-
عيون تحتجب تضامناً مع ليلى محمد.. "حادثة اعتداء حرقت قلوب السوريين"
-
حملة تضامنية بعد حادثة اعتداء على امرأة سورية مسنة.. لا للعنصرية والتعنيف
رابط مختصر: https://tlns.live/XRgynK
ليفانت نيوز _ تعليق/رصد سوشيال ميديا
#لا_للعنصرية
#ŞakirÇakırTutuklansın
#AgainstBeatingWomen
#StandWithLeyla
#NoToRacisim
هذه الهاشتاغات أعلاه ظهرت بالتداول منذ مساء أمس على منصات التواصل الاجتماعي ولاسيما التويتر والفيسبوك مترافقة مع صورة بورترية رمزية واحدة كانت أصلا ردة فعل عفوية من ليلى عندما اعتدي عليها كما سيكون عليه الحال معنا جميعا. إنه رد فعل إنساني بسيط من ليلى إذ تتحس الألم فتبكي ألمين عندما رمقت كاميرا الموبايل، ألم الوجع العضوي وألم القلب المكسور الغارق بالوحشة والغربة.
بعض هذه الهاشتاغات حقق أعلى انتشار في تركيا، بين السوريين على الأكثر وما تزال الموجة مستمرة. إنها حملة تضامنية مع امرأة سورية مسنة بسيطة تعرّضت لاعتداء بركلة وحشية بالقدم على وجهها بعد اتهامها باطلاً "بسرقة الأطفال ولم يثبت عليها شي وفق ما أكّد والي غازي عينتاب داؤود غول.
كانت ليلى محمد في موقف صعب تألمت وتألمنا معها. انتشرت الحملة منذ مساء أمس معها وضد العنصرية ولا لتعنيف المرأة وما تزال مستمرة.
لا نعلم بالضبط وقت وقوع الاعتداء المتوحش على ليلى محمد المرأة السبعينية في عصر يوم أمس الاثنين في أثناء جلوسها على مقعد البلدية في مدينة غازي عينتاب. لكن ما تابعناه منذ مساء أمس؛ كيف بدأت موجة التضامن تنتشر دعماً لليلى محمد شخصياً وعبرها كرمز فيما بدا منها واضعةً يدها على عينها اليمنى وخدها تُلطّف الألم الغادر ممزوجاً بالقهر والخذلان بسبب اعتداء غير متوقع منها أبدا.
تظهر امرأة سورية تبدو عليها ملامح الطيبة والبساطة، في مقطع فيديو وهي جالسة على مقعد تجيب عن أسئلة وكأنها في غرفة استجواب في أحد أفرع الأمن السورية. ووفق ما تقول الأخصائية النفسية والاجتماعية، زهور قهواتي المطّلعة على قصتها فإن ليلى تعاني "خرفاً وعائياً متزامناً مع ألزهايمر، منذ أكثر من سبعة أشهر" على ما أفادت به قناة الحرة.
لم تكن تتوقع ليلى إطلاقاً كما من يشاهد مطلع الفيديو المتضمن عنوانه (اعتداء وحشي أو ماشابه)، أن يكون خد ليلى مستقرٌ كاشفٌ لحقد شخص أخرق أفرغه من خلال ركلة ممتلئة غير مترددة مسربلة بالتصميم يتفصد منها الاستحقار والعنصرية ونظرة متعالية لامرأة مهجرة بسيطة لجأت إلى بلد جار.
لن تبدو الأوصاف السابقة ذات مبالغة، إذا ما علمت يا صديقي أن الانتهاكات بحق السوريين في تركيا ليست قليلة كما لم تكن في المناطق التي احتلتها من سوريا، فلا نتحدث عن اعتداءات جسدية تحدث كل فترة، وأخرى وتلقى صدىً وتفاعلاً، لكن في سياق الممارسات الانحيازية ضد ما ليس في مصلحة التركي على حساب اللاجئ إذ كان صاحب حق كمعتدى بأي شكل كان، ويجب الإشارة أن أننا لا نعمم هنا فهناك أصوات في الشارع التركي ترفض هذه الممارسات.
