-
بعد براءة ترمب.. هل يكون الرئيس الـ(47) للولايات المتحدة؟
مرهف دويدري - ليفانت - خاص
في مواجهة قضية دقيقة رفعها تسعة مدعين عامين في مجلس النواب الأمريكي، بدا أن معظم الجمهوريين وجدوا ملاذاً آمناً في الحجج التقنية بأن محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نفسها لم تكن صالحة، لأنه لم يعد في منصبه، كما أن محامييه أكدوا أيضاً أن الرئيس السابق لم يرتكب جرماً بشأن أحداث الشغب، حيث برأ مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من التهمة الموجهة إليه بـ"التحريض" على أعمال الشغب في الكابيتول، لعدم توافر أصوات كافية، حيث صوّت، في ثاني محاكمة لترامب في مجلس الشيوخ، 57 عضوا لصالح الإدانة، مقابل 43، مع انضمام سبعة جمهوريين إلى الديمقراطيين، فيما يحتاج أعضاء مجلس الشيوخ إلى أغلبية الثلثين، لإدانة ترامب.، وبتبرئة ترامب في مجلس الشيوخ، يمكن للرئيس السابق أن يترشح لفترة رئاسية ثانية، عام 2024.
وكان قد عبّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن امتنانه لمحامييه وكل الذين وقفوا إلى جانبه في مجلسي الشيوخ والنواب، واصفاً محاكمته بأنها "مرحلة أخرى من أكبر الملاحقات في تاريخ بلادنا"، وقال ترامب مخاطباً مؤيديه إن "حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو"، مؤكداً أن لديه المزيد لمشاركته معهم في الأشهر المقبلة.
بالمقابل قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، إنه على الرغم من أن تصويت مجلس الشيوخ لم يقد إلى إدانة ترامب "فإن لا خلاف حول جوهر التهمة الموجهة إليه"، مؤكداً أن "هذا الفصل الحزين من تاريخنا ذكرنا بأن ديمقراطيتنا هشّة ويجب الدفاع عنها على الدوام"، وأضاف "حتى أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا ضد إدانة ترامب يؤمنون أنه يتحمل المسؤولية الأخلاقية عن إثارة أعمال العنف التي استهدفت الكونغرس"، مشدداً على أن " العنف والتطرف لا مكان لهما في أميركا. من واجبنا كأمريكيين، ومسؤوليتنا كقادة سياسيين، أن ندافع عن الحقيقة وأن نهزم الأكاذيب من أجل إنهاء هذه الحرب غير المتحضرة.. هذه هي مهمتنا المقبلة".
عزل ترمب.. استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس
أحال مجلس النواب الأميركي نهاية العام 2019، الرئيس السابق دونالد ترامب إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يطلق الكونغرس بحقّه إجراء رسمياً لعزله، وذلك بأغلبية 230 صوتاً مقابل 197 وامتناع نائب واحد عن التصويت، وافق مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون على توجيه تهمة استغلال السلطة إلى الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
اقرأ المزيد إعلام أميركي: بيلوسي سترسل مذكرةَ عزل الرئيس لمجلس الشيوخ
وبعدها بدقائق وجّه مجلس النواب إلى ترامب تهمة ثانية هي عرقلة عمل الكونغرس التي أقرّت بأغلبية 229 صوتاً مقابل 198 وامتناع نائب واحد عن التصويت، وبموافقة مجلس النواب على هذا القرار الاتّهامي انتقلت القضية إلى مجلس الشيوخ للبت في القضية، وكما توقع محامو ترمب أن مجلس الشيوخ الأمريكي سيعلن براءة ترمب من تهمتي عرقلة عمل الكونغرس واستغلال السلطة، وفي المجلس المؤلّف من مئة عضو، صوّت 52 عضواً جمهورياً من أصل 53 على تبرئة الرئيس الأمريكي من التهمة الأولى استغلال السلطة، فيما صوّت 53 عضوًا جمهوريًّا على تبرئته من التهمة الثانية عرقلة عمل الكونغرس، وهما التهمتان اللتان وجّههما إليه مجلس النواب في 18 كانون الأول 2019، وذلك في محاكمة تاريخية سعى من خلالها الديموقراطيون لعزله فيما تكاتف الجمهوريون لتبرئته.
