الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • باصوفان.. الكورد الايزيديون والمعاناة المضاعفة بريف عفرين

باصوفان.. الكورد الايزيديون والمعاناة المضاعفة بريف عفرين
عفرين

منذ احتلال منطقة عفرين ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، في آذار العام 2018، من قبل أنقرة وميليشياتها السورية المسلحة المعروفة بمسمى "الجيش الوطني السوري"، كانت للقرى الإيزيدية والكرد الإيزيديين، النصيب الأكبر من الانتهاكات والجرائم التي طالت قراهم وأثارهم بجانب نعتهم بالكفار والملحدين، وإجبار الكثير منهم على اعتناق الدين الإسلامي، وبناء الجوامع في قراهم، وإجبارهم على حضور حلقات الدروس الدينية بحجة تعليميهم الدين السليم، وكل من يخالف أوامرهم، يصبح عرضة للاختطاف والاعتقال، وحتى القتل بمبرر أنهم كفار وقتلهم حلال.

بهذا الصدد، كشفت مصادر خاصة من سكان قرية باصوفان الإيزيدية، التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، لـ "ليفانت نيوز"، أن قريتهم من أكثر القرى الإيزيدية في مدينة عفرين، التي تعرضت للانتهاكات والأعمال اللاإنسانية من قبل مسلحي ميليشيا "فيلق الشام" التي تحتل القرية، وتفرض أفكارها المتطرفة على سكانها، بالقوة وتحت تهديد السلاح.

اقرأ أيضاً: في عفرين.. الخطف لمن يُطالب بعقاراته المستولى عليه

وتحدث أحد سكان القرية لـ "ليفانت نيوز"، حول ما يتعرض له سكان قريته من قبل المسلحين قائلاً: "منذ استيلاء ميليشيا فيلق الشام على قريتنا، وبسط سيطرتها، بدأت بفرض أحكام وقوانين صارمة علينا، وإجبارنا على تنفيذ كل قراراتهم، وإلا سيكون مصيرنا غير معروف، كونهم ينظرون لنا على أننا كفار وملحدون، وأن قتلنا حلال وفق تفكيرهم"، مؤكداً أن سكان القرية عانوا كثيراً من ممارسات المسلحين التي لا تقتصر عليهم، بل تمتد لذويهم الذين يخطون خطى أبنائهم المسلحين.

وأضاف: "بداية قاموا بفرض نمط لباس معين على النساء، وهو اللباس الشرعي، ومنعوا اللباس التقليدي الكردي أو اللباس الاعتيادي الذي اعتادت عليه النسوة في مدينة عفرين، وتم تهديدنا بعدم مخالفة القوانين، وإلا سوف نتعرض للمحاسبة والمساءلة".

و تابع: "ومن تلك القوانين التي فرضوها على سكان القرية، منعهم إقامة حفلات الأعراس في القرية بشكل قاطع، حتى لو لم يكن العرس مختلطاً، فهم يدعون أن حفلات الأعراس بدع و حرام و لا يجب إقامتها"، مؤكداً أن أحد المستقدمين للتوطين في القرية، والتابع لميليشيا "فيلق الشام"، منع الأسبوع الفائت إقامة حفل زفاف أحد شبان القرية، أو حتى إقامة احتفالية صغيرة في منزل الشاب، مهددا ذوي العريس بإحضار مجموعة أمنية من "فيلق الشام" لتحطيم و تكسير معدات العرس موجهاً كلمات نابية لسكان القرية، قائلاً: "أنتم ليس لديكم أخلاق، ما هذا اللباس الذي ترتديه نساءكم، وما هذه الموسيقا فكل هذا حرام"، مشيراً إلى أن المستقدم الذي قام بإلغاء حفل العرس يحمل أفكار دينية متطرفة شبيهة بأفكار تنظيم داعش الإرهابي.

وقال في نهاية حديثه، أن قريتهم تعد أيضاً نقطة اتصال بين مناطق ميليشيات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، كونها تتاخم مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، الأمر الذي يجعل قريتهم في خطر دائم من أي اشتباك أو إشكال بين الطرفين، وحتى من القصف الذي ينفذه النظام السوري والروس على مناطق إدلب وريفها.

ليفانت-خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!