يحضر الأمر واضحاً في حادثة الاعتداء على ليلى، لقد أُلقى القبض على الرجل المعتدي، لكن أطلق سراحه، فأعيد إلقاء القبض عليه مرة أخرى بعد الضغط الشعبي الذي جعل نائب محافظ غازي عينتاب يزور ليلى متفقداً حالها.
غرّد والي غازي عينتاب على حسابه الشخصي على تويتر الذي زار ليلى لاحقاً في المستشفى موضحاً: "تعرفنا إلى الشخص الذي ركل عمتنا المعوقة والمسنة نتيجة عمل شرطتنا الدقيق، واحتجز من قبل مكتب المدعي العام لدينا. نائب المحافظ زار العمة في منزلها ومد يد العون لها. لن نسمح بهذا النوع من الاعتداء. نحن حزينون…".
بدوره، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسم الحزب عمر جيليك عبر "تويتر": "إن العنف الذي تعرض له والدتنا ليلى محمد البالغة من العمر 70 عاما قد أحزننا جميعا". وأشار إلى أن الوحدات القضائية والإدارية ستنفّذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأن المدانين. الجاني شاكر شاكير، "جميع أعضاء أمتنا مع الأم الضحية".
وكتب فاتح ديمرجي عبر "تويتر" معلقاً على حادثة اعتداء المسنة ليلى: "أين أولئك الذين يدافعون عن حقوق المرأة، أولئك الذين يقولون لا للعنف ضد المرأة، أولئك الذين يريدون ما يسمى بالحرية للمرأة. لا أحد منكم له صوت".
وقال الصحفي، أوزليم دوغان: "جميع السياسيين العنصريين، إلى جانب شاكر شاكر، المحرضين الرئيسيين أوميت أوزداغ وتانجو أوزكان، قاموا بضرب هذه العمة السورية المتخلفة عقليا".
يعتقد أحمد أن ليلى لو كانت سورية ما حصل هذا التردد في القبض على المعتدي تركي الجنسية وإطلاق سراحه ثم إعادته مجددا موقوفاً. يقول أحمد سوري مقيم في تركيا بوثيقة كمليك كلاجئ لليفانت معلقاً على الأمر:" إن هذا الاعتداء يفطر القلب، ما نريده كسوريين لاجئين في تركيا أن تكون الإجراءات القانونية عادلة ويُحاسب المعتدي، ومراعاة مصالحنا في هذا السياق دون تباطؤ أو تلكّؤ، كما يحصل مع المواطن التركي.
نطالب بالعدالة فقط، فلو سرق بيتي على سبيل المثال لانتهى الأمر بكتابة محضر فقط، بينما ستُسخر بعض الموارد والوقت والاهتمام للتقصي حول الأمر لو كنت مواطناً تركيا، إذا كنت فهمت ما أعنيه.
يتابع أحمد (اسم مستعار): نريد فقط أن تكون هناك عقوبات فعلية رادعة على مرتكبي الانتهاكات، لك مثلٌ في واقعة الألماني المعتدي ركلاً على سوري في ألمانيا فحُكم أربع سنوات.
ما يزال السوريون يتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي في زخمٍ واضحٍ مجتمعين على تبني لقطةٍ واحدةٍ ظهرت من ليلى، بيدٍ تخفي نصف وجه، إنهم ضد العنف والتعنيف والعنصرية بحق ليلى وغيرها من النساء السوريات اللاجئات في دول الجوار، تضامنٌ مع السوريات والسوريين ممن يتعرض لمعاملة سيئة، تضامن مع الإنسان، مع السوري الذي يعيش في تركيا ويعجز عن التضامن، على ما أشار الدكتور حسام الدين درويش على سبيل المثال.
