الوضع المظلم
الجمعة ١٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
تتريك العملة يعود وبالاً على السوريين شمال غرب البلاد
الليرة التركية

أضحى أي انخفاض يلحق بالليرة التركية عاملاً أساسياً في ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد في المناطق السورية التي تستولي عليها أنقرة عبر مليشيات سورية، إذ ارتبطت أسعار السلع الأساسية في تلك المناطق بسعر صرف الليرة التركية، فيما لا تتأثر عادة عند أي تحسن في العملة كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة.


وفي الصدد، ذكر الخبير الاقتصادي حيان أبو راشد من إدلب في تصريحات لموقع "المونيتور" الأميركي إن بقاء أسعار السلع دون تغيير عند تحسن سعر صرف الليرة التركية مرتبط بكون تلك السلع جرى تسعيرها بالليرة التركية، وليس بالدولار الأميركي، مبيناً أنه حال تسعيرها بالدولار، لكان سعرها سينخفض مع هبوط الدولار أمام الليرة التركية.


اقرأ أيضاً: المُواجهة الروسية التركية تمتد من إدلب إلى ليبيا


وأردف أبو راشد أن التجار متشككون من التقلبات في سعر صرف الليرة التركية، مشيراً إلى أنهم يتخوفون من أن التحسن النسبي في سعر صرف الليرة التركية «مؤقت» أو «مزيف».


وجاء ذلك عقب أن أعلنت المجالس التي تتبع المليشيات التركية في سوريا، بدء التعامل الرسمي بالليرة التركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إذ طُرحت الليرة التركية للتداول عوضاً عن العملة الوطنية السورية، ما أدى إلى زيادة الأسعار أقله بفرق تصريف العملة.


فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسعار العديد من تلك المواد في كل من مدينة إدلب وريفها والتي تباع بالليرة التركية، وذلك في غضون شهر يناير (كانون الثاني) 2021.


من جهته، ذكر عمر حمزة، صاحب متجر من سكان بلدة الدانة بريف إدلب، إن التجار لا يتحملون مسؤولية زيادة الأسعار، مبيناً أن أسعار البضائع ستظل مستقرة دون تغيير إذا باعت تركيا البضائع للتجار السوريين بالدولار، ولهذا اضطررنا لاستيراد البضائع من تركيا وهو ما يؤدي لارتفاع الأسعار.


المليشيات التركية


وأردف التاجر السوري أن سعر السلع يتزايد عند استيرادها من تركيا، وهو الخيار الذي اضطررنا له بعدما أضحى الإنتاج في مناطق سيطرة المسلحين غير كافٍ لمتطلبات السوق المحلية من الخضار والسلع الأخرى، مبيناً أن القوة الشرائية ومتوسط الدخل اليومي للمواطن التركي لا تتناسب مع المواطن السوري في الشمال السوري.


فيما ذكر خالد الأحمد (45 عاماً) وهو أب لستة أطفال يعيش في مخيم للنازحين في ريف إدلب ويعمل عامل بناء، إنه مع كل انخفاض طفيف في سعر الليرة التركية، تزداد أسعار السلع بشكل جنوني، فيما لا تنخفض الأسعار عند زيادة قيمة الليرة التركية، لافتاً أن التجار انتهزوا الفرصة لزيادة الأرباح على حساب المواطنين وسط غياب سلطة قوية قادرة على ضمان حماية المستهلك.


ليفانت-الشرق الأوسط

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!