الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تأجيل الأمل: الواقع المرير للسوريين بعيدًا عن أطروحات الماجستير والمعارك السياسية

تأجيل الأمل: الواقع المرير للسوريين بعيدًا عن أطروحات الماجستير والمعارك السياسية
حافظ بشار الأسد

بغض النظر عن مدى أهمية وتعقيد أطروحة الماجستير التي قدمها الطالب حافظ بشار الأسد في مجال نظرية الأعداد، بعيدًا عن ذلك، يظل الواقع اليومي للسوريين داخل البلاد وفي الشتات كارثيًا. يستمرون في العيش في فقر مدقع وحالة يأس، محاطين بالمآسي والمعاناة.

تعكس الوقائع المرئية القاسية واقعًا مريرًا، حيث يظهر الجنود المُعاقون الذين كانوا قد قاتلوا سابقًا في صفوف جيش الأسد ضد شعبهم وتعرضوا للإصابة، ويروون قصصًا عن الخداع الذي تعرضوا له فيما يتعلق بالتعويضات المفترضة التي يجب أن يحصلوا عليها من قبل مؤسسة "جريح وطن" التي يشرف عليها أسماء الأسد.

في الوقت نفسه، يواصل المعارضون جهودهم لكشف ومواجهة نتائج التطبيع العربي مع نظام يستبدل على قلوب السوريين. يسعون إلى استغلال المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات لإنهاء هذا الكابوس الذي استمر لعقود، بينما يتزايد عدد السوريين الذين يواجهون حتفهم بأماكن أخرى في العالم، سواء بسبب الغرق أو تعرضهم للعنصرية في بلدان أخرى.

إن الواقع المرير الذي يواجهه السوريون يذكرنا بأن العمل المشترك والجهود المتواصلة هي الأساس لتحقيق أي تحول إيجابي في حياة الناس، بدلاً من الانشغال بأطروحات أكاديمية. 

اقرأ أيضاً: اسبانيا ودول أوروبية : يجب اصلاح نظام الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي
 

على الرغم من الجهود الإعلامية التي تمت لتبرز إنجازات حافظ بشار الأسد، فتى الرياضيات، إلا أن السوريين يستعيدون تاريخ عائلته ومطاردتهم الدائمة للمكانة العليا في كل شيء. لقد كان لجده، حافظ الأسد الأب، نصيب كبير من الألقاب والأوسمة التي منحتها له طبقة حاشيته، التي اعتمدت على التسويق لبناء شخصيته وتعزيز صورته، محاولةً استبدال شخصية الديكتاتور بشخصية جيش الجرار. وبين أيدي هؤلاء الحاشية، أصبح حافظ رجلاً متفوقًا في كل مجالات الحياة، فهو المعلم الأول، الرياضي الأول، المحامي الأول، الطبيب الأول، المقاتل الأول، وما إلى ذلك.

 

ولكن، إن سياق البلاغة والتزويق لن يكون كافيًا لإخفاء الحقيقة والكذب، الذي يعكس طبيعة التحكم القمعي والاستبداد الذي يعمل على نشر الفزع والإرهاب. ولذلك، سيسعى بشار الأسد الابن إلى صياغة شخصيته بشكل مختلف عبر وسائل الإعلام وشركات العلاقات العامة، وقد يلجأ إلى الرشوة للحصول على تأييد وتعاون الشركات في بناء الرواية الجديدة. وبهذه الطريقة، سيظهر كشاب مجتهد في مجال التكنولوجيا قبل توليه الحكم، نشطًا ورياضيًا وثقافيًا، حضور المحاضرات الثقافية ومتابعة شؤون الجمعية المعلوماتية السورية التي يشغل رئاسة لها خلفًا لشقيقه الراحل باسل الأسد. 

اقرأ المزيد: انطلاق مناورات عسكرية مشتركة بين روسيا وسوريا لتعزيز التعاون العسكري

سيظل بعد وفاة والده، بشار الأسد، يتلقى تصويرًا إيجابيًا من قبل وسائل الإعلام والقنوات العالمية، حيث يعتبر الوجه المشرق ومستقبل البلاد. وسيكون لزامًا عليه أن يكون لديه شريكة ترافقه في مسيرته، وقد يتم تسويق "إيما" البريطانية كشخصية تمثله، وسيتم منحها ألقابًا تخص الشخصية التي تمثلها، وليس بالضرورة أن تكون تلك الألقاب ذات صلة مباشرة بها، وذلك لأن الاستراتيجية التسويقية تستند إلى تصوير الأفراد بشكل مستقل.

ومع ذلك، فإن كل هذا لن يكون ذو فائدة أمام واقع مروع يكشف عن طبيعة النظام وسياساته بعد العام 2011. فكيف يمكن إصلاح العطب الجوهري بعدما تم الكشف عن وجه النظام أمام العالم بأسره، وبعدما أصبحت حقيقته واضحة بسبب الوقائع المروعة التي تم الكشف عنها؟ ومن أين ستأتي شركات التسويق بالكذب والتزويق لاستمرار تلوين الصورة، عندما يتعارض ذلك مع حقيقة مشعة بالضوء؟

 

سيتم استغلال أحد المشتغلين لتسويق صورة العائلة من خلال الحل السحري: إذا فقدت قوة وعصرية الصورة تأثيرها، فإن الأنسنة ستكون ثيمة لا تتأثر ويمكن استخدامها لصياغة تصوير مثالي لأفراد العائلة.

في الماضي، كان الأطفال في العائلة غالبًا مجرد إكسسوارات أو غير مرئيين، وكان تركيز التصوير على الوالدين. ولكن الآن يمكن استخدام الأطفال كأداة للتأثير على عواطف الجمهور.


يظهر بشار الأسد وهو يلهو معهم، راكبًا الدراجة، وتظهر أسماء الأخرس وهي ترافقهم إلى مدارسهم. ومن الممكن الآن أن يكون لهم دور في توليد تأثير عاطفي، حيث يظهر بعضهم يتحدث عن أبيه، الرجل البسيط، وأمهم الحنونة. وقد يتم تصويرهم في مواقف تستعرض تأثير المرض عليهم واحتمال فقدان أحد الوالدين. قد يتم تصوير أم حافظ وهي تعاني من مرض مروع، ثم تتعافى بفضل العزيمة والصمود، حسب تعبيراتها. وبعد هذه المأساة، ستظهر صور للأطفال وهم يصبحون مراهقين ويشاركون في حملات إعلامية بتكتيكات مختلفة.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!