وقلما يصدر "الائتلاف الوطني السوري"، بيانات بشأن الحوادث العنصرية أو حملات التحريض السائدة من أحزاب تركية، فيما اتجه قبل سنوات لتشكيل لجنة مشتركة مع الجانب التركي، تحمل اسم "اللجنة السورية التركية المشتركة". يقول المحامي والقانوني السوري، غزوان قرنفل لموقع الحرة: " إن مؤسسات المعارضة لا يوجد فيها مهتم أو لديه الرغبة والإرادة لإيلاء ملف اللاجئين أي اهتمام".
وبخصوص مؤسسات المجتمع المدني السورية فاعتبر المحامي السوري أيضا أنها "مقصرة في التنسيق، لاختلاف أجنداتها في المقام الأول".
ترسم الهاشتاغات معالم حملة يريد بواسطتها السوريين أيضا، ممارسة ضغط على السلطات التركية للتعاطي السريع والعادل مع هكذا انتهاكات، لكن أيضاً للضغط على الحكومة التركية في ملف إعادة اللاجئين لتوطينهم في المنطقة الآمنة شمال سوريا.
عاد الحديث عنها مؤخراً بعد حصول تركيا على موافقة دولية للقيام بعملية عسكرية في الشمال السوري حيث حُددت مسبقاً المنطقة الآمنة والدول الراعية لها وميزانية إعادة إعماره منذ سنوات كان على رأس الداعمين ألمانيا.
أعاد الاعتداء على ليلى شحن وجدان السوريين في تركيا على وجه الخصوص، ومعنى أن تشعر بالتهديد الدائم وتعيش مع هاجس الترحيل. ستلحظ هذا حتى في مزاحهم على منصات التواصل الاجتماعي، وفي غرف الكلوب هاوس، مخذولين من الحكومة التركية في هذا الإجراء، وفي مناحٍ عدة، ليس تعميماً، هناك سوريين اندمجوا في تركيا وحصلوا على الجنسية التركية.
كانت ليلى تجسيداً لكل امرأة سورية أو غير سورية وكل إنسان يمكن أن يُعنّف أو يعامل بعنصرية. ألم ليلى، ليلى في تلك اللحظة إذ تستجمع ما بقي من وعيها غير مصدقةٍ ما حصل، ليلى الضعيفة الوحيدة على مقعدها، مكثف القهر وانعدام الأمن وضيق مساحة الأمل في نفس كل سوري انبرى متضامناً، كانت أمه أو أخته، كان هو الإنسان المخذول من المجتمع الدُّوَليّ ونخبه السياسية والثورية الصدئة، كانت الوجه الآخر لضعفنا وقلة حيلتنا؛ نحن السوريون العاديون بينما نشاهد الانتهاكات بحقنا حتى اعتدناها صنو المواجهات اليومية الروتينية لنا مع هذه الحياة، مع ليلى نعيد مونولوج الأسئلة الكبرى مجدداً ربما سألت ليلى أحدها على الأقل في تلك اللحظة العصيبة، لماذا يحصل هذا؟
Racism has always been a product of the hate speech of different political parties in #Turkey & around the world... I am in solidarity with Laila, and with all the other victims of racism around the world.#Syria #AgainstBeatingWomen #StandWithLeyla #NoToRacisim pic.twitter.com/daOgtD5usc
— ايمان حزيريني (@emanhz_97) May 31, 2022
على نحو متزايد، عشرات الآلاف من العيون المغمضة يظهر أصحابها على صفحات السوشيال ميديا. يكتبون مع صورهم عبارات التضامن، يسكبون اعتقاداتهم وقناعاتهم وآراءهم، مع ليلى وفي كل مناسبة مشابهة. من المؤسف قول هذا، لكن نعم في كل حدث مشابه، تصبح ليلى امتداداً لمعاناة كل فرد منا، ومعاناة السوريين ككل، إننا نتمثل ألمها، نتعاطف معها غارقين بالقهر يطرق أبواب ذاكرتنا من كل ميل وفي كل محطة من سنواتنا الإثني عشرة الأخيرة، نتلمس مشاركتها محنتها بالقول والفعل من بعيد ما أمكن، كأنما تتضامن مع كل مقهور من خلالها، هوذا حال الإنسان يعبر للكل من الجزء، من ليلى إلى الليالي السورية.
