم.
ومرحلة التمكين أطلقها الراحل ضمن خطابه بمناسبة العيد الوطني الرابع والثلاثين للدولة في العام 2005. ومثّلت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، أحد أهمّ مراحل برنامج تمكين المجلس الوطني الاتحادي ويستهدف هذا البرنامج "ّالثوري" تهيئة الظروف اللازمة لإعداد مواطن أكثر مشاركة وأكبر إسهاماً، وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية، ومترجماً لقضايا الوطن وملتصقاً بمشاغل المواطنين، فهو برنامج متكامل للإصلاح والتطوير، وضع أسسه الراحل وصنع به ربيع الإمارات.
يقول الشيخ خليفة بن زايد في هذا الإطار ترجمة لمرحلة التمكين: "إن التنمية السياسية الحقة هي التي تستلهم قيم الشعب وتعبر عن بيئته وتقاليده، لذلك فإن الدولة تنطلق من نموذج سياسي وطني يصون هويتنا ويحمي ثوابتنا ويتشارك في صنعه كل أفراد المجتمع ومؤسساته".
كما أنه يمكن القول أيضاً إن الشيخ خليفة بن زايد هو قائد مرحلة التمكين العربي، حيث تبرز له مواقف حاسمة نصرة للعرب وهو يتمتع بحب جميع القادة حتى إنه سمّي حكيم الزعماء.
ويبقى أهم موقف اتخذه في كثير من المواقف التاريخية حينما ساهم في اتخاذ قرار قطع إمدادات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل في حرب أكتوبر، وقال مقولته الشهيرة: «إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي». أعقبته مواقف حاسمة نصرة للقضية الفلسطينية وللكويتيين خلال الغزو العراقي.
كما كانت الإمارات العربية في عهده ملجأ لعدد من الدول العربية، حيث لم يبخل الراحل يوماً بالدعم المادي المباشر أو غير المباشر لكل من قصده. لديه اليوم مدن كاملة تسمّى باسمه في عدد من الدول العربية.
ولحكيم العرب أقوال عديدة ترتقي لمرتبة الحكم الملهمة للأجيال القادمة والقادة الحاليين، منها في السياسة، ومنها في الاقتصاد والمجتمع. حيث يقول على سبيل الذكر لا الحصر:
*بناء الإنسان أفضل الاستثمارات فوق أرضنا، وهو الركيزة الأساسية لعملية التنمية.
*يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية، ورغبة صادقة على طرق مجالات العمل كافة، حتى تتمكّن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة.
*إن هدفنا الأساس في دولة الإمارات هو بناء الوطن والمواطن، وإن الجزء الأكبر من دخل البلاد يسخر لتعويض ما فاتنا واللحاق بركب الأمم المتقدّمة التي سبقتنا، في محاولة منا لبناء بلدنا.
*العملية التعليمية وبقدر ما حققت من مستويات التأهيل العلمي المختلفة، نراها اليوم في تحدّ مستمر ومتصاعد، تتطلب العمل الدؤوب في تطوير المناهج، ووضع الخطط الرامية إلى تحقيق المستوى المطلوب في مواكبة تسارع التطور التقني، واستيعاب مستجدات التكنولوجيا الحديثة.
*إنني أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج، أريد أن يبني ابن الخليج بلاده بنفسه وبعلمه، إننا نرسل بعثاتنا من الطلبة إلى كل مكان من الأرض ليتعلموا، وعندما يعود هؤلاء إلى بلادهم سأكون قد حقّقت أكبر أمل يراود نفسي لرفعة الخليج وأرض الخليج.
وترجّل من صنع ربيع الإمارات، وبقيت كلماته خالدة ملهمة للذين سيستلمون الأمانة من بعده.. رحم الله حكيم العرب.
ليفانت – نزار الجليدي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!