محاولات عزل ترمب قبل نهاية ولايته
سعى مجلس النواب الأمريكي إلى عزل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبل انتهاء ولايته بأيام، وذلك بعد اقتحام عدد من مؤيديه مبنى الكابيتول التابع للكونغرس، في العاصمة واشنطن، تزامنا مع انعقاد جلسة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أعلن فيها فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، حيث عمل مجلس النواب على تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي التي تخوّل نائب الرئيس استلام المهام في حال تم قرار العزل، وبحسب الدستور يجب موافقة النائب على هذا الإجراء الذي يشكّل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن نائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بنس، عبّر في رسالة وجهها لرئيس مجلس مجلس النواب، نانسي بيلوسي، عن رفضه عزل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال في رسالته "لن أستسلم إلى الألعاب السياسية بمجلس النواب في وقت حرج في حياة أمتنا"، وأشار نائب الرئيس إلى أن "تفعيل التعديل الـ25 لتنحية الرئيس ترامب ليس في مصلحة البلاد ولا الدستور"، ودعا الديمقراطيين إلى العمل معه "لخفض التوتر وتوحيد البلاد".، وأضاف بنس في رسالته بأن "تركيزنا في أعقاب أحداث الأسبوع الماضي المروعة ينصب على ضمان انتقال منظم للسلطة".
محاكمة ترمب الثانية.. "محرّض على العنف"
قال ممثلو الادعاء الديمقراطيون أمام مجلس الشيوخ، الأربعاء، خلال محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب إنه "أمضى أسابيع وهو يؤجج المؤيدين بإخبارهم أن الانتخابات سرقت"، ثم أصبح "محرضا رئيسياً على تمرد خطير" طال مبنى الكابيتول، وقال رئيس فريق الادعاء جيمي راسكين "ستظهر لكم الأدلة أن الرئيس السابق ترامب لم يكن متفرجا بريئا"، وإنه "تخلى عن دوره كقائد أعلى للجيش وصار محرضا رئيسيا على تمرد خطير.
وكان المدعون الديموقراطيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يرغبون في الاستماع إلى شهادة النائبة الديموقراطية جايم هيريرا بوتلر، الأمر الذي كان سيطيل أمد المحاكمة، وعرض أعضاء مجلس الشيوخ المكلفون بتوجيه التهمة إلى ترامب، على مدى يومين، مقاطع فيديو صادمة تُظهر أعمال العنف ومقتطفات مختارة من خطابات ألقاها ترامب واتّهموه بأنه تخلى عن دوره "كقائد عام" لأداء دور "المحرض الرئيسي"، فيما شنّ محامو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، الجمعة، هجوماً مضاداً في مرافعةٍ قوية ومقتضبة استغرقت ثلاث ساعات، وأكدوا أن الهجوم كان "فظيعاً" لكن المحاكمة "غير منصفة" معتبرين أنها "انتقام سياسي" يهدف إلى "منع الخطابات التي لا تحلو للأكثرية".
ترمب: حركتنا بدأت توا"!
عبّر ترامب عن امتنانه لمحامييه وكل الذين وقفوا إلى جانبه في مجلسي الشيوخ والنواب، واصفا محاكمته بأنها "مرحلة أخرى من أكبر الملاحقات في تاريخ بلادنا"، وقال ترامب مخاطباً مؤيديه إن "حركتنا التاريخية والوطنية والرائعة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو".
وبحسب ما ذكرت مؤسسة غالوب، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها، الشهر الماضي أن نسبة الجمهوريين المؤيدين لترامب بلغت 82 في المئة، ووجدت جامعة مونماوث أن 72 في المئة من الجمهوريين ما زالوا يؤمنون بمزاعم ترامب بأن الرئيس جو بايدن فاز في انتخابات نوفمبر فقط بسبب تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع، خوفاً من أن يكون لديهم شكوك في قوة ترامب، صوّت الجمهوريون في مجلس النواب بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي للدفاع عن الرئيس السابق، وأدى قرار مجلس الشيوخ إلى تخفيف الانقسام في الحزب الجمهوري الذي سيتعين على قادته اجتيازه، بينما يحاولون استعادة السيطرة على الكونغرس العام المقبل ويهدفون إلى استعادة البيت الأبيض في عام 2024.
اقرأ المزيد الشيوخ الأمريكي يبرّئ ترمب.. وبايدن: الديمقراطية هشّة
بالمقابل أظهر استطلاع جديد أن 53 في المائة من البالغين الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع إنه لا ينبغي السماح لترامب بالترشح للمناصب العامة مرة أخرى، في حين قال 50 في المائة إنهم كانوا سيصوتون لإدانة ترامب في محاكمة عزل مجلس الشيوخ إذا كان لهم الحق في التصويت، بحسب استطلاع أجرته شركة "إبسوس" لصالح وكالة رويترز.ووجد الاستطلاع أن 71 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة يعتقدون أن ترامب مسؤول جزئيًا عن أعمال الشغب، فيما أعلن نصف الجمهوريين الذين شملهم الاستطلاع أن ترامب مسؤول بشكل ما عن تلك الأحداث، فيما أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "يوغوف" للأبحاث وصحيفة "ذا إيكونوميست" أن 53 بالمائة من الناس يعتقدون أنه لا ينبغي السماح لترامب بالترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!