يغرّد محمد سلامة، هذا العنصري المقيت لم يركل المرأة المسنة فحسب بل ركل سوريا جميعها. يغرد ظلال قطيع ناشط سوري من حمص قائلا:" ركل ما تبقى فينا من كرامة. المسنة السورية ليلى المحمد أوجعت قلوبنا حتى وصل قهرنا حد العجز".
يقول محمود راحيل في تغريدة:"عندما يكون للعنصرية قدم ويد تضرب وتبطش ولا تخشى عقاب..."استقبلت ليلى هذا الفعل المجنون مدهوشة، بدورهم كتبوا العبارات المؤلمة سوريين كثر، فأخرجت ليلى بنصف وجه يكشف معاناة شخصها ونصف آخر غطته يستر معاناتنا ووجعنا كسوريين أين ما كنا فرأينا فاحترت أعيننا وتجمّرت أفئدتنا.
This kick hit all of our heads 💔https://t.co/7Wdl2px9GJ…#ŞakirÇakırTutuklansın#AgainstBeatingWomen#StandWithLeyla#NoToRacisim pic.twitter.com/nG3HzCbQza
— Qusay Noor (@QUSAY_NOOR_) May 31, 2022
كثيرة جداً الحسابات التي تكتب وتشارك متضامنةً مع ليلى وما تمثله ليلى كجسر رمزي لعذابات السوريين. لقد حضرت مقارنات في المعاملة من المعتدي حامل الجنسية التركية بعنصرية يمارسها إسرائيليون متشددون بحق فلسطينيين، كما حضرت مقارنة أيضاً مع معاملة ميلشييات النظام السوري في سياق الممارسة العنصرية، فذكّر البعض بمجزرة التضامن، وسيُذكر البعض الآخر بمعاملات عنصرية للجيش التركي أو ميليشياته في منطقة عفرين المحتلة وغيرها.
وإن اختلفت المعايير .. إلا أنّ ملّة الحقد والكراهية واحدة .. لا فرق بين يهودي يركل امرأة مسلمة فلسطينية و بين حاقدٍ تركي .. يركل امرأة مسلمةً سورية.
— أبو علي الغنطاوي (@alhor_7) May 31, 2022
لنا الله .. واللعنة على الظالمين
سنقاضيكم امام الله ...#ŞakirÇakırTutuklansın#AgainstBeatingWomen#StandWithLeyla#NoToRacisim pic.twitter.com/EoTJXM0Dfo
كانت الركلة كما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، كأنما أصابتنا جميعاً على رؤوسنا، يتعاطف الشارع التركي مع ليلى؛ بيد إن التعاطف غير كافٍ كما يرى البعض فهو يحتاج لتحرك أكثر فعالية لمواجهة خطاب التحريض السائد ضد السوريين من بعض الأوساط التركية كحزب النصر وزعيمه أوميت أووزداغ. على مدار سنوات اثني عشر منذ بدأت الانتفاضة السورية ضد نظام البعث الأسدي مر أمام أعيننا صوراً رمزية كثيرة، بل إن أرشيف الثورة يزخر بها، لكن الحياة تستمر فمن ينسى ومن يتناسى ومن يبقى يذكّر دائما.
اقرأ المزيد: في تركيا.. اعتداء همجي على مسنة سورية وبتهمة كاذب
كان بحوزة ليلى لتر من الميرندا تقبض عليه بقوة، حريصة بالرغم من وجعها ألّا يفلت منها، كان تمسُّكها به لأنه لها، ملكها، إنها حيازة بسيطة مؤثرة بألمٍ شديد يقطع النفس لامرأة مسنة في غربة موحشة وعدت نفسها بميراند باردة.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!