-
بعد تخلي نسبي عن الإخوان.. أردوغان سيزور مصر
تشهد العلاقات بين تركيا ومصر تحسنا ملحوظا بعد سنوات من القطيعة والتوتر، وذلك بفضل التنازلات التي قدمتها أنقرة للقاهرة في ملفات حساسة، أبرزها ملف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التي كانت تحظى بدعم وملاذ من النظام التركي.
وأعلنت وكالة بلومبرغ للأنباء، نقلا عن مسؤولين أتراك، أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور مصر الشهر المقبل في زيارة تاريخية تهدف إلى استعادة العلاقات وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب في غزة.
اقرأ أيضاً: بعد ضربة للجيش التركي.. أردوغان يجدد تهديداته لـشمال سوريا
ويبدو أن أردوغان قد أدرك أن مصالحه الاقتصادية والجيوسياسية تتطلب تقاربا مع مصر، التي تعتبر دولة مؤثرة في المنطقة العربية والإفريقية، والتي تمتلك علاقات قوية مع الدول الأوروبية والخليجية، وتشارك مع تركيا في ملفات إقليمية مهمة، مثل الأزمة الليبية والمياه الإقليمية في البحر المتوسط.
ولهذا السبب، قرر أردوغان التخلي عن حليفه الإخواني، الذي لم يعد يمثل قوة سياسية في مصر، وأصبح عبئاً على تركيا، بسبب مواجهتها مع الدول التي تعتبر الجماعة منظمة إرهابية، والتي تطالب بتسليم عناصرها المتورطين في أعمال عنف وإرهاب.
وقد بدأت تركيا باتخاذ خطوات عملية لإرضاء مصر، منها وقف البرامج الإعلامية المناهضة للحكومة المصرية، والتي كانت تبث من قنوات تابعة للإخوان في تركيا، ومنها توقيف وترحيل عدد من النشطاء والمطلوبين الإخوانيين، وتخفيف اللهجة العدائية تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي كان أردوغان يصفه بالانقلابي والطاغية.
وأبدى سفير تركيا بمصر، صالح موطلو، تفاؤلا بشأن القمة المرتقبة بين الرئيسين، مؤكدا أنها ستناقش القضايا الإنسانية والسياسية في فلسطين، ومعربا عن دعم تركيا لموقف مصر من تهجير الفلسطينيين، ورفضها للتطبيع مع إسرائيل.
ويمكن القول أن تركيا تسير في طريق الواقعية والمصالح، وتتخلى عن الأيديولوجية والمبادئ، وتبيع الإخوان في مصر بحثا عن مكاسب اقتصادية وسياسية، وتنسى أن الجماعة كانت تمثل لها شريكا وحليفا في المنطقة، وتتجاهل أن الإخوان كانوا يدافعون عنها ويشيدون بها، لكنها تركتهم يواجهون مصيرهم وحدهم، في درس جديد لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!