الوضع المظلم
السبت ٢٧ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • تداعيات الحرب في السودان: تحديات اللاجئين والمهاجرين في دول الجوار

تداعيات الحرب في السودان: تحديات اللاجئين والمهاجرين في دول الجوار
السودان.. فرار 200 ألف شخص إلى دول الجوار

بعد تحذير المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، من تصاعد الأزمة في السودان وتداعياتها المحتملة على عدد اللاجئين والمهاجرين الراغبين في عبور البحر الأحمر المتوسط باتجاه الجانب الأوروبي عبر ليبيا وتونس، أعلنت السلطات التونسية عن وفاة 13 مهاجرًا سودانيًا في حادث قبالة سواحلها الشرقية.

تأتي هذه الحادثة في سياق استمرار هروب آلاف اللاجئين السودانيين من الصراع المستمر في بلادهم منذ عشرة أشهر تقريبًا، حيث يسعون للوصول إلى بيئة آمنة في الدول المجاورة، بينما لا تزال الآفاق للتهدئة غير مرئية بعد، وذلك بسبب فشل الجهود الدبلوماسية الموجهة نحو إجراء مفاوضات سلام بين الأطراف المتحاربة حتى الآن.

وفي تصريحات له بعد زيارته للسودان وإثيوبيا مؤخرًا، أكد المسؤول الأممي أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا وتعزيز جهود الإغاثة، فإن اللاجئين سيسعون للعثور على ملجأ آمن في الدول المجاورة، حيث دمرت الحرب البنية التحتية للسودان وزادت من تهديدات المجاعة والنزوح داخليًا وخارجيًا.

وأضاف غراندي أن القلق الأوروبي دائمًا موجود بشأن المهاجرين عبر البحر المتوسط، وحذر من تزايد التدفقات نحو ليبيا وتونس إذا لم يتم تقديم دعم لمزيد من اللاجئين الفارين من السودان أو حتى النازحين داخل السودان.

يُعَدُّ اللاجئون السودانيون في ليبيا وتونس مجموعة كبيرة، حيث تمثل هاتان الدولتان نقطة الانطلاق الرئيسية للآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين يسعون للوصول إلى الجانب الآخر من البحر المتوسط.

وفي الأشهر الأخيرة، قامت خفر السواحل الليبية والإدارة العامة لأمن السواحل بتكرار الإعلان عن إفشال العديد من عمليات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الأوروبية.

 

أظهرت آخر الأرقام المقدمة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والسلطات الليبية أن هناك عددًا كبيرًا من المهاجرين القادمين من السودان. في يناير الماضي، على سبيل المثال، كان هناك 429 شخصًا يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية، ومن بينهم 70 سودانيًا.

وفيما يتعلق بتونس، فقد ازداد عدد اللاجئين السودانيين من 513 شخصًا في يناير 2023 إلى 5,850 شخصًا في يناير الماضي، وفقًا لسجلات مفوضية اللاجئين.

بحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 7 ملايين سوداني تم تشريدهم من منازلهم، حيث لجأ 1.5 مليون منهم إلى دول الجوار مثل تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا. وهذه الدول تواجه بالفعل مشاكل اجتماعية واقتصادية وتستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين والنازحين.

تشاد، وهي الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، استقبلت أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، حيث وصل حوالي 546 ألف شخص منذ بداية الحرب في أبريل الماضي، وفقًا للمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.

وانتشر القتال الذي بدأ في الخرطوم بين الفصائل العسكرية المتناحرة ليصل إلى أجزاء واسعة من السودان، بما في ذلك إقليم دارفور، الذي يشهد أعمال عنف واسعة النطاق.

هذا الصراع أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة، حيث يعاني اللاجئون من نقص في الموارد الأساسية مثل المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. يواجه اللاجئون صعوبات في الحصول على المساعدة اللازمة، وخاصةً في ظل تفاقم المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة.

يعاني اللاجئون السودانيون في مصر أيضًا من ظروف صعبة، حيث يضطرون لمواجهة التضخم المتزايد وتكاليف المعيشة المرتفعة. وعادةً ما يعتمد اللاجئون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

من جهتها، تواجه مصر تحديات في استيعاب عدد كبير من اللاجئين، حيث يتزايد الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة. يحتاج اللاجئون إلى دعم إضافي لضمان حصولهم على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

تعتبر إثيوبيا واحدة من أكبر البلدان المضيفة للاجئين في أفريقيا، حيث تستضيف ما يقرب من مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان والصومال وإريتريا والسودان. وتواجه إثيوبيا تحديات في توفير الخدمات الأساسية للمهاجرين، خاصةً في ظل زيادة الضغط على الموارد.

بشكل عام، يعاني اللاجئون السودانيون في جميع أنحاء المنطقة من ظروف صعبة، وتحتاج الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى تعزيز جهودها لتقديم الدعم اللازم وتلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص الضعفاء والمحرومين.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!