الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • بولندا في مواجهة تسونامي اللاجئين.. لم نعد قادرين على استيعاب المزيد

بولندا في مواجهة تسونامي اللاجئين.. لم نعد قادرين على استيعاب المزيد
لاجئون من أوكرانيا يدخلون بولندا عند معبر ميديكا الحدودي. © UNHCR / Valerio Muscella

بينما بدا أن ما وصفته صحيفة نيويورك تايمز تسونامي اللاجئين قد هدأ وتراجع، عادت بولندا لاستقبال موجة لاجئين جديدة بعد العملية الروسية العسكرية الجديدة في شرق أوكرانيا.

تقول الصحيفة في تحقيق من الأرض، إن تسونامي اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا بدا وكأنه انتهى حيث شجع انسحاب القوات الروسية من العاصمة كييف بعض الأوكرانيين على المخاطرة والعودة لديارهم، لكن يبدو أن الأمر يتغير.

وأدى غزو روسيا لجارتها إلى تدفق حوالى خمسة ملايين ومئتي ألف لاجئ إلى دول الاتحاد الأوروبي، استقبلت بولندا معظمهم، ما شكّل تحدياً للدول الأوروبية التي تعاني ضغطاً على ميزانياتها فيما تتعامل مع تدفق اللاجئين.

ووضع أكبر مستشفى للأطفال في وارسو مرضى من أوكرانيا على قائمة انتظار عمليات زراعة الكبد وأحياناً يتقدمون على الأطفال البولنديين، فيما اضطرت المدارس إلى البحث عن معلمين إضافيين لمواكبة تدفق التلاميذ الجدد وفق مراسل الصحيفة.

وتعرضت وسائل النقل العام لخطر الانهيار تحت ضغط العديد من اللاجئين الذين فروا من الحرب باتجاه عاصمة بولندا.

ومع ذلك، استمرت وارسو في العمل متحدية التوقعات بحدوث انهيار ورد فعل شعبي غاضب، حيث زينت المدينة، التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين الفارين، بالأعلام الأوكرانية ولافتات الدعم لجار بولندا الشرقي الذي مزقته الحرب.

أدى تدفق اللاجئين إلى زيادة عدد سكان العاصمة بنحو 20 بالمئة في غضون أسابيع قليلة فقط، بدأت في الانحسار، يستعد رئيس بلدية وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، لتدفق جديد محتمل.

وقال ترزاسكوفسكي، وهو معارض ليبرالي لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا في مقابلة، "وارسو في الصدارة. لقد استقبلنا أكثر من 300 ألف شخص لكن لا يمكننا قبول المزيد. مع تصعيد روسيا في شرق أوكرانيا يمكن أن نشهد موجة ثانية".

وأضاف: "تخيل أن مدينتك زادت فجأة بنسبة 15 إلى 20 بالمئة: نعيش ضغطاً لا يصدق يزيد من التكلفة على الخدمات العادية للمدينة مثل النقل العام والصرف الصحي والتعليم وما إلى ذلك. هذه التكاليف تصل إلى مئات الملايين من الدولارات".

لاجئون من أوكرانيا يدخلون بولندا عند معبر ميديكا الحدودي. © المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / كريس ميلتسر
لاجئون من أوكرانيا يدخلون بولندا عند معبر ميديكا الحدودي. © المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / كريس ميلتسر. أرشيف

وأظهرت الأرقام الصادرة عن سلطات الحدود البولندية الأسبوع الماضي أن عدد الأوكرانيين المغادرين والقادمين إلى البلاد يتوازن تقريباً في بعض الأيام. 

ومع اقتراب عيد الفصح الأرثوذكسي، عاد عدد أكبر من الأشخاص ليكونوا مع عائلاتهم في أوكرانيا أكثر مما وصل إلى بولندا، حيث أفادت دائرة الحدود البولندية، السبت، أن 19900 شخص قد عبروا إلى بولندا من أوكرانيا في اليوم السابق، بينما غادر 23800 في الاتجاه الآخر.

اقرأ المزيد: الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. نسبة المشاركة في الجولة الثانية 26.41٪ ظهراً

وبعد ذروة وصول أكثر من 30 ألف أوكراني إلى وارسو يوميا الشهر الماضي، انخفض العدد إلى بضع مئات فقط الأسبوع الماضي. لكن هذا الرقم يتزايد الآن مرة أخرى، حيث يأتي الآن 2000 أو 3000 آلاف لاجئ إلى العاصمة كل يوم معظمهم من منطقة دونباس الشرقية.

 

وفرت حكومة المدينة مساكن مؤقتة لأكثر من 70 ألف أوكراني في مكاتب وقاعات رياضية غير مستخدمة، ولكن، كما قال ترزاسكوفسكي، وجد المزيد من اللاجئين مأوى مع عوائلهم وأصدقائهم أو مع "الغرباء الذين يقولون إنهم قد لا يستمرون في عروض استضافة اللاجئين في غضون شهر أو شهرين".
 

ليفانت نيوز _ صحف

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!