الوضع المظلم
الإثنين ١٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • بعد 10 أعوام من سقوطهم.. آثام جديدة تتكشّف عن إخوان مصر

بعد 10 أعوام من سقوطهم.. آثام جديدة تتكشّف عن إخوان مصر
الإخوان

بعد 10 سنوات من سقوطهم عن الحكم في مصر، وتصنيف جماعتهم كـ"تنظيم إرهابي" في عدة دول عربية، ما تزال آثام جديدة تتكشف للإخوان، تخرج موثّقة بالاعترافات المسجلة صوتياً ومرئياً، لتوثّق تاريخاً مظلماً، وتقدم، بما لا يدع مجالاً للشك أو التبرير، صورة حقيقية لواقع حاولت الجماعة إخفاءه لمدة تجاوزت التسعة عقود.

وللعام الثالث على التوالي، يثير مسلسل الاختيار الذي يعرض في مصر خلال شهر رمضان، ويقدم دراما حقيقية توثيقاً للفترة من 2012 إلى عام 2018، بما فيها عام حكم الإخوان للبلاد، جدلاً كبيراً، خاصة أن الأسبوع الأول من عرضه قدم عدداً من التسجيلات التي توثّق جرائم الإخوان، الخاصة بحرق مقرات جهاز أمن الدولة المصري، والاعتداء على الكنائس، ومخططات استهداف الشخصيات العامة والسياسيين ورجال القضاء والأمن.

اعترافات مسجلة بالصوت والصورة تكشف تجاوزات التنظيم

عرضت الحلقة الأولى من المسلسل، مقطع فيديو مسجل لنائب المرشد العام للإخوان، المحبوس حالياً على ذمة قضايا إرهابية، تحدث فيه عن طبيعة تحركات الجماعة في الفترة التي تزامنت مع التظاهرات الشعبية في البلاد ضدهم، وقال خلال التسجيل إنه "من الممكن أن يخرج مليون شخص يحرقون مقرات أمن الدولة في المحافظات".

كما كشفت، كيف خطط خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي -أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية- لأخونة جهاز الشرطة المصرية، حيث طلب الأول من مدير أمن الدولة وقتها بإقصاء عدد من الضباط بجهاز أمن الدولة، لكن الأخير رفض فأخبره الشاطر أن هناك قائمة ستصله من الرئاسة وسيتم تنفيذها بالإكراه.

وقائع حرق مقرّات الأمن والكنائس

وإبان ذلك التوقيت، أحرقت الجماعة بالفعل العشرات من مقرات جهاز الأمن الوطني في مصر، كذلك عشرات الكنائس، والمؤسسات العامة والأجهزة الحكومية، فيما تبنّت حركة حسم، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، والتي أعلنت عن نفسها لاحقاً، عدداً من العمليات التي استهدفت رجال دين وقضاء وسياسة وأمن في البلاد، كان أبرزها حادث اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، ومحاولة اغتيال مفتي البلاد السابق، علي جمعة، واغتيال العميد عادل رجائي، وكذلك اغتيال ضابط الأمن الوطني المسؤول عن ملف الجماعة، محمد مبروك.

وسجلت الإحصائيات الرسمية 90 واقعة من الاعتداء على الكنائس والمنشآت القبطية التي دمرها الإخوان، والتي استهدفت إشعال الفتنة الطائفية، بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن السلطات المصرية.

وبحسب الخبراء، تبنّت جماعة الإخوان "مخططاً للفوضى" بعد سقوطهم عن الحكم في مصر إثر ثورة 30 يونيو (حزيران)، اعتمد بالأساس على العنف وإثارة الفوضى والعمل المسلح، وأيضاً إثارة الفتنة الطائفية في البلاد باستهداف الأقباط، كرد عقابي على رفض المصريين لهم.

توثيق لجرائم قديمة

ويقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، أحمد سلطان، إن المعلومات التي تكشّفت مؤخراً ووثقتها التسجلات التي عُرضت في مسلسل "الاختيار 3"، جاءت تأكيداً على ما تم كشفه خلال السنوات العشر الماضية، كما أنها تكشف العديد من التفاصيل وتقدمها موثقة للمواطنين، لفصل الحق وإظهار الحقائق كاملة.

وفي تصريح لـ"ليفانت"، يقول سلطان إن جماعة الإخوان ليس لديها مشروع كما كانت تدّعي إبان حكمها لمصر، ولكنها تعتمد بالأساس على مشروع ذاتي قائم على تحقيق مصالحها دون أية اعتبارات وطنية أو أخلاقية، مشيراً إلى أنّ المصلحة الشخصية غلبت على كافة التحالفات التي أبرمتها الجماعة في هذا التوقيت، بما فيها القوى الإسلامية الأقرب إليها أيديولوجيا، وكانت جميعها تحالفات "وقتية" قائمة على تحقيق مصلحة الجماعة دون أي اعتبارات أخرى.

وأوضح سلطان أنّ جماعة الإخوان، بحسب المعلومات المتاحة، تحالفت مع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك ونظامه، رغم العداء الظاهر بينهما، وبمجرد سقوطه في يناير عام 2011، بدأت في إعادة النظر في تحالفاتها وبدأت فترة جديدة بالاستحواذ على المؤسسات، ثم كانت ثورة 30 يونيو التي هدمت مخطط التمكين الإخواني.

اقرأ المزيد: دول جديدة قد تنضم إلى الناتو

ويوضح سلطان، أن الجماعة تواصل محاولات التضليل والخداع في الوقت الراهن من خلال كتائبها الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقعها الإعلامية، لكسب أي مساحة في الشارع.

استراتجية الخداع الإخوانية

وبحسب دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن التنظيمات الإرهابية والتيارات التي ادّعت أنها تمارس المعارضة السياسية يوماً ما، قد أدمنت تغييب جمهورها بسرد وقائع مزيفة وكاذبة، وادّعاء المظلومية، وإدمان سرديات تاريخية مزيفة وموازية، على أمل أن تصبح هي التاريخ الحقيقي، وللمفارقة فإن من يحاول دائماً الاستثمار في جهل الناس بالحقائق، وسرد الأكاذيب التاريخية، هو الذي يدّعي تمسكه بحرية الإعلام والصحافة وحقوق الإنسان في معرفة ما يجري.

اقرأ المزيد: "يونامي" تدعو لحسم ملف "الهول" في سوريا والعراق ينقل 450 عائلة من المخيم

ولفتت الدراسة أنّه في مسلسل "الاختيار 3" على وجه التحديد، قدم "محاكاة وثائقية استثنائية" غير مسبوقة في تاريخ الفن، سواء فى التلفزيون أو السينما، إذ من النادر أن تسمح الإدارة الحاكمة في أي دولة بالعالم أن يتم تجسيد “رأس السلطة” في عمل درامي، فهو خط أحمر أمام حرية الإبداع حول العالم أجمع، باستثناءات قليلة كانت أغلبها لصالح الدعاية السياسية وليس السرد التاريخي كما يجري في "الاختيار 3".

ليفانت - رشا عمار

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!