الوضع المظلم
الأحد ١٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • انتقادات واسعة لاعتداءات زوار عراقيين على قبر معاوية في دمشق

انتقادات واسعة لاعتداءات زوار عراقيين على قبر معاوية في دمشق
قبر معاوية بن أبي سفيان في دمشق \ متداول

تعرض قبر الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، الواقع في مقبرة باب الصغير بالعاصمة السورية دمشق، لاعتداءات متكررة من قبل بعض الزوار العراقيين، الذين ضربوه بالأحذية وهتفوا بشعارات طائفية.

وأثارت هذه الاعتداءات موجة من الاستياء والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل السوريين والعرب السنة، الذين اعتبروها إهانة لتاريخهم وتراثهم.

وتناقل ناشطون على موقعي "يوتيوب" و"إكس" مقاطع فيديو تظهر مجموعة من الشبان والنساء وهم يقومون بالاعتداء على القبر، وينطقون بالشهادة مع إضافة اسم علي بن أبي طالب، وهو ما يعتبره الشيعة من أصول دينهم.

وتبين أن بعض هذه المقاطع قديمة وتعود إلى عام 2022، بينما البعض الآخر حديث ويعود إلى الأيام الماضية، التي شهدت تدفق الآلاف من العراقيين إلى دمشق لزيارة ضريح السيدة زينب، ابنة النبي محمد.

اقرأ أيضاً: إفلاس الحكومة السورية يعرقل وصول الموظفين للعمل

ويعد معاوية بن أبي سفيان من الشخصيات الإسلامية المثيرة للجدل، والتي يختلف فيها السنة والشيعة حول تقديرها وتقييمها. ويقول بعض المؤرخين إن قبره يقع في مقبرة باب الصغير، ولكن لا توجد مصادر مؤكدة عن موقعه الدقيق. ويقع قبر ابنه يزيد، الذي يلقبه الشيعة بـ"معاوية الصغير"، في حارة النقاشات بدمشق القديمة.

وتعود ظاهرة الاعتداء على قبر معاوية إلى فترة ما بعد الحرب بين العراق وإيران، عندما بدأ الحجاج الإيرانيين بالتوافد إلى دمشق.

ونشر بعض رجال الدين الشيعة، مثل محسن الحيدي، مقاطع فيديو تظهر اعتدائهم على القبر وافتخارهم بذلك، واضطرت محافظة دمشق إلى بناء جدران اسمنتية حول القبر لحمايته من الاختراق.

وعبر السوريون، وخاصة من الطائفة السنية، عن غضبهم ورفضهم لهذا السلوك الطائفي، الذي ينتهك تاريخهم وحضارتهم، وكتب الصحفي السوري قتيبة ياسين على "إكس": "لماذا يسمح نظام الأسد للزوار العراقيين بإهانة قبور الصحابة في دمشق وضربها بالأحذية التي تعبر عن قيمتهم وفهمهم وثقافتهم؟".

وأضاف: "يهان قبر مؤسس الدولة الأموية في عاصمته وعلى مرأى ومسمع أهلها ويقولون لك سوريا ليست محتلة" وقال الصحفي السوري تمام جنّح: "هذه الأفعال الطائفية لا تزيد الأمور إلا اشتعالا".

وعلقت الناشطة الحقوقية رزان صفور: "مرعبة الطريقة التي صنع بها النظام الطائفية في سوريا لأنها عملة سهلة ورخيصة للتداول بها"، وأوضحت: "كانت سوريا دائما بلدا متنوعا من حيث التركيبة السكانية العرقية والدينية، ما يفسد ذلك؟ الإهانة العلنية وتدنيس معتقدات الناس وقيمهم. وفي هذه الحالة، القيم والمعتقدات التي يحركها الإيمان لدى غالبية سكان البلاد".

وأصدرت هيئة "العمل الوطني من أجل سوريا"، وهي جهة معارضة، بيانا دعت فيه "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" و"رابطة العالم الإسلامي" و"المجلس الإسلامي السوري" إلى إدانة "هذه السلوكيات الإجرامية، والتحذير من خطورتها".

داعيةً في البيان إلى "كشف الجهات الداعمة لها، والعمل الحثيث على حماية تراث الشعب السوري وتاريخه الحضاري، وصون رجالات الأمَّة من الطعن والإهانة والتشوية المتعمد"، حسب تعبيرها.

ليفانت-الحرة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!